الفرق بين التعليم والتعلم والتدريب

مقدمة:

إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقة بل والوحيدة هي التعليم وإن كل الدول التي أحرزت شوطاً كبيراً في التقدم ، تقدمت من بوابة التعليم ، بل أن الدول المتقدمة تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها. 

ومن الطبيعي أن يكون للتحويلات والتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية في شتى بقاع العالم باعتباره نظاماً اجتماعياً فرعياً داخل إطار المنظومة المجتمعية الشاملة . 


يمر العالم بفترة غاية في الحساسية حيث ينتقل من قرن إلى قرن ومن نظام سياسي إلى آخر ومن نظام اقتصادي إلى نظام مختلف تماماً ، فلقد مضى الزمن الذي يمكن فيه لأي دولة أن تتقوقع داخل حدودها وتكون بمعزل عن العالم وذلك لأن واقع ثورة الاتصالات قد تخطى حواجز الزمان والمكان . 

والعالم بهذه المتغيرات وغيرها يتجه نحو نظام عالمي جديد متغير فيه نمط الحياة تماماً وأصبح يعيش حضارة الثورة الثالثة التي تشهد سرعة المتغيرات ، كما فرضت نوعية جديدة من التكنولوجيا المتطورة و التي تحتاج إلى نوعية معينة من العمالة القادرة على التحول المهني من مهنة إلى أخرى في إطار التعليم المستمر . 


الأمر الذي دعا الدول المتقدمة والنامية على السواء إلى الاستعداد بالدراسات والتوقعات للتغيرات الحادثة والمستقبلية وما تتطلبه من إصلاحات تعليمية جذرية وشاملة بهدف إعداد مواطنيها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة ثورة المعلومات والتكنولوجيا . 

و إن عملية التدريب لا يمكن أن تخلق الإنسان الواعي ، المتفتح ، ولكنها فرصة ذهبية تتاح للأفراد للانتقال بهم من مستواهم الحالي إلى مستوى أفضل ، وترجع أهمية التدريب إلى المزايا العديدة التي نحصل عليها من ورائه ويكتسب التدريب أهمية بالغة في الإدارة المعاصرة ، استجابة لمتغيرات في بيئة المنظمة الداخلية والخارجية , فمع التقدم التكنولوجي ستظهر وظائف واحتياجات تدريبية جديدة ، تبرز معها أهمية التدريب

و من هنا كانت الحاجة لمعرفة الفرق بيت التعلم و التعليم و التدريب

مفهوم التعليم: هو عملية تنمية معرفية للفرد لا تحتاج إلى هدف وظيفي محدد ومن خلالها يتم تنمية القدرات الفكية والتطبيقية بشكل عام.

التعليم هو النشاط الذي يهدف إلى تطوير التعليم والمعرفة و القيم الروحية و الفهم و الإدراك الذي يحتاج إليه الفرد في كل مناحي الحياة إضافة إلى المعرفة و المهارات ذات العلاقة تجعل بحقل أو مجال محدد. 

التعليم هو إحداث تغيرات معرفية ومهارية ووجدانية لدى الطلاب. 

-التعليم نشاطا مقصود من قبل المعلم لتغيير سلوك طلابه.

-التعليم عملية تفاعل اجتماعي لتطوير معارف ومهارات وقيم واتجاهات الطلاب.

-التعليم تفاعل معقدا بين المعلم والمتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية.

-التعليم نظام يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات.

-التعليم جهد مقصود لمساعدة الآخرين على التعلم.

-التعليم هو تزويد الطلاب بالمعلومات أو المهارات.

مفهوم التعلم :هو عملية تلقي المعرفة والقيم والمهارات  من خلال الدراسة أو الخبرة مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.

باعتبار مصطلح التعلم مرتبط بالتربية، فتجميع التعاريف حول مفهوم 
التربية: هو كل فعل يمارسه الشخص بذاته يقصد من ورائه اكتساب معارف ومهارات
وقيم جديدة.

لهذا يجب التفريق بين مصطلحي تعليم وتعلم، فهما ملتصقان لدرجة الخلط 
بينهما.

التعليم عملية يقوم بها المعلم لجعل الطالب يكتسب المعارف والمهارات 
وبصيغة بسيطة: المعلم يمارس التعليم والطالب يمارس التعلم.

