د. محمد غسان سلوم

استعمل الإنسان النباتات الطبية والأعشاب المفيدة التي تنمو في محيطة الجغرافي منذ أقدم العصور في الطب الشعبي والتغذية وعند الفراعنة واليونان وفي الهند والصين وعند العرب، ثم بدأ يعرف أسرار هذه النباتات وطرق استعمالها، وحالياً يعرف العالم استخدامات واسعة للنباتات الطبية والأعشاب والفوائد الصحية التي حققتها، وما قدمته هذه النباتات للبشرية جعلها ترقى إلى مكانة خاصة، وما زالت إلى أيامنا هذه تستخدم النباتات في حقل الأبحاث العلمية وفي مختبرات الأدوية النباتية وتفوق مثيلاتها المصنعة من مواد كيميائية بحتة، وهناك الكثير من العقاقير الهامة مصدرها نباتي، وعلى سبيل المثال عقار البنسلين الذي يستخرج من فطر البنسليوم pencilium، وعقار الأسبرين الذي يستخرج من شجر الصفصاف salix ومركبات السلفا الكبريتية من أشجار eucalyptus، والمورفين المخدر المستخرج من نبات الخشخاش المنوم papaver somniferum وغيرها كثير، وما زالت المستحضرات الدوائية ذات المنشأ الطبيعي تحتل مكانة خاصة بين جميع المستحضرات الكيميائية المستخدمة في الوقاية والعلاج، وعلينا من خلال الدراسة الدقيقة للنباتات الطبية وفوائدها تحقيق التوازن الطبيعي والحفاظ على التنوع الحيوي للنباتات، فالعالم اليوم يلتمس طريقة المعالجة بالأعشاب المفيدة والرجوع إلى الطبيعة لاستلهام الصحة والعافية والشفاء.
يقول تعالى: "وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى" سورة طه آية 53.
وفي سورة الأنعام آية 141 يقول تعالى: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه، كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحسب المسرفين).
وفي سورة طه آية 81 يقول تعالى "كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه".
فالغذاء الطيب المتوازن ضروري لصحة الإنسان في كل مرحلة من حياته وعليه يتوقف نمو وصحة الجسم والمثل القاتل (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى) وقالوا أيضاً (درهم وقاية خير من قنطار علاج).
وفيما يلي نذكر أهم النباتات والأعشاب الطبية وطرق استعمالها في الدواء والشفاء.
1- ميرمية: sage من الفصيلة الشفوية labiatae، نبات عشبي معمر، ساقه قائمة متفرعة، الأوراق متقابلة تكسوها شعيرات دقيقة فضية اللون، مذاقها مر قابض، أزهار نبات الميرمية زرقاء أو بنفسجية اللون، يستعمل من النبات للأغراض الطبية الأوراق والفروع الحديثة قبل الأزهار، ينمو هذا النبات في سورية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
يستعمل منقوع أوراق الميرمية كمشروب ساخن مضاد للجراثيم ومانع للعفونة وفي حالات تقيح اللثة والتهاب اللوزتين والأغشية المخاطية وخاصة أغشية الفم وكذلك لمعالجة الزكام والربو وأيضاً مغلي أوراق الميرمية مضاد للتشنج.
2- بابونج: camomile نبات عشبي من الفصيلة المركبة compositta، يصل ارتفاعه من 15-35 سم، ساقه سريعة النمو، كثيرة التفرع، أوراقه متناوبة مجنحة ومجزأ إلى أقسام صغيرة متطاولة خيطية الشكل، الأزهار المحيطة لسينة بيضاء اللون والداخلية أنبوبية صفراء اللون، وله رائحة مميزة نستطيع أن نعرفه من بين جميع النباتات والقسم المستعمل هو الأزهار.
تحتوي أزهار البابونج على زيت طيار ومواد عطرية عديدة أخرى، يستعمل مغلي أزهار البابونج في علاج التهاب الحلق وتقرحات الفم حيث يتم التغرغر به، وزهر البابونج مهدئ ومعطر ومهضم يوصف في حالات أمراض الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء المترافقة مع التشنج وحالات آلام الكلى وحرقان البول والتهابات المثانة.
3- المليسة: lemon verbena نبات من الفصيلة verbenaceae ينمو في سورية وآسيا وجنوب أوروبا وشمال إفريقيا، والمليسة عبارة عن شجيرة ذات أوراق طولانية خضراء رفيعة لها رائحة عطرية ليمونية يمكن زراعتها في أحواض صغيرة ووضعها في شرفات المنازل حيث يسهل قطف أوراقها، والجزء المستعمل منها هي الأوراق.
يستعمل شراب أوراق المليسة مضافاً إليه السكر لرائحته الزكية وطعمه اللذيذ، تجفف أوراق المليسة وتحفظ مدة طويلة وتباع عند العطارين, ونظراً لوجود المادة العطرية في المليسة فهي تدخل في تركيب العديد من الخلاصات العطرية وصناعة العطور.
قيمتها الطبية: يفيد شراب المليسة للتشنج والصداع (الشقيقة) وهو مهدئ ومعطر ومهضم وطارد للريح.
4- ختمية: alcea rosa من الفصيلة الخبازية malva ceae، نبات عشبي حولي إلى معمر، سريع النمو يصل ارتفاعه حتى 3م، ساقه قائمة متفرعة، أوراقه متناوبة مستديرة كفية حوافها مسننة، النورة عنقودية ثلاثية الأزهار، يستعمل من النبات للأغراض الطبية تويجات الأزهار المجففة، تحتوي أزهار الختمية على نشاء وسكاكر خماسية وسداسية ومواد بكتينية وتاينات وآثار من زيت عطري طيار يحوي على asparagine وغيرها.
الاستعمال الطبي: يستعمل مغلي الأزهار في التهابات المثانة وحالات القرحة المعدية وحالات التهاب الكلى والجهاز الهضمي، تضاف أزهار الختمية مع باقي الأعشاب الصدرية تحت اسم الزهورات لعلاج أمراض السعال وحالة الإصابة بالنزلات الرثوية والربو، وتفيد أيضاً كمليّن خفيف ولتسكين آلام المغص وحرقة البول.
5- نعنع الطعام: mentha peperita نبات عشبي معمر، ساقه غضة مربعة قوية، يصل ارتفاعها من 40- 100 سم، الأوراق متقابلة بيضوية الشكل لها رائحة عطرية قوية وطعم قابض، الأزهار صغيرة ذات لون أحمر بنفسجي، تتجمع في نورات عنقودية طرفية، والثمار مؤلفة من أربعة بذور ذات لون أسمر والجزء المستعمل منه الأوراق الخضراء أو الجافة.
تحتوي أوراق النعنع على زيت طيار بنسبة 0.5- 2.5% له رائحة عطرية قوية يتألف من مادة المنتول menthol بالإضافة لوجود كمية من الفلافونوئيدات ومواد تربينية أخرى منها pinene- limonine- menthone وغيرها.
الاستعمال الطبي: تستعمل الأوراق الخضراء كمسكن في حالات التهاب البلعوم في حالات التهاب الطرق التنفسية كمضاد للزكام ومهدئ للأعصاب، وزيت النعنع مسكن لآلام المغص المعدي ومفرز للصفراء وطارد للغازات الناتجة عن الانتفاخ والمغص في حالات التخمة الشديدة، ويستخدم أيضاً في المستحضرات الطبية حيث يعمل على تحسين طعم ورائحة الأدوية أما أوراق النعنع الجافة فتضاف للمأكولات فتكسبها الطعم المقبول وتساعد على فتح الشهية.
6- زوفا: hyssopus officinalis من الفصيلة الشفوية labiatae نبات عشبي عطري حولي ومعمر، موطنه الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط ويكثر في الأراضي الكلسية المشمسة، ارتفاعه من 5-60 سم، ساقه قائمة متفرعة رباعية الزوايا، أوراقه جرابية لاطئة، وأزهاره بنفسجية أو حمراء اللون، ويستعمل منه طبياً كامل العشب الذي يُجمع أثناء فترة الإزهار ثم يجفف، يحتوي نبات الزوفا على زيت عطري طيار ومواد عفصية وغليكوزيد ومواد راتنجية وفلافون.
الاستعمال الطبي: يستعمل مغلي العشب في حالات التهاب الفم واللثة واللوزتين، كما يستعمل منقوع الزوفا كمادة مقشعة وفي حالات السعال ولمعالجة أمراض الصدر والربو وبحة الصوت، وفي حالات فقدان الشهية ولتقوية أجهزة الهضم فهو مدر للبول وطارد للريح.
7- القراص: uratica pillulifera من الفصيلة القراصية urticaceae نبات واسع الانتشار حول الطرقات والسواقي والأماكن الغنية بالمواد العضوية، نبات بري حولي سريع النمو طول الساق من 50-100سم، الأوراق معلاقية متطاولة حوافها مسننة، الأزهار وحيدة الجنس لونها خضراء مصفرة، لنبات القراص شوك دقيق على شكل أشعار دقيقة إذا لامست الجلد أحدثت وخزاً وهيجته وتثير الحكة بفعل عصارتها المحرقة التي تسيل منها بالملامسة، وتستعمل العشبة المزهرة بكاملها بما فيها الجذور.
تحتوي أوراق النبات على غليكوزيد أورتيسن urticine، ومواد عفصية وبروتينات وحمض غاليك والهيستامين والكاروتين وكلورفيل وفيتامين K,C وكمية من الحديد.
الاستعمال الطبي: يستعمل منقوع الأوراق الجافة كمقو للشعر ومحمر للجلد ولمعالجة الروماتيزم والدوالي كما يفيد في علاج الرعاف ونزف الأنف، ملئم للجروح السطحية ومرمم للأنسجة لذا يدخل في صناعة المراهم الجلدية، ولمستحضر القراص القدرة على رفع قدرة الدم على التخثر وتزيد كمية الكريات الحمر والهموغلوبين في الدم ولها صفة تقوية جدار الأوعية الدموية والعضلات الملساء فتسهل طرد السموم عبر الجلد وتسكن الآلام، كما أن مسحوق الجذور تستعمل كمادة مقشعة أما الأوراق الفتية فتستعمل كمضادة للإسهال والروماتيزم.
8- الخشخاش: papaver من الفصيلة الخشخاشية يوجد لهذا النبات أنواع عديدة منها:
الخشخاش المنثوري p.rhoeas وهو نبات عشبي حولي يسميه العامة شقائق النعمان، ويكثر نموه في حقوق القمح والحبوب ويبلغ ارتفاعه من 20-90 سم، أزهاره مفردة انتهائية ذات معلاق طويل، والزهرة لها أربع بتلات كبيرة إهليليجية الشكل حمراء اللون وهي المستعملة لصنع شراب الشقشقيق.
يستعمل شراب الشقشقيق لمعالجة السعال الحاد والتهاب الحلق والأرق عد الأطفال، وله تأثير مسكن ومنوم.
الخشخاش المنوم p.somniferum وهو نبات عشبي حولي يبلغ ارتفاعه من 50-150 سم أوراقه متساوية بيضوية الشكل، وأزهاره مفردة كبيرة محمول على شمراخ طويل مؤلفة من أربع وريقات تويجية لونها وردي بنفسجي أو أبيض مصفر يستعمل منه طبياً الأفيون وهو سائل أبيض مستخرج من العصارة الثمرية الجافة.
لقد عزل من الأفيون قلويدات أهمها: المورفين morphine والناركوتين narcotion والكودائين codaeine وغيرها، يستعمل الأفيون كمسكن للآلام ومنوم ومخدر يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويعد الكودائين من مضادات السعال وهو أقل سمية من المورفين لذلك يدخل في تركيب أدوية السعال.
والخشخاش نبات سام للإنسان والحيوان لاحتوائه على مواد مخدرة وسامة.
9- أذناب الخيل: equisetum arvense نبات عشبي معمر، ينمو في الأراضي الرطبة والمناطق الساحلية وعلى ضفاف الأنهار، يصل ارتفاع النبات حتى 40- 60 سم، يتألف الساق من سلاميات يخرج منها عند العقد فروع دائرية مغزلية، والجزء المستعمل من النبات هي الجملة الفارعية الخضراء.
يحتوي نبات ذنب الخيل على حمض السيليس وعلى مادة الساليسين الموجودة في قشور أوراق الصفصاف والحور، بالإضافة إلى النشاء والسكر والقلويدات والحموض والعفص يستعمل مغلى ذنب الخيل كمادة مدرة للبول، ويدخل في تركيب الأدوية المدرة لمعالجة تجمع السوائل في الجسم، ويوصف في الحالات المزمنة ذات المنشأ القلبي وفي حالات السعال المزمن ولمعالجة القصبات الرئوية والروماتيزم.
10- سنامكي sannamakki من الفصيلة الفراشية papilionaceae وهو نبات عشبي معمر ينمو في البيئة الجافة إلى الصحراوية وفي المناطق الدافئة، تلائمه الأراضي الرملية، وقد عرفت القيمة الطبية لأوراق السنامكي عند الأطباء العرب القدامى في القرنين العاشر والحادي عشر، أوراق النبات مركبة طولها 10 سم عند تجفيفها يصبح لونها أخضر مائلاً إلى الرمادي رقيقة سهلة الكسر، شكلها بيضوي قمتها حادة، وملمس سطح الورقة شعيري، والجزء المستعمل من النبات هي الأوراق والفوارغ.
تحتوي أوراق نبات السنامكي على غليكوزيدات ومواد معدنية وهلامية وبعض الأصبغة الفلافونية وراتنج.
تستعمل أوراق السنامكي كمنبه للطبقة العضلية لجدار الأمعاء ولها صفات مسهل ومليّن تنشط الأمعاء، وهذه الخلاصة تزيد حركة الأمعاء وتفرز الصفراء وهي من أجود المسهلات في حالات الإمساك المزمن.
تستعمل الأوراق وهي جافة أما في حالة الأوراق الغضة فتغسل بالغول لتخلص من المواد الراتنجية التي تسبب المغص.
11- المتة: mate نبات شجري دائم الخضرة، ينمو في المناطق الحارة والمعتدلة في أميركا الجنوبية وخاصة البرازيل والأرجنتين وموطنه الأصلي الباراغواي، يصل ارتفاعه 4-6م أوراقه بيضوية رمحية لونها أخضر داكن، أزهاره بيضاء اللون تخرج من إبط الأوراق والجزء المستعمل منه الأوراق والأغصان الصغيرة.
تحتوي أوراق المتة على زيت عطري طيار وسكاكر متعددة ومواد عفصية وراتنجية ومواد هلامية وأهم مكونات المتة الكافئين بنسبة 2% والماتين mateine وأملاح معدنية أهمها k,mg.mn.fe.
وإن مقادير العفص الموجودة في المتة أقل بكثير من مقاديرها في الشاي ولهذا فمغلي المتة غير قابض كمغلي الشاي.
استعمالها الطبي: نظراً لوجود الكافئين فيها فهي منبه عصبي جيد مفيد للمعدة، مدر للبول، تستعمل بشكل منقوع في الماء مع إضافة السكر ويشرب ساخناً بواسطة ممص خاص فيه ثقوب يمنع مرور قطع النبات، ومن فوائده أيضاً أنها تحرك العضلات الملساء لذلك فهي مليّنة وتفيد في الصداع والذين يشكون من عسرة في التنفس.
12- الزعتر: thymus نبات عشبي معمر من الفصيلة الشفوية labiatae ينمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفاعه 20-30 سم منه الزعتر العادي thymus vulgris والزعتر البري t.serpyllum الذي يكثر زراعته في المناطق الجبلية والأودية وفي الساحل، لنبات الزعتر أوراق رمحية لونها أخضر والأزهار وردية أو بنفسجية اللون والثمار بندقية بداخلها عدد من البذور، وللنبات رائحة خاصة لطيفة، والجزء المستعمل منه الأوراق والفروع المزهرة.
يحتوي النبات على زيت عطري طيار بنسبة 1-3% عديم اللون ذو رائحة قوية وطعم حار يتكون من مواد فينولية أهمها التيمول thymo لها تأثير مضاد للجراثيم والكارف كرول caravacrol الطارد للديدان بالإضافة لاحتواء النبات على سكريات ومواد عفصية وصابونية.
الاستعمال الطبي: يستعمل مغلي الزعتر كمادة مقشعة في حالات السعال، والسعال الديكي ومضاد للتشنج ومنشط عام ويفيد أيضاً في حالات التهاب اللثة ومخاطية الفم (غرغرة) كما أن الزعتر يعين المعدة والأمعاء على الهضم.

المراجع:

1- التغذية والنمو: د. محمد غسان سلوم، منشورات جامعة دمشق 1994.
2- ألف باء الأغذية: زينب حكيم شحادة، منشورات مكتبة النوري، دمشق.
3- الغذاء لا الدواء: د. صبري القباني، دار العلم للملايين، بيروت 1984.
4- النباتات الطبية وفوائدها: عماد الكويفي، دمشق 1993.
5- التداوي بالأعشاب: د. أمين رويحة، دار القيم، بيروت 1981.
6- النباتات والأعشاب الطبية: د. الشحات نصر أبو زيد، مكتبة مدبولي – القاهرة 1986.
7- النباتات الطبية في سورية: د. محمد العودات، د. جورج لحام، منشورات مكتبة الخنساء، دمشق 1979.
8- دائرة المعارف الحديثة: أحمد عطية الله، مكتبة الأنجيلو المصرية، القاهرة.
9- عجائب الطب الشعبي في التغذية: حمدي زمزم- دار الإيمان، دمشق 1984.
10- معجم النباتات الطبية: دار طلاس للنشر دمشق- 1989.
 11-  معجم العشاب والنباتات الطبية: د. حسان قبيسي- دمشق 1995.
12- أسرار عالم النبات: د. محمد غسان سلوم، دار المكتبي، دمشق 2009.



المصدر : الباحثون العدد 46 نيسان 2011
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 4120 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,719,419

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters