تراعى جوانب وعناصر عديدة في العملية التدريبية ليتم الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة. ومن تلك الجوانب مراعاة تعدد أنماط شخصيات المتدربين المتعددة, وضرورة اختلاف أساليب التعامل معهم. فلكل شخصية أسلوب في التواصل معين يتماشى مع معتقدها وتوجهاتها الفكرية والسلوكية واهتماماتها ومع ما تتقبله من نقد أو توجيه ولكل نمط من أنماط الشخصيات منهج ما, يدفع بها إلى التفاعل مع الآخر والمشاركة ذات القيمة الكبيرة, ويجعلها إيجابية ويفعّل دورها كعنصر مهم وفاعل في مجموعة التدريب وفي المجتمع كله, وقد قسم المؤلف علي غانم الطويل في كتابه (كيف تكون قائداً مبدعاً) أنماط الشخصية إلى أنواع متعددة متفاوتة في الخواص, ليقدم من خلال هذا التصنيف خدمة كبيرة إلى المدربين, فمن خلال التعرف إلى خبايا شخصية كل متدرب يستطيع المدرب اختيار الأسلوب الأنجع لكل حالة من الحالات وقد صنف المتدربين كالآتي:
المتدرب العقلاني:
ويتصف بالحرص على طلب الدليل, ويتأخر في اتخاذ القرار وينظر إلى الموضوع من كل جانب فيدرس الأسباب, ويربط العناصر بعلاقات منطقية, ويحلل النتائج ويخرج بخلاصات واستنتاجات.والطريقة المثلى في التعامل مع هذه الشخصية هو تحضير الأدلة لإقامة الحجة, ومراجعة الموضوع وإيلائه أهمية وانتباهاً واعتماد الموضوعية في الحديث معه, وإعطائه الفرصة الكاملة للنقاش التقليل من النقاش العقلي معه, لأنه بارع في هذا المجال, وتنبيه المتدرب إلى عدم إشاعة مالا يقتنع به.
المتدرب المتكاسل:
ويتصف بالافتقار إلى النشاط والبرود وبطء الحركة مع عدم الحرص على المشاركة الفاعلة وكثرة الشعور بالإجهاد, حيث يكتفي بالوقوف بين صفوف المتفرجين دونما حركة أو رد فعل يذكر.
ولذا فإن أفضل طرق التعامل مع هذه الشخصية هي محاولة اكتشاف ما يحبه من أمثلة وقصص وأساليب في التعامل.. والعمل على تنمية مواهبه والتحلي بسعة الصدر والصبر في التواصل معه, وتشجيعه مع استحسان ما يأتي به من مشاركات وتفاعل.
المتدرب العاطفي:
الحساس هو متدرب متسرع في إطلاق الأحكام شديد التأثر عند توجيه النصح إليه لا يتقبل النقد, وتغلب عليه النظرة العاطفية أكثر من العقلانية, ويبالغ في الوصف كما يحتد في المواقف ويبالغ في الكلام والملابس والحركات. وأفضل أساليب التعامل مع صاحب هذه الشخصية هي توثيق العلاقة معه وعدم مجابهته بنفس الحدة وإعطائه الفرص لطرح الحلول بالأساليب العاطفية والعقلية ومقارنتها وضرب الأمثلة واستحضار الشواهد ومتابعته أولاً بأول وتجنب نقده أمام الآخرين.
المتدرب الانطوائي:
الذي يميل إلى البعد عن الاختلاط بالناس ويحب العزلة والهدوء, وعدم التفاعل مع الآخرين ويجنح بآرائه نحو الخيال الواسع ويعاني من حساسية زائدة تجاه النقد, كما يهتم بأفكار وقيم بشكل يزيد عن الحد الطبيعي. ويعيش متردداً مشوشاً وتراه محلقاً في عالم الأحلام, فتجده دائم الشرود منزوياً في مكان ينفرد به بعيداً عن المجموعة.
وللتعامل الأمثل مع هذه الشخصية يجب توجيهها إلى الكتابة والتخطيط للاستفادة من طاقات المتدرب الاستفادة المثلى, فهو لا يصلح للأدوار القيادية واتخاذ القرارات, وهنا على المدرب توثيق الصلة به بالدعم, وعدم الضغط عليه والتدرج في إخراجه من العزلة بالتعرف إلى ما يحب وما يكره ومعاملته معاملة حسنة فيها من الود ما لا يخفى تقربه من المدرب والمجموعة وتفعّل دوره المهم في العملية التدريبية.
المتدرب الاعتمادي:
العاجز عن اتخاذ القرار المتردد الذي يعتمد على إخوانه ورفاقه في كل شيء ولا يستطيع الإدارة. فيأخذ موقفاً سلبياً ليبتعد عن تحمل المسؤولية. ويكون قليل الحزم والسيطرة, كثير السؤال عن أقل التفاصيل وأبسطها, متردداً ممتعضاً غير واثق بقدراته, يحقر من شأن نفسه ويرفع من شأن الآخرين فينظر إلى من حوله بأنهم أقدر وأكفأ منه.
ولتفعيل هذا المتدرب داخل مجموعة التدريب يجب تكليفه بمهام تنفيذية محدودة مرسومة لإعطائه الثقة الكافية بنفسه فعلى المدرب أن يكون حازماً معه قوي الإرادة في التعامل معه وأن يكتفي بتكليفه بالأنشطة العامة دون المهام الإدارية.
المتدرب الانفعالي:
فهو الذي يغضب لأتفه الأسباب وأبسطها, ويبكي لأمور لا تستحق ذلك لأنه حاد المزاج عصبي تراه يهول الأمور ويبالغ في ردود أفعاله, وهو غالباً لا يعرف الوسط من الحلول.
والتعامل الأمثل معه يكون بسعة الصدر وتكليفه بأمور لا تتطلب احتكاكاً كثيراً بالناس. مع عدم الاطلاع على أسراره الخاصة وإفساح المجال له ليعبر عن انزعاجه لكن مع توجيهه إلى الأسلوب الأمثل لذلك وتذكيره بالقدوة الحسنة والأحاديث الدينية المذكورة حول الغضب...والانتظار حتى تنتهي حالته الانفعالية والعمل على توعيته بسلبية ذلك السلوك وآثاره الخطيرة عليه كفرد وعلى علاقاته الاجتماعية مع من حوله. كما أن للانفعال الدائم آثاراً جسدية خطيرة فالشخص الانفعالي يكون أكثر عرضة للذبحات الصدرية المتكررة نتيجة زيادة ضربات القلب وزيادة حاجة عضلة القلب إلى الأوكسجين، وعند تكرار هذه الذبحات فإنها تؤدي إلى حدوث جلطات القلب القاتلة في كثير من الأحيان. وزيادة ترسب الدهون والكولسترول على الجدار الداخلي للشرايين ومن ثم الإصابة بتصلب الشرايين. بالإضافة إلى مرض السكر أو السكري, والأمراض النفسية كالتوتر والقلق والأرق والأحلام المزعجة, وفقدان الشهية ونقص الوزن.
المتدرب ذو الشخصية القهرية:
الذي يتصف بالصلابة وعدم المرونة والتحجر, فإنه يجد أن التواؤم مع الظروف المختلفة صعباً لأنه يحب النظام وضبط المواعيد والدقة والاهتمام بالتفاصيل مهما كانت بسيطة ومهمشة. فمن كانت هذه حاله يصلح للعمل الإداري فمن الممكن تكليفه بأمور تتطلب نظاماً فائقاً ومتابعة مستمرة وإعطائه صلاحيات تعوده المرونة والمشاركة الجماعية.
المتدرب الخيالي (كثير التخيل):
فهو الذي يشك بكل من حوله ويحس بعدم التقدير والظلم وأن الآخرين يريدون إلحاق الأذى به فهذه الشخصية تحتاج إلى كثير من التأهيل والتدريب مع مراعاة الإكثار من الثناء والإطراء المستمرين لإعطاء صاحبها الثقة بالنفس وإكسابه حسن الظن بالآخرين
المصدر: إعداد: راما جمال
مجلة الافكار الذكية
نشرت فى 19 سبتمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,782,882