خيار صعب ...الفتيات بين الزواج والدراسة

 

خاص صفد برس

ما بين الانغماس في عمق المراجع الدراسية والكتب الجامعية لتحقيق الطموح بالمسقبل المنشود، وباب البيت الذي يطرقه عريس جديد ويفتح معه اقفال القلب ليغير ملامح حياتهن ويقلب الوضع رأسا على عقب... تبقى الحيرة قائمة، فأي منهما أفضل لفتاة تعيش في مجتمع شرقي محافظ، الزواج ام الدراسة؟؟ ماذا تقدم فيهما على الاخر؟ فربما تختلف الاهتمامات وتتبدل الأولويات.. رغم صعوبة السؤال كثيرات هن اللواتي يكملن مشوارهن التعليمي تحت كنف الزوج، منهن من يستطعن الوصول إلى ما يردن، وهناك من يفشلن في التوفيق بين الأمرين، ويصبح الفشل حليف التجربة.

الدراسة حق .. والزواج واجب

الطالبة سحر العفيفي التي  تزوجت  قبل انهاء دراستها، تقول: لقد وضعت اهدافا في حياتي وكنت احبذ انهاء تعليمي اولا وعملت على تحقيق ذلك، الا ان النصيب جاء بعريس مناسب ارتبطت به وانا اشعر ان النجاح الذي تحقق لي مع الزواج لم يكن لولا وجود زوجي بجانبي يساندني ويدعم موقفي ويذلل العقبات امامي.

سحر ترى ان  كلا من الزواج والتعليم هما مصلحة للفتاة، فتقول: إكمال الدراسة حق من حقوق كل فتاة تسعى الى تامين مستقبلها والزواج سنة مشرعة لا بد منها لكل فتاة ومتى ماعارض موضوع للآخر لابد وان نحكم العقل، وانا انصح كل فتاة ان تتمسك بالإثنين على ان تدرس ظروفها وتحدد من منهما له الاولوية، فالتعليم في ظروف معينة من مصلحة البنت خوفا على مستقبلها، لكن لاننسى انه احيانا يكون النصيب افضل في وقت من الاوقات يعني اذا جاء رجل ذو اخلاق عالية وصفات حميدة لبنت في مرحلة الدراسة هل توقف نصيبها ؟؟.

وتشير العفيفي: نظرة اي مجتمع تنعكس على الافراد رغما عنهم، فهناك من ينظر بتخلف ان الزواج هو اهم من اي شئ حتى التعليم وهو حال الكثيرين،  واحيانا يعمل الإنسان على ترتيب كل شئ لكن ظروف الحياة تتغير ونحن هنا نضع اللوم فقط على الأهل بينما يكون للبنت نصيب من الموضوع فهناك فتيات يجعلن الزواج شماعة لكسلهم وعائق لتنظيم حياتهم، وهناك سبب اخر حيث اهمال الزوجة لبعض الامور جعل منه سبب لإيقافها عن التعليم وعلى هذا المنوال.

تزوجت ونجحت

اماني مجدي التقيناها في احدى القاعات الدراسية بجامعه الازهر بغزة، كانت تتجهز للخروج بعد ان انهت محاضرتها، هي واحدة من اللواتي ارتبطن بزواج قبل استكمالهن لدراستهن، تقول: تزوجت في سن مبكرة من حياتي قبل ان انهي دراستي ، وغدوت احمل في أحشائي الان طفلاً وانا لا زلت طالبة، مررت بظروف صعبة وحالة نفسية سيئة الى ان استطعت ان اقنع زوجي بضرورة اكمال الدراسة رغم انه متفهم الى حد كبير الا انه كان دائما يرجع السبب الى خوفه علي واني لن استطيع التوفيق وهذا سيسبب لي الارهاق وربما لن اتمكن من المواصلة مما سيشكل لي احباطا، اما العائلة فلم تكن تشجع بسبب  نظرة المجتمع التي ترى ان البنت بعد الزواج " ليس لها الا بيتها وزوجها ".

اماني  في العشرين من ربيع عمرها  "كلية العلوم"  بقى لها عامين على حتى تنال شهادة البكالوريوس في تخصصها، تقول : ارتبطت بابن عمي وهو جامعي ايضا، تقدم لخطبتي فوافق الأهل ورغم اقتراحي بأن يتم تأجيل الارتباط إلى حين الانتهاء من الدراسة إلا أن الأهل أشاروا بأن الزواج أفضل من الدراسة ، فتزوجت ونجحت في اقناع زوجي بعد مدة في اكمال دراستي ولا انكر انني تعبت في البداية الا انني عمدت إلى تنظيم وقتي بين مسئوليات المنزل ومسئوليات الدراسة،  وتشيرالى ان:  النجاح في التوفيق وإنجاز معادلة الدراسة ومتطلبات الأسرة يتوقف على قدرة الفتاة وعزيمتها وبالرغم من هذا فمن الصعب النجاح دون إخفاقات ولو كانت بسيطة. 

لا يمكن اكمال الدراسة تحت الزواج!

 اما الطالبة تغريد حسنين بالسنة الرابعة بكلية الاداب فترى ان الفتاة لن تستطيع التوفيق بين الدراسه والزواج إلا إذا كان يمثل لها سندا وزوجا متفهما عاقل واعي، بحيث يرشدها يبصرها الطريق الصحيح  يتعاون معها يقلص من طلباته - يساعدها بشغل البيت - يشجعها ويدعمها وهذا بالتاكيد قليل ان لم يكن نادرا، وإلا حتما ستفشل في إحداها إن لم تفشل في كليهما، وتروي تغريد حكاية احدى صديقاتها قائلة: تزوجت احدى زميلاتي وكان تقديرها لكل سنه "امتياز" قبل زواجها، وبعد ارتباطها هذه السنة رسبت في مادة بالفصل الأول والفصل الثاني مادتين بسبب حملها الجديد،  ومع هذا فهي تقول أحس أني مقصره بحق زوجي وبيتي مهمله كثير و الوقت مسروق ولا استفيد منه لا بالبيت ولا بالدراسة، وتضيف تغريد:  تخيلي ان بينهم جفوة لدرجة أنها لاتعرف كيف تتعامل معه لأنها لم تعرفه بعد أوبمعنى ادق لم تتعرف عليه جيدًا  !!، هي الآن تريد اكمال الدراسه وزوجها وأهلها يريدان منها تركها.

وتؤكد حسنين انها لا تفكر مطلقا بالزواج اثناء متابعتها لدراستها، وان كان هذا على حساب عريس مناسب يطرق الباب في الوقت الغير مناسب، وتقول: كل امور الزواج  قسمة لا ياخذ منها الانسان سوى ما هو مكتوب له، ولا يعني تاخير فكرة الزواج الى ما بعد الدراسة الى النجاح او العكس، الا انه لايخلق الله لمرء من قلبين في جوفه ولا بد له من التركيز على الاهم وهو من يحدد الاولوية.

مسؤلية كبيرة

يعتقد محمد بديع الطالب الجامعي ان نجاح زواج الفتاة قبل إتمام دراستها يعتمد على حسن تربيتها على تحمل المسؤولية فيقول: لو تربت الفتاة منذ بلوغها على  مدى قدرتها على تحمل مسؤوليات البيت سيكون لذلك بالغ الاثر، وهذا دور الأم والاسرة بتهيئة إبنتها للزواج، ويضيف: أعتقد بأن الفتاة قادرة على الزواج قبل إتمام دراستها إذ يمكنها بمساعدة الزوج من التوفيق بين دراستها و بيتها . و لابد من الإتفاق منذ البدايه مع الزوج على مساندتها و دعمها تقديرا لظروف دراستها حتى تستطيع الإكمال دراستها بنجاح و حتى لا تحدث مشاكل قد تؤثر على مسيرة الحياة الزوجيه بينهما . 

فكثيرة هي الحالات التي استطاعت النجاح والتفوق في امثلة كثيرة من فتيات تزوجن قبل إتمام دراستهن و أستطعن إكمالها بنجاح، ويرى: انه إذا أحست الفتاة بأنها غير قادرة على التوفيق بين الدراسه و الزواج أو أنها لا تستطيع تحمل مسؤوليات الزواج فالأفضل أن تتزوج بعد الإنتهاء من الدراسه فالدراسه مهمه جدا للفتاة فهي السلاح الذي يمكنها من مواجهة المصاعب الحياتية الكثيرة.

معادلة ممكنة

الباحث الاجتماعي عائد الكحلوت يرى انه في حال وضع الانسان تحت ضغط الاختيار لابد أن نضع في عين الاعتبار كل الامور على قدر واحد بداية من الزواج ومسؤولياته وما يترتب عليه من الأبناء وتربيتهم، خصوصا في سنهم المبكرة، ثانيا موضوع التعليم ومتابعة الدراسة وما اهمية هذا في حياة الانسان وتاثيره المباشر على مستقبله، وخاصة ونحن الان في مجتمع ترتفع فيه نسبة التعليم وتنعدم فيه تقريبا نسب التوقف عن الدراسة بعدما اخذت متابعة الدراسة الآن أشكال متنوعة منها التعليم عن بعد، والتعليم بواسطة الانتساب، او التعليم المنتظم فالتخصص الآن لم يعد صعب.

وحق المراة في اكمال تعليمها هو من الحقوق التي تتم بالتراضي بين الزوجين وعليهما الالتزام بما يتم الاتفاق عليه بشأنه، على ان تتمكن المراة من التوفيق بين الامرين وبتسبة اهتمام واحدة، ولاينكر الكحلوت انه اغلب النساء المتزوجات اللواتي يكملن دراستهن اثناء الزواج يواجهن مشاكل حقيقية ومن ينجح في اجتياز نلك المشاكل يكون قد حقق نجاحا كبيرا 

ويضيف الكحلوت: انشغال الزوجة بالدراسة لايعتبر مسوغاً للخلاف بين الزوجين،  إلا إذا بلغ انشغالها بالدراسة حدا أدى بها إلى التقصير في الواجبات الزوجية فالأولى أن يسعى الزوجان إلى التوفيق بين دراسة الزوجة وبين متطلبات الحياة الزوجية والوقوف على مسؤلياتهما كي لا تصل الامور الى الطلاق حيث لا رجعة بعدها وبهذا تدخل في صراع مجتمعي جديد كمرأة مطلقة وان كانت متعلمة

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 2825 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,836,458

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters