تتضمن واجبات القائد المبدع ما يلي:

<!--تحويل الأهداف إلى نتائج:

يعتبر تحويل الأهداف إلى نتائج من أهم مهام القائد المبدع، حيث يقوم بتطبيق الإبداع في عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنفيذ لتحقيق الأهداف بأفضل الطرق الممكنة. ولتحويل الأهداف إلى نتائج، يجب على القائد المبدع القيام بالأمور التالية:

<!--تحديد الأهداف بشكل واضح ومحدد: يجب أن تكون الأهداف محددة بشكل جيد ومرتبطة برؤية المؤسسة أو الفريق، ويجب تحديدها بشكل واضح لتحفيز الفريق على تحقيقها.

<!--التخطيط والتنظيم: يجب على القائد المبدع وضع خطط واستراتيجيات واضحة لتحقيق الأهداف المحددة، وتنظيم العمليات والمهام بشكل منهجي ومنظم لتحقيق الأهداف بأقل تكلفة ممكنة.

<!--توجيه الفريق: يجب على القائد المبدع توجيه الفريق وإعطائهم الإرشادات اللازمة لتحقيق الأهداف، وتحفيزهم وإلهامهم لتحقيق الأهداف بأفضل الطرق الممكنة.

<!--تنفيذ الخطط والاستراتيجيات: يجب على القائد المبدع التأكد من تنفيذ الخطط والاستراتيجيات بشكل فعال وفي الوقت المحدد، والتحقق من تحقيق الأهداف بشكل مستمر.

<!--التقييم والتحسين: يجب على القائد المبدع التقييم المستمر للعمليات والنتائج، وتحديد النواحي التي يمكن تحسينها وتطويرها لتحقيق الأهداف بشكل أفضل في المستقبل.

يجب على القائد المبدع أن يتمتع بالرؤية والإبداع في تحويل الأهداف إلى نتائج، وأن يكون قادراً على التعامل مع التحديات والعقبات التي قد تواجهه، وأن يكون لديه القدرة على تحفيز وتوجيه فريق العمل لتحقيق الأهداف المحددة. كما يجب عليه أن يتابع ويحلل البيانات والمؤشرات لتحديد أي تحسينات تحتاج إلى إجرائها، وأن يكون متاحاً للتعلم والتطوير المستمر لتحسين أدائه كقائد.

يعتبر ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت من أشهر القادة المبدعين في مجال التكنولوجيا، حيث يتميز بقدرته العالية على تحويل الأهداف إلى نتائج فعالة من خلال الابتكار والإدارة الفعالة للفرق والتركيز على الأهداف المحددة.

<!--تحفيز الأفراد لتحقيق الأهداف:

يعد تحفيز الأفراد لتحقيق الأهداف من الجوانب الهامة التي يتحلى بها القائد المبدع، حيث يسعى إلى تحقيق أفضل النتائج من خلال إلهام الفريق وتحفيزه لتحقيق الأهداف. ومن أهم الطرق التي يستخدمها القائد المبدع في تحفيز الأفراد على تحقيق الأهداف:

<!--التواصل الفعال: يجب على القائد المبدع التواصل بشكل فعال مع الفريق وتحديد الأهداف والتوجيهات بشكل واضح، وتوضيح أهمية الأهداف والفوائد التي ستحصل عليها الفريق في حال تحقيقها.

<!-- تقديم الدعم والإرشاد: يجب على القائد المبدع تقديم الدعم والإرشاد اللازم للفريق، وتوفير الموارد والأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف، وتحديد العقبات التي يمكن أن تعترض طريق الفريق وتقديم الحلول اللازمة لتجاوزها.

<!--تحفيز الإنجازات: يجب على القائد المبدع تحفيز الفريق وتقدير الإنجازات التي تحققها، وتحديد الأهداف الصغيرة التي يمكن تحقيقها بشكل مستمر وتحفيز الفريق على تحقيقها، وذلك يساعد على بناء الثقة بالنفس والرغبة في المزيد من الإنجازات.

<!--تشجيع الإبداع: يجب على القائد المبدع تشجيع الإبداع والابتكار في العمل، وإعطاء الفريق المرونة اللازمة لتحقيق الأهداف بأفضل الطرق الممكنة، وذلك يساعد على تحفيز الفريق وزيادة الإنتاجية وتحسين النتائج.

 بشكل عام، يجب على القائد المبدع التفاني في تحفيز الفريق وإلهامه بناء علاقات إيجابية معهم، وتوفير بيئة عمل محفزة ومريحة تشجع على التعاون والإبداع وتحقيق الأهداف بشكل أفضل. كما يجب على القائد المبدع أن يكون مثالاً حياً للفريق، وأن يتبع المعايير العالية في الأخلاق والتفاني في العمل، وهذا سيؤدي إلى تحفيز الفريق على العمل بجدية وتحقيق النجاحات.

<!--القدرة على التعامل مع المتغيرات والمؤثرات:

القائد المبدع هو الذي يمتلك القدرة على التعامل مع المتغيرات والمؤثرات التي قد تواجهه في مجال عمله، ويستطيع تحويل هذه المتغيرات والمؤثرات إلى فرص لتحقيق الأهداف بدلاً من عراقل تعيق تحقيقها. ومن أمثلة المتغيرات والمؤثرات التي يمكن أن تواجه القائد المبدع:

<!--التحديات الخارجية: مثل المنافسة الشديدة، أو التغيرات في السوق، أو التغيرات السياسية، أو الأزمات الاقتصادية، وغيرها من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مجال عمل القائد المبدع.

<!--التغيرات الداخلية: مثل التغيرات في الفريق، أو التغيرات في الموارد المتاحة، أو التغيرات في الهيكل التنظيمي، وغيرها من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مجال عمل القائد المبدع.

ولتحويل هذه المتغيرات والمؤثرات إلى فرص، يمكن للقائد المبدع اتباع بعض الإجراءات، ومن أمثلتها:

<!--تقييم الوضع: يجب على القائد المبدع تقييم الوضع بشكل دائم وتحديد المتغيرات والمؤثرات التي تؤثر على مجال عمله، وتحديد الفرص التي يمكن تحقيقها من خلال التعامل مع هذه المتغيرات والمؤثرات.

<!--التحليل والتخطيط: يجب على القائد المبدع التحليل والتخطيط بشكل دقيق لتحويل المتغيرات والمؤثرات إلى فرص، وتحديد الإجراءات المناسبة لتحقيق الأهداف.

<!--الإبداع والتفكير الخلاق: يجب على القائد المبدع الإبداع والتفكير الخلاق، والبحث عن حلول جديدة ومبتكرة للتعامل مع المتغيرات والمؤثرات وتحويلها إلى فرص. يمكن أن يستخدم القائد المبدع التكنولوجيا الحديثة والأساليب الجديدة لتحسين العمليات وزيادة الإنتاجية والربحية.

<!--العمل الجماعي: يجب على القائد المبدع أن يشجع العمل الجماعي وتحفيز الفريق للعمل معًا على تحويل المتغيرات والمؤثرات إلى فرص، ويمكن أن يستخدم أساليب العمل الجماعي مثل التفاعل والتشارك والتعاون لتحقيق أهداف الفريق وتحويل الصعوبات إلى فرص.

<!-- الابتكار والتطوير: يجب على القائد المبدع الاهتمام بالابتكار والتطوير المستمر للمنتجات والخدمات والعمليات، واستخدام الأفكار الجديدة والمبتكرة لتحويل المتغيرات والمؤثرات إلى فرص وتحقيق الأهداف.

<!--استشراق المستقبل:

القائد المبدع يهتم بالنظر إلى المستقبل بطريقة استراتيجية ويحاول فهم تغيرات البيئة والتوجهات المستقبلية للحصول على رؤية شاملة واضحة للمستقبل. وهذا ما يسمى بـ "استشراق المستقبل".

عندما يستشرق القائد المبدع المستقبل، فإنه يركز على الاتجاهات المستقبلية المحتملة في مجال عمله ويبتكر طرقًا جديدة للتعامل مع تلك الاتجاهات والتأكد من أن الشركة أو المؤسسة التي يتزعمها مستعدة لمواجهة التغيير.

يمكن للقائد المبدع أن يستشرق المستقبل عن طريق دراسة التوجهات السوقية وتحليل البيانات والتواصل مع العملاء والمنافسين والخبراء في مجاله. كما يمكنه استخدام الابتكار والإبداع لتحديث منتجاته وخدماته وإنتاج منتجات وخدمات جديدة لتلبية الاحتياجات المستقبلية المتوقعة.

على سبيل المثال، إذا كان القائد المبدع يتزعم شركة تقنية، فإنه يمكنه استشراق المستقبل عن طريق متابعة اتجاهات التكنولوجيا وتحديد التطورات المتوقعة في مجال التكنولوجيا. كما يمكنه أيضًا دراسة التوجهات الاجتماعية والتقنية للعملاء وتحليل بياناتهم لتحديد الاحتياجات القادمة وتقديم الحلول الجديدة.

ومن خلال استشراق المستقبل، يمكن للقائد المبدع أن يعيد تصميم الاستراتيجيات والخطط التي تتناسب مع المستقبل وتتيح للشركة أو المؤسسة النمو والتطور بشكل فعال. ويمكن أن يساعد استشراق المستقبل في تحديد الفرص المستقبلية والتحديات المحتملة وتطوير خطط العمل الملائمة لتلبية هذه الاحتياجات.

<!--إعداد جيل من القادة:

القائد المبدع هو الشخص الذي يعمل على إحداث التغيير والتطوير داخل المؤسسة، ويساعد على تحقيق الأهداف وتحسين أداء الفريق. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على القائد المبدع أن يعمل على إعداد جيل من القادة المبدعين الذين يتمتعون بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل على تحقيق الأهداف المحددة.

إعداد جيل من القادة المبدعين يتطلب القيام بالخطوات التالية:

<!--تحديد المهارات المطلوبة: يجب على القائد المبدع تحديد المهارات والقدرات التي يجب أن يتمتع بها القادة المبدعين، وذلك من خلال تحديد الصفات والمهارات التي يحتاجها الفريق لتحقيق الأهداف.

<!--توفير الدعم والتوجيه: يجب على القائد المبدع توفير الدعم والتوجيه للقادة المبدعين، وذلك عن طريق تزويدهم بالمعلومات والخبرات اللازمة للنجاح في العمل، وتوفير الموارد اللازمة للتدريب والتطوير.

<!--تحفيز الابتكار: يجب على القائد المبدع تحفيز الابتكار والإبداع داخل الفريق، وذلك من خلال توفير بيئة عمل تحفز على الابتكار والإبداع، وتشجيع الفريق على تقديم الأفكار الجديدة والمبتكرة.

<!--العمل على تنمية المهارات: يجب على القائد المبدع العمل على تنمية مهارات القادة المبدعين، وذلك من خلال توفير التدريب والتطوير المناسب، وتحفيز القادة المبدعين على تعلم المزيد من المهارات وتطوير قدراتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على القائد المبدع العمل على تحقيق ثقافة القيادة المبدعة داخل المؤسسة، وذلك من خلال تعزيز القيم والمبادئ التي تدعم هذه الثقافة، وتشجيع الموظفين على تبني هذه القيم والمبادئ في عملهم اليومي.

 يجب على القائد المبدع تقييم أداء القادة المبدعين بانتظام، وتوفير الدعم والتوجيه اللازم لتحسين أدائهم، وتوفير الفرص اللازمة لتقديم الملاحظات والتغذية الراجعة لتحسين أدائهم في المستقبل. وبهذه الطريقة، يمكن للقائد المبدع أن يضمن إعداد جيل من القادة المبدعين الذين يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة للعمل على تحقيق الأهداف والريادة في مجال عملهم. وبهذه الطريقة، يمكن للمؤسسة أن تحقق النمو والتطور والاستمرارية في السوق المحلي والعالمي.

<!--الجراءة في تبني الأفكار الجديدة:

القائد المبدع هو الشخص الذي يتمتع بالجرأة في تبني الأفكار الجديدة والمبتكرة، وهو مفتوح للتحديات والفرص الجديدة ويسعى دائماً لإحداث التغيير والتطوير داخل المؤسسة.

وتعتبر الجرأة في تبني الأفكار الجديدة من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد المبدع، حيث تمكّنه من ابتكار حلول جديدة للمشكلات الموجودة وتحقيق الأهداف بطرق جديدة ومبتكرة.

ولتبني الأفكار الجديدة بجرأة، يحتاج القائد المبدع إلى تطوير بعض المهارات والصفات مثل الثقة بالنفس والاستماع إلى الآخرين والقدرة على التعامل مع التغييرات والمخاطر بشكل إيجابي.

ومن أجل تطوير هذه المهارات، يمكن للقائد المبدع أن يتبع بعض الإجراءات مثل البحث والتعرف على الأفكار الجديدة والتواصل مع الخبراء والمبتكرين في مجاله، وتشجيع الفريق على تقديم الأفكار الجديدة وتبنيها بجرأة، وتقديم الدعم اللازم لتطبيق الأفكار الجديدة وتحقيق الأهداف.

ويجب على القائد المبدع أن يتذكر أن التغييرات والابتكارات الجديدة قد تواجه مقاومة من بعض الأفراد في المؤسسة، ويجب أن يكون لديه الصبر والقدرة على التواصل مع هؤلاء الأفراد وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق التغييرات المطلوبة بشكل فعال ومستدام.

بهذه الطريقة، يمكن للقائد المبدع تحقيق النجاح في تبني الأفكار الجديدة بجرأة وإحداث التغيير والتطوير داخل المؤسسية، وتحقيق النجاح والابتكار في مجال عمله. كما أن الجرأة في تبني الأفكار الجديدة تساعد القائد المبدع في الاستمرار في النمو والتطور وتحسين الأداء المؤسسي بشكل دائم.

فإن القائد المبدع الجريء يلهم الآخرين في المؤسسة ويشجعهم على التفكير بشكل مبتكر والمشاركة في عملية الابتكار وتحقيق الأهداف بطرق جديدة ومختلفة. وهذا يؤدي إلى تعزيز الروح الإيجابية في المؤسسة وزيادة الإنتاجية والفعالية.

يمكن القول، أن الجرأة في تبني الأفكار الجديدة هي صفة أساسية يجب أن يتمتع بها القائد المبدع، ويمكن تطويرها من خلال تنمية بعض المهارات والصفات اللازمة واتباع بعض الإجراءات المناسبة. ومن خلال تحقيق التغييرات والتطويرات المستمرة، يمكن للقائد المبدع تحقيق النجاح في مجال عمله وتحسين الأداء المؤسسي بشكل دائم.

المصدر: د. أحمد السيد كردي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,877,489

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters