أن طريق الاحتراف والنجومية لا يمكن أن يكتمل إلا بالإعداد النفسي الجيد للاعب، وأن التطبيق الخططي والمهاري في ميدان اللعب يرتبط عمليا بالعامل النفسي الذي يؤثر أيضا في الجانب البدني، وأن اللياقة البدنية واللياقة النفسية تعتمد على مهارات مثل التركيز والانتباه والثقة في الذات ومقابلة الضغوط.
والأهمية الكبيرة لاستخدام علم النفس التربوي الرياضي في تحسين أداء لاعبي كرة القدم يكون عبر الإعداد النفسي والتدريب العقلي، واعتبر ذلك هدفا للوصول باللاعبين والمدربين إلى أفضل أداء في الملعب خلال التدريب والمباريات والمباريات والبطولات على اختلاف مستوياتها وأن أصول اللعب في كرة القدم الحديثة يتطلب أداء عاليا ومثاليا للاعب في النواحي النفسية والسلوكية والأخلاقية إلى جانب الشقين البدني والفني من خلال تنظيم الطاقات البدنية والمهارية والخططية والنفسية إلى جانب حسن التفكير باستخدام المهارات العقلية والنفسية ومقابلة الضغوط مثل التوتر والقلق والخوف والتردد إلى جانب ردود الأفعال من المنافس والتحكيم والجماهير.
.نسمع كثيراً عن علم النفس الرياضي وتهيئة اللاعبين نفسياً للمباريات وبأن السبب في هزيمة فريق من فريق أخر هو الخوف الزائد من الفريق المنافس لأنه الأقوى أو الاستهتار للفريق المنافس لأنه فريق أضعف منه  مما يؤدي إلى حالة اللامبالاة للاعبين أو عدم التركيز في المباراة، أو التوتر والعصبية من بعض اللاعبين وأيضاً من جانب المدرب،، وكل هذه الأسباب هي نفسية بالدرجة الأولى والحل يكون من خلال علم النفس الرياضي حيث تهيئة الجو المناسب لإجادة اللاعبين في الملعب ورفع الروح المعنوية والثقة بالنفس والتقليل من التوتر أو استغلاله وجعله توتر (مفيد) لا (معيق)، بمعنى استغلاله كدافع للاعبين لتأدية مباراة حماسية والرغبة في الفوز على المنافس.  
إن مباراة كرة القدم لا تعتمد على البدن فقط، ولكن تعتمد أيضاً على العقل والراحة النفسية للاعب، بمعنى بجانب تهيئة اللاعب بدنياً للمباريات يجب أن يكون هناك تهيئة نفسية، فنحن نعلم أن هناك تمارين إحماء ولياقة متدرجة يؤديها اللاعب بطريقة معينة يعتاد عليها ليصل  جسمه إلى أعلى طاقته بجانب هذا هناك تهيئة نفسية للمباراة القادمة وتعليمات ومهام يجب أن يعرفها و يسلكها أثناء المباراة تجعله أكثر تركيزاً مما يؤدي إلى أداء أفضل  للفريق ككل.
للأسف في معظم أنديتنا لا يوجد أخصائي نفسي رياضي مع الفرق الرياضية، لماذا لا أعرف؟ هناك من يرى أن وظيفة الأخصائي النفسي الرياضي يقوم بها المدرب، فعادة نجد أن معظم المدربين لديهم معرفة بالجوانب النفسية للاعب وماذا يفعل قبل المباراة لشحن وتهيئة اللاعبين للمباريات وتحميسهم وماذا يفعل بعد الخسارة في المباراة أو المكسب؟ لذا فلا يوجد حاجة للأخصائي النفسي!!
وهناك من يرى أن مهنة الأخصائي النفسي مرتبطة بالجانب المرضي والجنون ومن العيب أن يكون هناك أخصائي نفسي للفريق ، كما هناك اعتراض من جانب اللاعبين أنفسهم من وجود أخصائي نفسي لهم حيث يتطلب وجوده دراسة حالتهم النفسية وعلاقاتهم مع الآخرين سواء في محيط الأسرة أو الأصدقاء مما يؤدي إلى معرفة أسرار عنهم، ونحن كشعب عربي متحفظ في  ذلك فمن العيب أن يعرف مشاكله العائلية أو سلوكياته التي قد يكون فيها نوع من عدم السواء فيأخذ على اللاعب هذا السلوك. 
ومن جانب آخر هناك من يرى أن لتفعيل دور الأخصائي النفسي في الأندية يجب أولاً تفعيل دوره في المدارس وتوظيفه مما سيؤدي إلى معرفة أفراد المجتمع بدوره في المدرسة وفي المستشفيات فيأتي بعد ذلك معرفة دوره في المدارس، بمعنى أن  عدد الأخصائيين النفسيين في الإدارات التعليمية والمدارس  والنوادي غير كافي تماماً.
فعلم النفس الرياضي يهدف إلى العديد من الأهداف التي لايعيها الكثير من الأندية الرياضية أهمها
أولا: فكل رياضي لديه مخاوف ودرجة من القلق قد تكون ايجابيه أو سالبه... فإذا لم تعالج عن طريق التوجيه والتحفيز فلن يعطي اللاعب الأداء الأمثل في الملعب فالصحة النفسية ضرورية للعطاء والنجاح وتحقيق البطولات.

 

ثانيا: سمات شخصية اللاعب:
من ثقة وتعاون واحترام القوانين وتقبل الخسارة والتواضع عن الفوز... وغيره وكل هذه عبارة عن خبرات متراكمة لدى اللاعب ولكن في ظل وجود من هو مؤهل في علم النفس الرياضي سيتم توجيه هذه السمات لتحقيق أفضل نتيجة حيث سيتم التخلص من السمات الغير مرغوب فيها عن طريق العقاب الايجابي وتعزيز السمات المرغوبة.. عن طريق المكافأة الايجابية سواء شفهية أو ماديه ..الخ

 

ثالثا:الارتقاء بالمستوى الرياضي:
فعندما يعرف الفائدة الكامنة من وراء البطولات والانجازات والشهرة ستكون دافعية اللاعب نحو الارتقاء بمستواه للأفضل لتحقيق الانجاز..

 

رابعا: ثبات المستوى الرياضي:
فكثيرا ما نجد لاعبين بارزين في التدريب والتقسيمات التي يجريها المدرب فنجد البعض يحكم عليهم بأنه لاعب تدريب أو تقسيمه ولاكني اختلف معاهم في تلك النقطة لأنه هناك عوامل أخرى لها دور في بروزه في التدريب وعدم بروزه أثناء المباراة ومن أهمها الرهبة من الجمهور وعدم تهيئة اللاعب نفسيا للمباراة فنجد كثير من الفرق الرياضية تخفق في المبارايات المصيرية وذلك لعدم وجود الأعداد النفسي الرياضي اللازم..


ونجد كثير من الناس لا يتقبل دور الأخصائي في هذا المجال وغيرهم يتقبل دور هذا الأخصائي لاستناده إلى حقائق ودلائل علمية في هذا المجال..
وجود أخصائي علم النفس الرياضي مهم للفريق.. قد يوجد ذلك الأخصائي بعدة مسميات أخرى مثل المدرب أو الإداري أو مساعد المدرب ولكن بشرط آن يكون مؤهل علميا وميدانيا...
وأريد أن استرشد بمثال فكثير من اللاعبين عندما يتكلم إليهم مدرب أو إداري معين يستمع إليه عن غيره من المدربين وتكون كلماته منتقاة ومؤثره في اللاعب فيتحول من لاعب متخاذل إلى مقاتل من الطراز الأول في المستطيل الأخضر فيجب أن نعلم ما أهمية هذا الدور المهم في الجانب الرياضي..


الكثير بالفعل ينظرون هذه النظرة الضيقة لدور الأخصائي النفسي واقتصار دوره على تحميس اللاعبين قبل المباراة بهدف الفوز بالمباراة، وهذا بالطبع أحد أدوار الأخصائي  النفسي وليس كلها  ، لكن الذي يجب أن يعرفه الجميع أن للأخصائي النفسي دوراً أكبر من ذلك  بكثير فهو يكون لديه دور في (الإعداد النفسي  طويل المدى) حيث الإعداد النفسي من النشء بهدف التوجيه والإرشاد لتنمية السمات الدافعية وتنمية القدرات والسمات الشخصية وتنمية المهارات النفسية مثل الاسترخاء والتركيز ولانتباه وحل مشكلات اللاعبين مع بعضهم والعمل على جعل الفريق والجهاز الفني والإداري أسرة واحدة.
وهناك أيضاً الإعداد النفسي قصير المدى وهو الإعداد النفسي المباشر للاعب قبل المباراة وأثناءها وبعدها حيث التحفيز وزيادة الدافعية وزيادة الثقة بالنفس والتخلي عن القلق والتوتر الزائد  والعصبية وتحويل هذا التوتر إلى حافز يدفعهم للإجادة وتحقيق البطولات ، وأيضاً متابعة المصابين في الفريق وتشجيعهم على العلاج والرجوع للملاعب مرة أخرى بدلاً من التفكير في الاعتزال وخاصة للاعب الذي تكون إصابته تتطلب وقت كبير في العلاج. فهناك كثير من المواهب سمعنا أنها تركت الملاعب بسبب ضيقهم ومللهم من الاستمرار في العلاج وهذا بسبب أنهم لم يجدوا من يحفزهم ويشجعهم على الاستمرار.


علينا الإعداد والتدريب النفسي والعقلي للاعبين بأسلوب تربوي يعتمد على المتابعة والملاحظة والتقويم المستمر يمكن تحديد نوعية اللاعب وما يحتاجه نفسيا وفكريا ليرتفع مستواه في الأداء بصفة عامة سواء بدنيا أو مهاريا.
تجدر الإشارة إلى انه عندما يكون الإعداد البدني والمهاري جيداً، فإنه يساعد بصورة أساسية في الإعداد الخططي التكتيكي وحسن تحرك اللاعبين في الملعب، وعلى ذلك فدور الإعداد والتدريب النفسي والعقلي مهم جدا كونه ينظم طاقات وقدرات واستعدادات اللاعب في الملعب بشكل يفرز اتزاناً وتحكماً وسيطرة على المشاعر خصوصاً في حالات التهديف والفوز وأيضا الخسارة أو التعادل لا سيما في المباريات الحساسة.

المصدر: بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 213/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
73 تصويتات / 5521 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,877,105

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters