في عالم الأعمال المتطور والديناميكي، يُعَد التخطيط الاستراتيجي أحد أهم الأدوات التي تمكّن المنظمات من تحقيق أهدافها والمحافظة على استدامتها في ظل التحديات المتزايدة. ويتنوع التخطيط الاستراتيجي ليناسب احتياجات وأهداف كل منظمة، مما أدى إلى ظهور مجموعة من الأنواع المتخصصة لهذا النوع من التخطيط. وسنتناول في هذه المقدمة نبذة عن أهم هذه الأنواع 

أنواع التخطيط الاستراتيجي.

1- التخطيط الاستراتيجي الكلي 

التخطيط الاستراتيجي الكلي يمثل العملية التي تركز على تحديد الأهداف والتوجهات الرئيسية للمنظمة في المستقبل. ويشمل هذا النوع من التخطيط النظر إلى الرؤية والمهمة العامة للمنظمة وتحديد الخطوات والاستراتيجيات الرئيسية التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف. ويمكن ربط التخطيط الاستراتيجي الكلي بضرورة تحسين جودة المنتجات أو الخدمات التي يقدمها المنظمة. فمثلاً إذا كانت منظمة تعمل في مجال الصناعة، يمكن للتخطيط الاستراتيجي الكلي أن يركز على تحسين جودة المنتجات والابتكار في عمليات الإنتاج لتلبية توقعات العملاء وزيادة رضاهم.

على سبيل المثال لنفترض أن شركة تصنيع سيارات تسعى إلى تحسين جودة منتجاتها وزيادة حصتها في السوق. وفي إطار التخطيط الاستراتيجي الكلي، يمكن للشركة وضع هدف رئيسي لتحسين جودة سياراتها وزيادة رضا العملاء. ولتحقيق هذا الهدف، يمكن للشركة تبني تقنيات الإنتاج المتطورة، وتحسين عمليات التفتيش ومراقبة الجودة، واستخدام مواد أفضل جودة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن توسيع البحث والتطوير لاستكشاف تقنيات جديدة تساهم في تحسين الأداء والكفاءة.

2- التخطيط الاستراتيجي لقطاع النشاط 

التخطيط الاستراتيجي لقطاع النشاط يشير إلى عملية وضع الأهداف والخطط لتحقيق النجاح في القطاع المحدد. ويشمل هذا التحليل الدقيق للبيئة المحيطة والمنافسين وتحديد الاستراتيجيات الملائمة لتحقيق التفوق التنافسي. على سبيل المثال، إذا كانت شركة تعمل في مجال صناعة الملابس وتخطط لتوسيع نشاطها في الأسواق الدولية، يجب عليها أن تؤكد على الجودة العالية للمنتجات وتلبية متطلبات الجودة المحلية والدولية. ويمكن أن يشمل ذلك تحسين عمليات الإنتاج، والتحقق المستمر من جودة المواد الخام، وضمان مطابقة المنتجات للمعايير الدولية. وهذا التركيز على الجودة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق سمعة جيدة في السوق ورضا العملاء، مما يسهم في نمو الشركة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

3- التخطيط الاستراتيجي الوظيفي 

التخطيط الاستراتيجي الوظيفي يركز على تحديد الأهداف والاستراتيجيات لكل وحدة أو قسم داخل المنظمة. ويشمل هذا النوع من التخطيط تحليل القدرات والموارد وتحديد كيفية تحقيق أهداف الجودة والكفاءة في الوظائف المحددة، وعند ربط التخطيط الاستراتيجي الوظيفي بالجودة، يتعين على كل وحدة أو قسم أن يضع أهدافًا محددة للجودة ويطبق معايير صارمة للأداء. ويمكن أن يشمل ذلك تحسين العمليات الداخلية، وتطوير مهارات الموظفين، وضمان تحقيق المعايير والمواصفات المطلوبة.

على سبيل المثال، إذا كان القسم المالي في منظمة يعمل على تحسين جودة الخدمات المالية التي يقدمها، يجب عليه وضع أهداف محددة لتحسين دقة التقارير المالية وتحسين وقت الاستجابة للاستفسارات المالية. ويمكن أن يشمل ذلك تدريب الموظفين على استخدام أحدث الأدوات المالية وتنفيذ عمليات مراقبة دقيقة للبيانات المالية. وهذه الجهود ترتبط بتحسين الجودة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقسم المالي.

4- التخطيط الاستراتيجي التشغيلي 

التخطيط الاستراتيجي التشغيلي يركز على التفاصيل اليومية والأنشطة الروتينية التي تحدث في المستوى التكتيكي داخل المنظمة. ويشمل هذا النوع من التخطيط تحديد كيفية تحقيق أهداف القسم أو الوحدة الفرعية على المدى القريب والمتوسط.

على سبيل المثال، في قسم الإنتاج في مصنع، يمكن أن يتضمن التخطيط الاستراتيجي التشغيلي تحديد كيفية زيادة إنتاجية الآلات بنسبة معينة خلال الأسبوع الحالي. ويمكن أن يشمل ذلك تحديد الجداول الزمنية للإنتاج وتوزيع الموارد بشكل فعال لضمان تحقيق هذه الزيادة في الإنتاجية. ويركز هذا التخطيط على التفاصيل الدقيقة للعمليات اليومية ويتضمن تحليلًا دقيقًا للمشكلات المحتملة واستراتيجيات الحل.