إن القصد من عملية التعلم هو حدوث تغيير على الأداء والاستجابة الظاهرة ويتم التعلم عادة تحت تأثير الخبرة والممارسة والتدريب وله صفة الدوام النسبي. ويعرف التعلم في مجال علم النفس انه مصطلح يشير إلى الارتباط الذي يحدث بين مثير يدركه الكائن الحي واستجابة يصورها هذا الكائن سرا أو علانية والتعلم أيضا هو تغيير دائم نسبيا في سلوك الفرد(معرفيا و مهارياً و وجدانيا) نتيجة مروره بخبرات مقصوده أو غير مقصوده وقد يختلف مفهوم التعلم كهدف عنه كعملية عنه كنتيجة ، فالتعلم كهدف هو وصف للخبرات المعرفية والمهارية والوجدانية التي ينبغي أن يمر بها الفرد لإحداث تغير مرغوب في سلوكه . أما التعلم كعملية فهو عملية عقلية تتم داخل بنية الفرد المعرفية ، يتم من خلالها تمثل هذا الفرد لخبرات جديدة ومواءمة هذه الخبرات مع خبراته السابقة،والاحتفاظ بتلك الخبرات في ذاكرته . لكن التعلم كنتيجة هو مقدار التغير الذي طرأ على سلوك الكائن الحي نتيجة مروره بخبرات محدده ومقدار انتفاع الفرد بتلك الخبرات لخدمة نفسه والآخرين . والتعلم هو احد أهم مجالات علم النفس التربوي.

شروط التعلم:

1.  وجود الفرد إنسانا كان أو حيوانا أمام موقف جديد أو عقبة تعترض إرضاء  حاجاته أي توجد مشكلة يجب حلها.

2.    وجود حافز  يدفع الفرد إلى التعلم.

3.    بلوغ الفرد مستوى من النضج والفهم.

العوامل المؤثرة في التعلم:

التلازم : يميل الإنسان إلى تكرار السلوك الذي يتلازم معه عوائد مرضية.

1.    العمليات الفكرية

2.    الهدف

3.    النجاح

4.    الاتجاهات

5.    الخبرة السابقة

6.    الاتصال

7.    أهمية السلوك

8.    التدعيم

9.    التشابه

10.   التكرار

الركائز الأساسية لعملية التعلم

1.  الدافع: لكل إنسان دافع وهدف يعيش من اجله فطالب العلم يكون هدفه الحصول على الشهادة وهذا دافع يدفعه لزيادة حصيلته من العلم وأيضا ليتحقق 
العلم لديه يجب أن يكون لديه رغبه.

2.  استخدام المكافأة: من طبيعة الإنسان انه يحب أن يلاقي التشجيع  والمكافأة فكلما وجد الإنسان التشجيع كلما زاد حبه للعلم وزادت رغبته في الحصول على العلم.

3.  التدريب: عملية التدريب عملية مهمة في التعلم فكلما كثف الطالب التدريب كلما قلة نسبة أخطاءه وكلما قلة نسبة أخطاءه زادت نسبة التعلم لدية.

4.  التقسيم: عملية التقسيم والتجزئة تلعب دور مهم في عملية التعلم فكلما قسم الطالب الموضوع والوقت كلما سهلة عليه التعلم.

5.  المشاركة: للمشاركة أيضا دور مهم في عملية التعلم فمن الضروري مشاركة الطالب في الفصل الدراسي سواء كانت المشاركة فعاله أو غير فعاله فالمشاركة 
بحد ذاتها تجعل الطالب يفكر ليتعلم.

6.  النصح والإرشاد: إرشاد المعلم للمتعلم أمر مهم فعندما يقوم المعلم بإرشاد الطالب يجعل الطالب يعرف الطريق الصحيح للعلم.

                              

نظريات التعلم

يمكن تقسيم نظريات التعلم  بشكل عام إلى قسمين:

أ‌-      النظريات الترابطية: وهي ترى أن عملية التعلم تتلخص في تقوية الروابط بين المثيرات والاستجابات.

ب‌-     نظرية الجشطلت: وهي ترى أن عملية التعلم عملية فهم وتبصير واستبصار قبل كل شيء

1. التعلم بالتقليد .

كما أنه النضج و الدافعية و الممارسة هم من شروط التعلم ويوجد بعض الشروط الأخرى مثل تتابعات المواد التعليمية و الدلالة على المتعلم وخصائص المتعلمين والموقف التعليمي

تعريف التدريب

 التدريب مفهوم واسع تتعدد تعاريفه ، إلا أنها في مجملها العام، تتأطر في كونه تحسين لقدرات الفرد وتنمية مهاراته وسلوكياته، مما يجعله قادراً علي أداء مهامه علي الوجه الأفضل ووفقاً لما هو مطلوب، والتدريب هو تمكين الفرد من الإلمام باستخدام التقنية الحديثة ومهارات الحاسب (الكمبيوتر) ، وما يستجد من فنون العمل وأساليبه، والتدريب لا يقتصر علي اكتساب الخبرة والمهارة في مستوى معين، بل قد يشتمل علي اكتساب المهارات البسيطة وتطويرها إلي مهارات علي مستوى عالي، ولذلك فهو عملية متواصلة تمتد طوال حياة الفرد العملية.

مفهوم التدريب:

يمكننا أن نُعرف التدريب بأنه نقل محتوى تدريبي أو مهارة تدريبية من شخص (المدرب) إلى شخص/ أشخاص آخرين (متدربين) بحيث يتم فهم محتوى أو اكتساب المهارة بشكل صحيح من قبل المتدربين.

و يعرف التدريب بأنه "النشاط المستمر لتزويد الفرد بالمهارات والخبرات والاتجاهات التي تجعله قادرا ًعلى مزاولة عمل ما بهدف الزيادة الإنتاجية له وللجهة التي يعمل بها، أو نقل معارف ومهارات وسلوكيات جديدة لتطوير كفاءة الفرد لأداء مهام محددة في الجهة التي يعمل بتا".

و يُعرَّف التدريب أيضاً على أنه التعلّم الذي يتم تقديمه من أجل تحسين الأداء في الوظيفة الحالية

ويتم تحسين أداء الشخص من خلال: أن نبيّن له كيف يتقن تكنولوجيا جديدة أو موجودة (قد تكون التكنولوجيا جزء من آلية ثقيلة، أو كومبيوتر، أو إجراء لإنتاج مُنتَج، أو طريقة لتقديم خدمة.

ينص الجزء الأخير من التعريف على أن التدريب يُقدَّم من أجل الوظيفة الحالية، وهذا يشمل تدريب مجموعة موظفين جدد لتأدية وظائفهم، أو تقديم تكنولوجيا جديدة، أو رفع العاملين إلى المستويات المعيارية.

حسبما تمت مناقشته سابقاً فإن التدريب (training) هو اكتساب التكنولوجيا التي تسمح للعاملين بأداء وظيفتهم الحالية حسب المستويات المعيارية، وهو يطوّر الأداء الإنساني في الوظيفة التي يمارسها العامل حالياً أو التي تم توظيف من اجلها، ويتم التدريب أيضا عندما يتم إدخال تكنولوجيا جديدة في مكان العمل.

التعليم (Education) هو تدريب الأشخاص للقيام بوظيفة مختلفة. وهو غالباً ما يُعطى إلى الأشخاص المعروفين بقابليتهم للتحسّن، المرشحين لوظيفة جديدة إما بنفس المستوى أو أعلى، أو لزيادة إمكانياتهم. وبخلاف التدريب الذي من الممكن تقييمه كلياً على الفور عند عودة المتعلّمين إلى العمل، فإن التعليم لا يمكن تقييمه بشكل كامل إلا عندما ينتقل المتعلّمون إلى وظائفهم أو مهامهم المستقبلية، فنحن بإمكاننا اختبارهم بما تعلّموه أثناء فترة التدريب، ولكن لا يمكننا أن نقتنع تماماً بالتقييم حتى نرى إلى أي مدى يؤدون وظائفهم الجديدة بشكل جيد. 

هناك تعاريف متعددة للتدريب، تخلف باختلاف المفاهيم التي لدى قائلها، و بنوع التدريب و أهدافه، ومن المهم في محاولة الكشف عن تعريف واضح للتدريب أن ننطلق من الحقائق التالي 1)

أ- الاختلاف الواضح بين كل من مفهوم التعليم و التدريب، من حيث الأهداف و الأساليب و طرق التقييم؛

ب- أن التدريب يتنوع من حيث المجال، ومن حيث الهدف، فهناك تدريب فني، تدريب إداري، تدريب عسكري، إلى غير ذلك من الأنواع. وكل من هذه الأنواع تنقسم بدوره إلى تقسيمات خاصة؛

ج- أن التدريب - وإن اختلف عن التعليم- فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلغي التقديم النظري، وليس هناك ممارسة أو تطبيق لا تستند إلى المعرفة؛


د- ويتبع للحقيقة السابقة أن نقل أثر التدريب وترجمته إلى تطبيق أو سلوك هو المعيار الحقيقي لقياس مدى تحقيق أهداف التدريب، فالموظف الذي يلتحق ببرنامج تدريبي يظل بعد انتهاء البرنامج بحاجة إلى الميدان العملي حتى نتمكن من معرفة جدوى التدريب لأن أهداف التدريب السلوكية المحددة تعني أهمية وجود معايير لقياس أداء الموظف و تقييمه، قبل الحكم على الموظف أو على البرنامج بالنجاح أو الفشل.
يعرف التدريب أحد الباحثين بأنه "مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى تحسين المعارف و القدرات المهنية، مع الأخذ في الاعتبار دائما إمكانية تطبيقها في العمل

 
و يعرف التدريب على أنه "النشاط الخاص باكتساب وزيادة معرفة ومهارة الفرد لأداء عمل معين .

كما يعرف على أنه " الجهد المنظم و المخطط له لتزويد الموارد البشرية في المنظمة بمعارف معينة، وتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها، وتغيير سلوكها واتجاهاتها بشكل إيجابي بنّاء مما قد ينعكس على تحسين الأداء في المنظمة.
ويعرف "هو عملية تعلم تتضمن اكتساب مهارات ومفاهيم وقواعد أو اتجاهات لزيادة وتحسين أداء الفرد .

ويعرف " التدريب هو نشاط مخطط يهدف إلى تزويد الأفراد بمجموعة من المعلومات و المهارات التي تؤدي إلى زيادة معدلات أداء الأفراد في عملهم .

ويعرف بأنه" تطوير منظم للمعرفة و المهارات و الاتجاهات التي يحتاج إليها الفرد حتى يتمكن من القيام بأداء واجباته بكفاءة

 .
و التدريب هو عملية منظمة ومستمرة، محورها الفرد، تهدف إلي إحداث تغييرات سلوكية وفنية وذهنية لمقابلة احتياجات محددة - حالية أو مستقبلية- يتطلبها الفرد والعمل الذي يؤديه، والمنظمة التي يعمل فيها والأهداف والخطط الموضوعة لمسار العمل.


يجب أن نعترف بأن مفهوم التدريب لم يعد مفهوماً تقليدياً يقتصر على تنظيم الدورات التدريبية التقليدية ومنح شهادات الاجتياز، بل أصبح خياراً إستراتيجياً في منظومة استثمار وتنمية الموارد البشرية، وإن الإنسان لم يعد يطلق عليه اسم العامل أو الموظف، بل أصبح يطلق عليه اسم المورد البشري، ولذلك يعتبر الإنسان من أهم الموارد التي تقوم عليها صروح التنمية والبناء والتنوير في أي دولة وفي أي مكان فوق كوكب الأرض.

فمن خلال التعرض لتعريف التدريب نستطيع إدراك أن: 

التدريب نشاط إنساني .

التدريب نشاط مخطط له ومقصود .

التدريب يهدف إلى إحداث تغييرات في جوانب مختارة لدى المتدربين .

التدريب ليس هدفاً في حد ذاته وإنما هو عملية منظمة تستهدف تحسين وتنمية قدرات استعدادات الأفراد، بما ينعكس أثره على زيادة أهداف المنظمة المحققة. 

أن التدريب هو الوسيلة الأهم التي تؤدي إلى تنمية وتحسين الكفاية الإنتاجية للمنظمات .

أن التدريب من أفضل مجالات الاستثمار في الإنسان.

أن التدريب عملية مستقبلية.


أهمية التدريب :

انطلاقا من تلك المفاهيم الأساسية للتدريب تبدوأهمية التدريب للموظف الجديد والموظف القديم على السواء. فالموظف الجديد الذي يلتحق حديثاً بالمؤسسة قد لا تتوافر لديه بعد المهارات والخبرات الضرورية لأداء واجبات الوظيفة بالكفاءة المطلوبة. 

ومن هنا تبدو أهمية التدريب في إكساب الموظف الجديد المهارات التي تجعله قادراً على أداء الواجبات المتوقعة منه بطريقة مرضية وصحيحة وحتى الموظف ذوالخبرة السابقة الذي يلتحق حديثاً بالمنظمة لشغل وظيفة معينة قد لاتتوافر لديه كافة القدرات الضرورية للأداء الجيد، وهنا يفيد التدريب في إستكماله للقدرات المطلوبة، فضلاً عن توجيهه وتكييفه للظروف والأوضاع القائمة بالمنظمة، وبالتالي يكون التدريب مسانداً ومدعماً لقدرات الموظف الجديد بما يكفل له التوافق مع متطلبات العمل ومن ثم أداء العمل بطريقة جيدة. كما وأنه لاتقتصر أهمية التدريب وفوائده على العاملين الجدد الملتحقين حديثاً بالمنظمة، وإنما تشمل أهميته وفائدته أيضاً العاملين القدامى وذلك بما يكفل تطوير معلوماتهم وتنمية قدراتهم على أداء أعمالهم وذلك لأن هناك تطوراً مستمراً في العلوم والمعارف، الأمر الذي يستلزم إحداث تطوير مستمر في نظم وأساليب العمل، وهذا الأمر يقتضي تسليح العاملين وتزويدهم بالمهارات والمعارف الجديدة والمساعدة لأداء العمل بكفاءة وفاعلية من خلال التدريب.

ومن جانب آخر فإن التدريب يكون مطلوباً بغرض إعداد العاملين لتولى تلك الوظائف ذات المستوى الأعلى من الصعوبة والمسئولية والتي تتطلب مستويات أعلى من المهارات والقدرات، وذلك من خلال المسار الوظيفي أوالمهني ومن هنا تبدوأهمية التدريب في تنمية وتطوير قدرات العاملين لتولى الوظائف أوالمناصب ذات المستويات الأعلى التى سيتم ترقيتهم إليها في القريب الآجل.

كما إن أهمية التدريب لا تقتصر على تطوير قدرات العاملين من خلال تلك المعلومات والفنون والمهارات المرتبطة بأداء العمل فقط وإنما تمتد تلك الأهمية لتشمل تحسين وتطوير سلوكيات العاملين في العمل وتعاملهم مع المؤسسة ومع الزملاء والرؤساء والمرؤوسين وجمهور المؤسسة، بمعنى أن التدريب هنا يفيد في ترشيد الأنماط والعادات السلوكية وتطوير القيم والاتجاهات النفيسة للعاملين وتكفل لهم المحافظة على توازنهم النفسي ومن هنا نلاحظ أن فوائد التدريب وأهميته تمتد لكي تشمل المؤسسة والموظف أوالعامل المتدرب ومجموعة العمل.

فالمؤسسة تستفيد من التدريب باعتبار أن التدريب يهدف في النهاية إلى تحسين وتطوير قدرات العاملين وبالتالي تحسين أدائهم للعمل ومن ثم تحسين وتطوير وزيادة إنتاجية المؤسسة والموظف أوالعامل المتدرب يستفيد من التدريب باكتسابه لمهارات جديدة تزيد من قدراته على أداء عمله الحالي وهوالأمر الذي يكسبه ميزات مادية ومعنوية فضلاً عن زيادة قدرته على أداء أعمال مستقبلية وإتاحة الفرص أمامه للترقى لمناصب ووظائف أعلى في مستقبل حياته الوظيفية. 
كما أن التدريب يسهم بصورة فاعلة في تطوير العلاقات البشرية داخل بيئة العمل، وهذه العلاقات تكون أقوى وأكثر فاعلية عندما تتوافر لدى أفراد المؤسسة تلك المهارات والقدرات المطلوبة لأداء العمل، كذلك عندما يعملون داخل إطار جيد من العلاقات السلوكية فيما بينهم, بالإضافة إلى ذلك فإن التدريب من الأهمية بمكان لزيادة قدرات ومعارف العاملين في المستويات التنفيذية والإشرافية على السواء, فإنه يكون لازماً لتنمية قدرات المديرين والرؤساء الحاليين في مختلف المستويات الإدارية بالمؤسسة، إلى جانب تهيئة مديري المستقبل وتسليحهم بالمهارات الإدارية التي تمكنهم من شغل المناصب القيادية في المستقبل. ومرد ذلك أن التدريب الإداري قد أصبح لازماً لتعميق ورفع قدرات المديرين على مختلف مستوياتهم الإدارية والقيادية على الإدارة وفاعلية تحديد الأهداف ورسم السياسات والإستراتيجيات وتحليل المشكلات واستصحاب الأساليب العلمية في اتخاذ القرارات، إلى جانب تنمية قدراتهم على الإدراك الشامل لمؤسساتهم وللبيئات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعادات وغيرها، كذلك تطوير وتنمية سلوكيات واتجاهات المديرين والمشرفين وأنماط تفكيرهم وإكسابهم المهارات السلوكية للإدارة الفاعلة. فضلاً عن ذلك فإن التدريب يساهم في إشباع الحاجات الأساسية للمديرين وهي حاجات بطبيعتها سيكولوجية من خلال مقابلة التدريب الإداري لمستوى طموحاتهم وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على تحسين وتطوير إنتاجية المؤسسة. فالتدريب عملية مستمرة تشمل كافة العاملين وطوال حياتهم الوظيفية.

صفوة القول أن التدريب بمثابة استثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها.


دوافع التدريب :

من خلال مفاهيم التدريب وأهميته نجد أن دوافع التدريب تتمثل في :
1. زيادة الإنتاج : وذلك بزيادة الكمية وتحسين النوعية من خلال تدريب العاملين على كيفية القيام بواجباتهم بدرجة عالية من الإتقان ومن ثم زيادة قابليتهم للإنتاج.

2. الاقتصاد في النفقات: حيث تؤدى البرامج التدريبية إلى خلق مردود أكثر من كلفتها وذلك عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية للعاملين والاقتصاد في الوقت نتيجة للمعرفة الجيدة بأسلوب العمل وطريقة الأداء.

3. رفع معنويات العاملين : إذ عبر التدريب يشعر العامل بجدية المؤسسة في تقديم العون له ورغبتها في تطويره وتمتين علاقته مع مهنته التي يعتاش منها مما يؤدى ذلك إلى زيادة إخلاصه وتفانيه في أداء عمله.

4. توفير القوة الاحتياطية في المنشأة : بحيث يمثل مصدراً مهماً لتلبية الاحتياجات الملحة في الأيدي العاملة، فعبره يتم تخطيط وتهيئة القوى العاملة المطلوبة.

5. التقليل في الإسراف : لأن تدريب العاملين معناه تعريفهم بأعمالهم وطرق أدائها وبذلك يخلق معرفة ووعياً وقدرة على النقد الذاتي بشكل لا يحتاج معه المدرب إلى مزيد من الإشراف والرقابة في أدائه لعمله.

6. القلة في حوادث العمل : إن التدريب معناه معرفة العاملين بأحسن الطرق في تشغيل الآلة وبحركة ومناولة المواد وغيرها ما يعد مصدراً من مصادر الحوادث الصناعية ويعمل التدريب على القضاء أو التقليل من تلك الحوادث المرتبطة بهذه العمليات

الخلاصة و التعليق :

يرتكز التدريب في مفهومه العام علي تأهيل الفرد بالكيفية التي يؤدي بمقتضاها عملاً، أو يحل مشكلة أو مشاكل محددة، وبالتالي فهو هادف بطبيعته وموجه في أسلوبه ومبرمج في تخطيطه أو تنظيمه، لأنه يهدُف إلي إمداد المتلقي بمعلومات معينة لأداء عمل محدد، أو إمداده بإرشادات أو توجيهات تعينه علي النهوض بدوره وتحسين أدائه، ويعتبر مستوى التدريب في أي مؤسسة أو مرفق عام أو جهة خاصة، هو المقياس الحقيقي لقدرات هذه الجهة وكفاءة أعضائها، ولما كان العمل هو المختبر الحقيقي لكل نظريات وأساليب تجويد الأداء ورفع المستوى المهني، فمن الطبيعي أن يكون الهدف الأول للتدريب هو: الأعداد الفكري وصقل الأفراد بقصد رفع معدل الكفاءة و الجهوزية تمهيداً لإحداث التغيير المطلوب والارتقاء بالأمة.

المصدر: إسراء محمد أجمد مصطفى حسن
  • Currently 126/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
43 تصويتات / 15161 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,722,820

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters