المهارات الإدارية لمدير المدرسة.
يمكن تحديد المهارات الإدارية اللازم والمطلوب توفرها في مدير المدرسة فيما يلي:
أ- المهارات التصورية Conceptual Skills
تتعلق المهارات التصورية لدى مدير المدرسة بمدى كفاءته فى إبتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات، والتفنن فى الحلول والتوصل إلى الآراء. والمهارات التصورية ضرورية لمساعدة مدير المدرسة على النجاح فى تخطيط العمل وتوجيهه وترتيب الأولويات وتوقع الأمور التى يمكن أن تحدث فى المستقبل، أى ترقب الأحداث وما يترتب على ذلك من تقليل الخطر أو الخسارة أو تحقيق الفائدة المرجوة.
ومدير المدرسة الذى يتمتع بمهارات تصورية جيدة هو الذى يحتفظ فى ذهنه دائماً بالصورة الكلية وليست الجزئية، وهو الذى يربط بين القرارات والإجراءات التى يتخذها فى مجال العمل، وبين الأهداف التربوية. (Brown, & Boyle, 2002, P: 81)
لذا يجب أن يلم مدير المدرسة إلماماً كافياً بالعديد من الفلسفات والتصورات والأفكار، والمداخل والأساليب المختلفة لمعالجة المواقف والمشكلات اليومية لإدارة وتنظيم مدرسته، وذلك للحد من حدة الصراعات اليومية بين المعلمين والتلاميذ، والبيئة الخارجية، الأمر الذى يسهل له أن ينمو بالمدرسة بطريقة فعالة وكفاءة عالية، وبالتالي يرفع من مستواها العلمي والإجتماعي. (حجي، 2000م, ص: 72(
ويتعلق هذا النوع من مهارات مدير المدرسة بمدى كفاءة المدير وقدرته فقي رؤية تنظيم مدرسته، وفهمه، وربط أجزائه، وإدراك أثر العلاقات بين الأجزاء والتغيرات التي تحدث فيها على العلاقة على التنظيم ككل، وتشمل مهارة مدير المدرسة في إدراك شمولية العملية التربوية والعلاقة بين المدرسة والمجتمع. وهذه المهارة في المستويات العليا تصبح أكثر المهارات أهمية كما تبدو أهميتها من خلال كون القائد يعتمد عليها في إستخدام مهارته الإنسانية، كما تبدو أهميته كذلك حيث إن توفرها لدى القائد ينعكس على سلوك مرؤسية ويطبع تصرفاتهم بطابع يتميز بالإبداع كما أنها تخلق منهم مجموعة متعاونة. (عابدين، 2001م, ص: 90(
ب- المهارات الفنية Technical Skills
يقصد بالمهارات الفنية، مدى كفاءة مدير المدرسة فى إستخدام الأساليب والطرائق الفنية أثناء ممارسته لوظيفته ومعالجته للمواقف المتعلقة بالعمل، والمهارات الفنية تتطلب قدراً معيناً من المعارف والحقائق العلمية والعملية التى يتطلبها نجاح العمل الإداري.
فالمهارات الفنية ترتبط بمهام المدير ومسئولياته، سواء أكانت مسئوليات أو إشرافية، وذلك بما يساعده على الوفاء بمتطلبات عمله، والقيام بها وممارستها لبلوغ غاية الإدارة والتعليم. ويمكن الحصول على المعرفة المتخصصة بالدراسة، والتعلم، والتدريب، والخبرة المنتقاة، ولذلك تسعى السلطات التربوية والتعليمية للتحقق من توافر هذه المهارات لدى المديرين، فيتم إعدادهم وتدريبهم وإشراكهم في الندوات واللقاءات التربوية المخططة. (عابدين، 2001م, ص: 90(
وهناك العديد من المهارات التى يجب توافرها فى مدير المدرسة حتى يستطيع أن يؤدى عمله بنجاح، وتتعلق هذه المهارات بالميادين المختلفة التى تمثل العمل الوظيفي لمدير المدرسة، ومن هذه المهارات: (أحمد، 1999م, ص: 27(
(1) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالتعليم وتطوير المنهج: (عابدين، 2001م, ص: 92(
- التعرف على أهم الإتجاهات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية السائدة فى المجتمع.
- الإتصال بالإدارة التعليمية حول البرنامج التعليمى للمدرسة.
- الترتيب والتنسيق بين الأنشطة المدرسية بحيث لا يحدث تعارض بينها.
- إعداد أنشطة مدرسية لتقابل أنواع معينة من إحتياجات المنهج.
- تقدير فعالية الإشراف الفنى فى تطوير التدريس.
- تشكيل المناهج الدراسية لتقابل إحتياجات التلاميذ.
- تقرير الخدمات التربوية التى يحتاج إليها التلاميذ.
(2) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالتلاميذ:
- الإتصال بأولياء أمور التلاميذ.
- وضع طرق جمع البيانات الرئيسة مثل حضور التلاميذ أو غيابهم وتفسيرها وتسجيلها.
- تحليل درجات التلاميذ وتفسير معناها بالنسبة للبرنامج المدرسى.
- تكيف البرنامج المدرسى مع ظروف المجتمع المتغيرة.
(3) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالعاملين فى المدرسة: (عابدين، 2001م, ص: 97(
- التعرف على النمو المهنى للعاملين فى المدرسة.
- توضيح الواجبات والمسئوليات لكافة العاملين فى المدرسة.
- تقدير مستوى كفاءة أداء العاملين بالمدرسة للواجبات المختلفة.
- التعبير عن حاجات العاملين فى المدرسة والعمل على تلبيتها.
- تنظيم المجموعات على أساس ميولهم وإهتماماتهم والربط بين أغراض المجموعات والأهداف المهنية المنشودة.
- تقويم المتغيرات فى الكفاءة والإتجاهات المهنية بين العاملين فى المدرسة.
(4) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالمدرسة:
- ترجمة البرنامج المدرسى إلى خطة واقعية.
- تقويم أى خطة تربوية من خلال برنامج حقيقى فعلى.
- تطوير وتطبيق المعايير المناسبة لإختيار العاملين فى الخدمات بالمدرسة, مثل: خدمات الصيانة والحراسة والحكم على كفاءتهم الوظيفية.
- إعداد برنامج عملى للأمن المدرسى بحيث يمكن تطبيقه.
- تنظيم وجمع وإعداد المتطلبات التربوية فى ضوء المعلومات الإجتماعية والإقتصادية.
(5) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالتنظيم المدرسى: (عابدين، 2001م, ص: 98(
- تفويض السلطات والمسئوليات.
- إعداد وتقديم وعرض التقارير إلى السلطات المركزية.
- تقديم المشورة الفنية للمجموعات غير المهنية.
- إكتشاف أى خلل فى الإطار التنظيمى، والتصرف بسرعة للمحافظة على إستمرار المدرسة فى أداء وظيفتها.
- بعد النظر وترقب الجوانب الإيجابية والسلبية، وإتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها.
- تفسير الإحتياجات التربوية فى ضوء الخدمات المتاحة.
(6) المهارات الفنية اللازمة لمدير المدرسة فيما يتعلق بالشئون المالية والإدارية:
- وضع نظام جيد للسجلات المدرسية يتحقق بموجبه الإحتفاظ بهذه السجلات فى صورة سليمة ودقيقة وأمينة.
- تناول وفهم الإستمارات الخاصة بالمشتريات والعمليات المتعلقة بها.
- العمليات الآلية الضرورية اللازمة لمتطلبات حساب الميزانية آلياً بمعرفة الإدارة التعليمية.
- معالجة المعلومات المالية وإتباع الطرق السليمة فى الحسابات.
ج- المهارات الإنسانية Human Skills
يتعلق هذا النوع من المهارات بالطريقة التي يمكن لمدير المدرسة بها التعامل مع مرءوسيه بنجاح، وتنسيق جهودهم، وإشاعة جو التعاون والعمل الجماعي والإنسجام بينهم، وبالقدرة على جذبهم وحفزهم للعمل بجد وإخلاص. ويتطلب ذلك إستعداد المدير لفهم الآخرين، وفهم ميولهم ورائهم وإتجاهاتهم والإنصات إليهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم ومشكلاتهم وحاجاتهم وللمشاركة في إتخاذ القرار لما ذلك من أثر على روحهم المعنوية وإستعدادهم للعمل، بل وتفانيهم في إنجاز العمل وإتقانه. (عابدين، 2001م, ص: 90(
ومن هذه المهارات:
- الإتصال الفعال بين الأفراد والجماعات.
- التعرف على الفروق الفردية بين الأفراد وقيمهم وإتجاهاتهم.
- توثيق الصلة بين أولياء أمور التلاميذ والمدرسة بهدف المساهمة فى حل مشكلات التلاميذ.
- التعاون بين المدرسة والبيئة المحلية فى إقامة المشروعات التى تخدم أبناء الحى.
- مراعاة الجانب الإنساني والعلاقات الإنسانية فى طريقة معاملته للمعلمين والتلاميذ والعاملين بالمدرسة.
- الإتصال التربوي بين الإدارة المدرسية والإدارة التعليمية التى تتبعها المدرسة التى يعمل بها.
- إتخاذ القرار فى حضور جميع العاملين فى المدرسة.
- فهم التلاميذ ومعرفة خصائصهم وحاجاتهم ليسهل توجيههم عن طريق المعاملة الحسنة بين التلاميذ وتنمية روح المنافسة الشريفة بينهم.
- الإهتمام بالمعلمين الجدد ورعايتهم وتوجيههم للطرق السليمة لتحسين كفاءتهم فى التدريس بمساعدتهم على إستخدام الوسائل التربوية الحديثة.
- المتابعة الميدانية للمعلمين وزيارتهم المستمرة فى الفصول.
هـ – المهارات الذاتية (الشخصية):
تتضمن المهارات الذاتية مجموعة من الصفات والخصائص الجسيمة والعقلية والانفعالية للمدير والتي تحدد معالم شخصيته، وتؤثر – منفردة أو مجتمعة - في سلوكه وتعامله مع الآخرين وفي استجاباتهم له. وهذه المهارات أمور لا يتم تعلمها تعلما، بل إنها تعتمد أساسا على إستعدادات فطرية لدى المدير تتفاعل مع مؤثرات بيئية مختلفة كالأسرة، وحياة الطفولة، والبيئة المحلية، والرفاق. ومن تلك المهارات : السمات الشخصية للمدير، والقدرات العقلية، والمبادأة والإبتكار، والقدرة على ضبط النفس.
ومن السمات الشخصية التي يجب توفرها في القائد التربوي: القوة الجسمية والعصبية، قوة الشخصية، الحيوية والنشاط والحماس للعمل، الطلاقة اللفظية، الصحة النفسية والإستقرار النفسي والعاطفي، الخلق الطيب والقدوة الحسنة، العدالة. (West, Mel, & Ainscow, 1991, P: 107)
وفى ضوء ما سبق يتبين أن هناك العديد من المهارات والتى يجب أن يتمتع بها مديرى المدارس، وتنمية هذه المهارات يتوقف بدرجة كبيرة على قناعة مدير المدرسة بمبدأ التعلم الذاتى، الأمر الذى يفرض عليه زيادة مهاراته المعرفية والإدارية بإستمرار، والإطلاع على كل ما هو جديد فى مجال الإدارة المدرسية، كما يجب على السلطات التعليمية إعداد برامج تدريبية لمديرى المدارس بهدف إكسابهم هذه المهارات.
وـ المهارات القيادية:
ومن أهم المهارات القيادية لمدير المدرسة ما يلي:
ـ إدارة الوقت: وهى توفير وإستغلال وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطات التي تجعل من المدير قائداً فعالاً.
