1- قياس ومراقبة أداء الموردين وضمان جودة المنتجات والخدمات:
في عالم الأعمال المعاصر، تعتمد الشركات بشكل كبير على شبكة واسعة من الموردين للحصول على المواد والمكونات والخدمات التي تدعم أعمالها وتلبي احتياجات عملائها. وإن اختيار الموردين المناسبين وضمان جودة المنتجات والخدمات التي يقدمونها هو أمر بالغ الأهمية. وإذا لم تتم مراقبة وقياس أداء الموردين بشكل فعال، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على سلسلة التوريد وجودة المنتجات والخدمات النهائية.
<!--تحديد المعايير والمؤشرات:
تحديد المعايير والمؤشرات هو الخطوة الأولى لقياس ومراقبة أداء الموردين. على سبيل المثال، إذا كنت تتعامل مع موردين للمواد الخام، يمكن أن تشمل المعايير جودة المواد المستلمة، والامتثال للمواصفات الفنية، والتسليم في الوقت المحدد. وبالنسبة للخدمات، قد تشمل المعايير الاستجابة السريعة للطلبات، والجودة العالية في تقديم الخدمات، والحفاظ على مستوى عال من رضا العملاء.
<!--جمع البيانات:
تحتاج الشركة إلى جمع البيانات المتعلقة بأداء الموردين بشكل منتظم. ويمكن أن تكون هذه البيانات متعلقة بالشكاوى المستلمة من العملاء، والتقييمات الدورية لجودة المنتجات أو الخدمات المستلمة، والتسليم في الوقت المحدد مقارنة بالجداول الزمنية المحددة في العقود. فعلى سبيل المثال، يمكن جمع بيانات عن معدل العودة للمنتجات المعيبة أو معدل الشكاوى من العملاء بخصوص المنتجات أو الخدمات المقدمة.
<!--التقييم والمراقبة:
باستخدام البيانات المجمعة، يمكن إجراء تقييم دوري لأداء الموردين. كما يمكن أن يشمل التقييم فحصًا ميدانيًا لموقع المورد، ومراجعات دورية لجودة المنتجات أو الخدمات، واستبيانات تقييم من العملاء. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تشتري مكونات إلكترونية من مورد، يمكن أن تشمل المراجعة التفصيلية فحصًا للمنتجات للتأكد من أنها تتوافق مع المواصفات، وفحص لمعايير الإنتاج في المصنع.
<!--اتخاذ الإجراءات التصحيحية:
عند اكتشاف أي مشكلة في أداء المورد، يجب على الشركة اتخاذ إجراءات تصحيحية فورية لضمان تحسين الأداء والامتثال للمعايير المحددة. وهذه الإجراءات يجب أن تكون هادفة وفعّالة لمعالجة الجذر الرئيسي للمشكلة ومنع تكرارها في المستقبل. فعلى سبيل المثال، إذا كان المورد يواجه مشكلة في جودة المنتجات التي يقدمها، يمكن أن تشمل الإجراءات التصحيحية تقديم التدريب لفريق العمل في المورد لتحسين مهارات الإنتاج أو مراجعة وتحسين عمليات التفتيش ومراقبة الجودة.
<!--التواصل الفعّال:
التواصل المستمر مع الموردين أمر بالغ الأهمية لضمان تحسين الأداء والتفاعل الفعّال. ويمكن تحقيق ذلك من خلال عقد اجتماعات دورية مع الموردين لمناقشة الأداء والمشكلات المحتملة والبحث عن حلول مشتركة. وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام نظام لإدارة علاقات الموردين (SRM) لتسهيل التواصل وتبادل المعلومات بشكل فعّال. كمثال، إذا كان هناك تأخير في تسليم المنتجات، يمكن للشركة التواصل بشكل مباشر مع المورد لتحديد الأسباب والتعاون في وضع حلول لضمان التسليم في الوقت المناسب في المستقبل.
2- تحسين التعاون مع الموردين:
<!--توضيح توقعات الجودة والأداء:
تحديد توقعات الجودة والأداء يُعَدّ أمرًا حاسمًا في التعاون مع الموردين. وعندما تكون هناك توقعات واضحة، يمكن للموردين فهم ما يتوقعه العميل وبالتالي العمل بفعالية لتلبية هذه التوقعات. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تدير شركة تصنيع سيارات، يُتوقع من الموردين لكماليات الداخلية مثل المقاعد واللوحات الداخلية أن يوفروا مواد عالية الجودة والمتانة. ويجب تحديد معايير الجودة بوضوح، بما في ذلك الخامات والمكونات المستخدمة، والتحقق من أن المنتجات المُورَّدة تتوافق مع هذه المعايير.
<!--التعاون في التطوير المستمر:
التعاون المستمر مع الموردين يمثل أساسًا لتحقيق التحسين المستمر في الجودة والأداء. يُشجع عادة على تبادل المعلومات والخبرات بين الشركة والموردين. وفي الصناعة الملابس، يمكن تنظيم جلسات تدريب للعاملين في الشركة والموردين لنقل تقنيات الخياطة المتقدمة وتحسين جودة الخامات المستخدمة. وعمليات التعلم المتبادل والابتكار في العمليات يُمَكِّن من إيجاد طرق جديدة لتحسين الجودة وتحقيق كفاءة أكبر في سلسلة التوريد.
<!--التفاوض البناء:
عندما يتعين عليك التعامل مع مشكلات مع الموردين، يجب أن يكون التفاوض مبنيًا على الحقائق والبيانات. ويُشدد على أهمية جمع البيانات المحددة حول المشكلة الموجودة، سواء كانت ذلك تأخير في التسليم، جودة غير مرضية، أو أي مشكلة أخرى. ويجب أن تكون هذه البيانات قاعدة للتفاوض، حيث يمكن استخدامها لتوضيح القضية بوضوح أمام المورد والعمل معًا لإيجاد حلاً جادًا وفعالًا. ويتعين أيضًا أن يكون التفاوض بروح بناءة، حيث يُشجَّع على الابتكار والتعاون للتغلب على التحديات المشتركة.
<!--مشاركة الأهداف الاستراتيجية:
يمكن أن يكون التعاون مع الموردين في تحقيق أهداف الشركة الاستراتيجية مفيدًا للجميع. فبدلاً من أن تكون الشركة والموردان كيانين منفصلين، يمكن دمج الجهود لتحقيق نجاح مشترك. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الشركة تخطط لفتح أسواق جديدة، يمكن مشاركة هذه الرؤية مع الموردين ودعمهم بالموارد والدعم الفني اللازم للمساهمة في تحقيق هذه الهدف. ويمكن تحفيز الموردين بشكل إضافي من خلال تقديم مكافآت مالية أو مزايا إضافية عندما يلعبون دورًا فعّالًا في تحقيق نجاح الشركة، مما يزيد من الالتزام والتعاون بين الجانبين.
على سبيل المثال: شركة تصنيع سيارات ترغب في تحسين جودة المواد المستخدمة في الإطارات. وتشارك الشركة أهدافها الاستراتيجية مع موردي الإطارات وتعرض دعمًا فنيًا لتحسين عمليات الإنتاج. في المقابل، تمنح الشركة مكافآت إضافية للموردين الذين يحققون تحسنًا ملحوظًا في جودة الإطارات ويساهمون في تحسين أداء السيارات. وهذا التعاون المشترك يعزز من جودة السيارات المنتجة ويعمل على تحقيق رضا العملاء وزيادة مبيعات الشركة.