الأبعاد المؤثرة في نظم دعم القرار.

إعداد/ أحمد السيد كردي
2015م

نظم دعم القرار تتأثر بمجموعة من المتغيرات التي تتكون منها تلك النظم وتؤثر وتتأثر بها وسيتم توضيحها على النحو التالي: دعم الإدارة العليا لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات المادية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات البشرية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات الفنية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات التنظيمية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، أنواع نظم دعم القرار. 

 

1- دعم الإدارة العليا لاستخدام نظم دعم القرار:

إن عملية اتخاذ القرارات هي عصب الإدارة، ولكي يكون القرار رشيدا فإنه من الضروري أن يكون البديل الذي وقع عليه الاختيار هو أفضل البدائل، التي تعمل على تحقيق أهداف المنظمة، وتقوم عملية اتخاذ القرارات على الاختيار والمفاضلة بين البدائل المختلفة، فالأساس في اتخاذ القرار هو وجود عدة بدائل، كما أن وجود العديد من البدائل يخلق مشكلة الاختيار، ولا يعني إتباع هذه الخطوات بالضرورة التوصل إلى الحل الأمثل للمشكلة التي تواجه إدارة المنظمة، فقد يصبح القرار المتخذ غير مناسب إذا ما تغيرت الظروف والأحوال المحيطة بالمنظمة. وتعد المعلومات حلول التكاليف ذات أهمية خاصة لإدارة المنظمة في اتخاذ القرارات الرشيدة حيث أن اتخاذ بعض القرارات غير المدروسة قد يفوت على المنظمة فرصة تحقيق ربح أكبر أو قد يؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة بها. حيث تتوقف فعالية النظام على قدر دعم الإدارة العليا للمنظمة الت ي يخدمها النظام سواء كان على مستوى مدخلاته من بيانات، أو مستوى مخرجاته من سياسات، وبدون الدعم على مستوى أيهما لا يؤدي النظام المطلوب منه. (<!--)

وقد أدى كلا من الزيادة في حجم المنظمات وتعقد أنشطتها الإدارية، وتطور وسائل اتخاذ القرارات في الوقت الحاضر إلى زيادة اهتمام المديرون على اختلاف مستوياتهم التنظيمية، والوظيفية في الحصول على المعلومات الدقيقة والملائمة وفي الوقت المناسب، من أجل القيام بمهمات التخطيط والرقابة واتخاذ القرارات بكفاءة وفاعلية، لذلك أصبحت المعلومات والنظم المسئولة عن إنتاجها موردًا أساسيًا من موارد المنظمات على اختلاف أنواعها. (<!--)

وينبغي أن يكون دعم الإدارة العليا واضح للجميع من خلال استعدادها لاتخاذ إجراءات ملموسة من بينها: صياغة سياسة الجودة، بناء هيكل تنظيمي للجودة، الإشراك الكلي للعاملين، نشر معلومات حول الجودة، إدارة عمليات التغيير، تنظيم يوم للجودة. (<!--)

 

2- الإمكانات المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار:

تشهد الألفية الثالثة تطورًا متسارعًا في المعطيات المعرفية والمعلوماتية، وانتشار شبكة الإنترنت ومواقع الويب وغيرها على نحو واسع، أضحت معه التطورات والتغييرات المتلاحقة في وسائل التقنية سمة من سمات العصر. (<!--)

وفي ظل هذا التقدم العلمي والتطور التقني وظهور ما يعرف بالتقنية الرقمية، كان لابد للمنظمات في العالم بأسره من الاستفادة من هذه التقنيات في المجالات كافة، بما في ذلك المجالات الإدارية.  (<!--)

إن تطبيق الأساليب الإدارية المعاصرة يتطلب إمكانات مادية وبشرية غير تقليدية وتستلزم التهيئة المناسبة لمقوماتها العديدة، وتطوير البيئة الداخلية والخارجية للمنظمات الإدارية لطبيعتها وخصوصيتها في التعامل مع الأفراد، وتوفير الظروف المواتية لنجاح التطبيق مما ينعكس بشكل مباشر على الأداء عبر تحقيق التوازن والتناسق المرغوب بين التغيرات وسلوك الأفراد والعلاقات بين جماعات العمل وبين أساليب ونظم الأداء. (<!--)

وقد أدى كلا من الزيادة في حجم المنظمات وتعقد أنشطتها الإدارية، وتطور وسائل اتخاذ القرارات في الوقت الحاضر إلى زيادة اهتمام المدراء على اختلاف مستوياتهم التنظيمية، والوظيفية في الحصول على المعلومات الدقيقة والملائمة وفي الوقت المناسب، من أجل القيام بمهمات التخطيط والرقابة واتخاذ القرار ات بكفاءة وفاعلية، لذلك أصبحت المعلومات والنظم المسئولة عن إنتاجها (نظم المعلومات) موردًا أساسيًا من موارد المنظمات على اختلاف أنواعها. (<!--)  

حيث يمكننا تقسيم الإمكانيات المتاحة إلى: الإمكانات المادية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات البشرية المتوفرة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات الفنية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار، الإمكانات التنظيمية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار.

 

أ- الإمكانات المادية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار:

الإمكانيات المادية تتضمن جميع الأجهزة المادية والمواد المستخدمة في تشغيل المعلومات وهي تشمل الحاسبات والطرفيات والوسائط.(<!--) حيث يتوقف مقدار التمويل المطلوب على قدر نوعية المشاكل التي يتعامل معها النظام، ولكن بكل تأكيد أنه بقدر الدعم التمويلي تكون كفاءة النظام، وذلك في ظل اعتماده على تكنولوجيا مكلفة وكوادر بشرية عالية التجهيز، وديناميكية عالية لمواكبة التغيير، والتحديث المستمر على كافة مكونات النظام. (<!--)

 

ب- الإمكانات البشرية المتوفرة لاستخدام نظم دعم القرار:

يعد العنصر البشري أقيم الموارد وأثمنها لأي منظمة، والبحث عن العنصر البشري المتميز والخلاق والتعامل معهم واكتساب ولائهم وإخلاصهم للعمل أصبح مطلبا صعبا لكل منظمة، بحيث تصدرت الأهداف الرئيسية المنشودة لأغلب المنظمات والشركات، وقد ثبت مرارا وتكرارا أن الفارق الفاصل بين تحقيق النجاح والفشل الإداري يكمن أساسا في نوعية القيادة التي يمارسها المديرون, والتي تتمثل في استقطاب والحفاظ على روح التعاون المثمر والايجابي للعاملين الذين يقودوهم. (<!--)

حيث يشكل العنصر البشري أهم مورد من موارد أية منظمة سواء كانت خاصة أم حكومية، كبيرة أم صغيرة، إنتاجية أم خدمية، حيث تتوقف كفاءة وفعالية المنظمة على كفاءة هذا المورد، وبالتالي تحرص إدارة أية منظمة على استثمار هذا المورد والاستفادة منه الاستفاد ة المثلى.

فأساليب الإدارة للموارد البشرية قد أصبحت من الأهمية بمكان لأن مصادر التنافس الأخرى قلت من أهميتها قياسا على الدور البشري في قطاعات الإنتاج والخدمات، وهو ما يمثل مرجعية للإدارة والتخطيط الاستراتيجي، لذا فان إحراز النجاح التنظيمي في المنظمات يتطلب تغيير مفاهيم الإدارة عن قوة العمل، وعن العلاقة بين الإدارة والعاملين. (<!--) حيث أن وجود الأفراد ضروري لعمل أي نظام معلومات, وهناك نوعين أساسيين من الموارد البشرية اللازمة وهما: (<!--)

- المستخدمين النهائيين: وهم الأفراد الذين يستخدمون النظام بطريقة مباشرة, أو يستخدمون مخرجاته المجهزة بواسطة الآخرين.

- الأخصائيون في نظم المعلومات: وهم الذين يطورون ويشغلون النظام ويشملوا أفراد مثل محللي النظم، ومطوري البرامج، ومشغلي النظام.

تزداد أهمية العنصر البشري في تكوين ميزة تنافسية للمنظمة، باعتباره المسئول عن التجديد والابتكار في الأداء، وتصبح إدارة العنصر من المميزات التنافسية، ومن ثم تصبح الموارد البشرية أهم أصول المنظمة، وثروتها الأساسية وميزتها التنافسية الدائمة، الأمر الذي يترتب عليه تحقيق زيادات ملموسة في كفاءة وفعالية أداءها دون أن يقابل ذلك بالضرورة زيادات مماثلة في الاستثمارات المالية والمادية، وعليه فإن المنظمة مطالبة بأن تدير العقول الذكية إدارة ناجحة وفعالة، وأن تهيئ المناخ الذي يؤكد أهمية التغيير والتطوير ويحفز الابتكار والتجديد، وأن تعمد إلى تنمية الموارد البشرية. (<!--)

يجب أن تشكل الكوادر البشرية وتعمل كفريق، يتكون الفريق من كوادر تغطى جوانب المشكلة ومتطلبات تصميم وتنفيذ النظام، وفي كل الأحوال فإن هناك كوادر ثابتة مثل: (<!--)

<!--كوادر التحليل الاقتصادية بأنواعها.

<!--كوادر لبحوث العمليات ودعم القرار.

<!--كوادر لتحليل النظم وتصميمها.

<!--كوادر للتحليل الإحصائي.

<!--كوادر لتقنية الحاسبات والمعلومات.

<!--كوادر لخدمة شبكات الحاسب والاتصالات.

 

ج- الإمكانات الفنية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار:

يهيئ تحليل المتغيرات البيئية الفنية أو التكنولوجية افتراضات وتوقعات بشان المتغيرات في خصائص التجهيزات الآلية وأساليب استخدامها، وتؤثر هذه التوقعات على تصميم استراتيجيات المنظمة للنمو مثل التكامل الرأسي، وتنويع الأنشطة.

ففي الوقت الحالي لم تعد القرارات الإدارية المتخذة ضربا من ضروب الحدس والتخمين أو أسلوبا من أساليب التجربة والخطأ, وإنما أصبحت تستند إلى أسلوب علمي سليم يهدف بالوصول إلى قرارات أكثر دقة ومنطقية, لتساهم في حل المشاكل الإدارية معتمدة على تحليل المعلومات تحليلا كميا يتفق مع سير الإدارة في الاتجاه العلمي لوضع البدائل والحلول بهدف جعل القرارات المتعلقة بهذه البدائل أكثر معقولية ورشد، ومن أهم هذه الإمكانات تقنيات المعلومات الإدارية وأهم هذه التقنيات النظام الحاسوبي والاتصالات، حيث تقوم هذه التقنيات بتقديم المعلومات والبيانات الضرورية، وهذا يؤثر على عمل المنظمة من حيث: زيادة الفعالية، توفير الوقت والجهد المبذول، الدقة والسرعة في عملية الانجاز، تقليل التكلفة، تبسيط الإجراءات، زيادة الإنتاجية الإدارية، بالإضافة إلى ما ذكر من أهمية تكنولوجيا المعلومات التقليدية من الحاسبات والبرمجيات والاتصالات والإنترنت في عمليات المساعدة في اتخاذ القرارات. (<!--)

 

د- الإمكانات التنظيمية المتاحة لاستخدام نظم دعم القرار:

الإمكانيات التنظيمية والمتمثلة في القوى الكامنة في الموقف الإداري، الاتصالات الإدارية، التفويض واللامركزية الإدارية ونطاق التمكين. (<!--) فاتخاذ القرارات عملية مستمرة ويومية، وتتضمن كل المراحل الإدارية بدءا بالتخطيط ومرورا بالتنظيم والتوجيه والرقابة، إذ لا تخطيط دون اتخاذ قرار بذلك سواء كان للمدى البعيد أو القصير، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الوظائف. ففي الحياة اليومية في العمل الإداري أو غيرة يتم اتخاذ جملة من القرارات تلقائيا، أو نتيجة للدراسات المسبقة في حال الصواب أو الخطأ.