ـ إدارة التغيير: وهى التدخل المنظم الذي يقوم به القائد أو يشرف عليه لإحداث تغيير مدروس ومخطط في عناصر العمل التنظيمي، بحيث يكون موجهاً نحو غايات معينة، ثم التحكم في مساره وأهدافه وطريقة تنفيذه.
ـ إدارة ضغوط العمل: وهى تلك المثيرات النفسية والفسيولوجية التي تضغط على الفرد، وتجعل من الصعب عليه أن يتكيف مع المواقف، وتحول دون أدائه عمله بفعالية.
ـ إدارة الصراع (الخلافات): ويقصد بها ذلك السلوك الفردي أو الجماعي الذي يحدث في المنظمة، ويؤدي إلى منع أو إعاقة فرد أو جماعه في التنظيم من تحقيق أهداف معينة.
ـ إدارة الإخفاق: فعلى القائد لكي يكون ناجحا فى إدارة الإخفاق وإتخاذ عددا من الإجراءات مثل: توقع حدوث الأخطاء والإخفاقات والمبادرة إلى تحليل الخطأ أو الفشل لمعرفة أسبابه وكيفية علاجه, مع وضع خطة علاجية مفصلة لمواجهة الإخفاق وأن يشرك القائد مرؤوسيه في تحليل مواطن الخلل، والإستفادة من الأخطاء، ومن مواضع الإخفاق كدروس تدريبية, وعدم اليأس وبث الروح المعنوية العالية عند المرؤوسين.
ـ إدارة الاجتماعات: وتعتبر الاجتماعات أهم الأنشطة التي يمارسها القادة الإداريون. وللتعرف على أفضل سبل إدارة الاجتماعات، فعلى القائد أن يعرف أولا ما هي أهم أسباب عدم فعالية الاجتماعات
ومن مهارات القائد الإدارى للمدرسة, ما يلي: (Brown, & Boyle, 2002, P: 47)
1- إدارة الإهتمام أو الإنتباه Management of Attention
تشير إدارة الإهتمام أو الإنتباه إلى قدرة القادة الإداريين على إعطاء وإظهار درجة تركيز غير عادية من الإلتزام. وبهذا يستطيع القادة الإداريون إدارة وتوجيه الإنتباه والإهتمام عن طريق رؤية تبعث الحماس وتدفع الآخرين إلى الوصول إلى آفاق لم يصلوا إليها من قبل.
2- إدارة القصد والمعنى Management of Meaning
وتعنى إدارة القصد والمعنى أن القائد الإدارى يتعين عليه طرح رؤية بشكل فاعل وهو في ذلك يتذكر دائماً أن عليه أن يكون محدداً عند إعطاء التكليفات. وهذا معناه أن القائد الذي لا يستطيع تحديد المشكلة بشكل كاف وكذلك الرؤية والهدف لا يستطيع إختيار من يتعامل معها.
3- إدارة الثقة Management of Trust
وتعد الثقة عنصراً هاماً لكل المؤسسات التعليمية, وتأتى الإعتمادية والثبات كأهم مكونات الثقة. فقد أثبتت التجارب أن الناس يميلون إلى أتباع الأفراد الذين يمكنهم الإعتماد عليهم حتى وإن إختلفوا معهم أحياناً، بينما لا يميلون إلى إتباع الأفراد الذين يغيرون مواقفهم كثيراً حتى وإن إتفقوا معهم.
4- إدارة الذات Management of Self
وتلك المهارة لدى القائد الإدارى تمكنه من معرفة نقاط قوته ومهاراته وإستخدام تلك النقاط والمهارات بشكل فاعل, وبدون إدارة وتوجيه الذات قد يكون تأثير القيادة ضاراً أكثر منه نافعاً, فالقائد لا يمكن أن ينجح في التعامل مع الآخرين وقيادتهم ما لم يكن ناجحاً في تعامله مع نفسه.