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

 (<!--)عبد الحميد المغربي، نظم المعلومات الإدارية: الأسس والمبادئ، جامعة المنصورة، المكتبة العصرية، المنصورة., مصر, 2002م, ص: 67.

 (<!--)أمل أبو رحمة، نظم معلومات الموارد البشرية وأثرها على فاعلية أداء شئون الموظفين في وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة, فلسطين, 2005م, ص: 22.

 (<!--)ضياء الدين زاهر, إدارة النظم التعليمية للجودة الشاملة، دار السحاب، القاهرة, مصر, 2005م, ص: 97.

 (<!--)موسى حمدي, الصعوبات التي تواجه استخدام الإدارة الالكترونية في إدارة المدارس الثانوية للبنين بمدينة مكة المكرمة من وجهة نظر مديري المدارس ووكلائه، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، الرياض, السعودية, 2008م, ص: 34.

 (<!--)شائع القحطاني, مجالات ومتطلبات ومعوقات تطبيق الإدارة الالكترونية في السجون: دراسة تطبيقية على المديرية العامة للسجون في المملكة العربية السعودية, رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض, السعودية, 2006م, ص: 57.

 (<!--)محمد الضافي, مدى إمكانية تطبيق الإدارة الالكترونية في المديرية العامة للجوازات بمدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض, السعودية, 2006م, ص: 42.

 (<!--)أمل أبو رحمة، مرجع سابق, ص: 24.

 (<!--)منال محمد الكردي، وجلال إبراهيم العبد، جلال إبراهيم, مقدمة في نظم المعلومات الإدارية: المفاهيم الأساسية والتطبيقات، دار الجامعة الجديدة، الإسكندرية, مصر, 2003م, ص: 33.

 (<!--)عبد الحميد المغربي, مرجع سابق, ص: 69.

 (<!--)يورك برس, إدارة الموارد البشرية، الطبعة الأولى، مكتبة ناشرون لبنان، لبنان, 2005م, ص: 41.

 (<!--)عبد الفتاح الفولي, العلاقة بين تطوير الأداء وتكنولوجيا المعلومات دراسة الآثار التنظيمية والأدائية لتكنولوجيا المعلومات, ورقة عمل مقدمة للملتقي العربي الثالث لتطوير العلاقة بين القانونيين والإداريين، منشورات المنظمة العربية للتنمية الإدارية، شرم الشيخ، مصر, 2003م, ص: 52.

 (<!--)منال محمد الكردي، وجلال إبراهيم العبد، جلال إبراهيم, مرجع سابق, ص: 35.

 (<!--)شاكر أحمد, إدارة الجودة الشاملة وتميز الجامعة، المؤتمر التربوي الخامس: جودة التعليم الجامعي، المجلد الأول, البحرين, 11- 13 ابريل 2005م، ص: 117.

 (<!--)سليم الحسنية, نظم المعلومات الإدارية، الطبعة الأولى, مؤسسة الوراق، عمان، الأردن, 2002م, ص: 87.

 (<!--)علاء عبد الرز اق السالمي, نظم إدارة المعلومات، منشورات المنظمة العربية للتنمية الإدارية، القاهرة, مصر, 2003م ص: 21.

 (<!--)أحمد محمد المصري, الإدارة الحديثة: الاتصالات- القرارات، مؤسسة الشباب الجامعية، الإسكندرية, مصر, 2001م, ص: 134.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1229 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2015 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,866,464

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters