في عالم الأعمال الحديث، يعد التخطيط الاستراتيجي وإدارة الجودة الشاملة (TQM) من الأسس الرئيسية لنجاح المؤسسات. وتمثل هاتان العمليتان الإداريتان الهامتان أدوات حيوية للشركات والمؤسسات لتحقيق التفوق والاستدامة في سوق تنافسي يتطور باستمرار. والشكل التالي يوضح أبعاد التخطيط الاستراتيجي وإدارة الجودة الشاملة ونسلط الضوء على أهميتهما ودورهما في تحقيق النجاح المؤسسي

 

1- أبعاد إدارة الجود الشاملة:

<!--قناعة الإدارة العليا:

تمثل قناعة الإدارة العليا أحد أهم الأسس لنجاح التخطيط الاستراتيجي وإدارة الجودة الشاملة. إن تأييد القيادة العليا يمثل إشارة قوية إلى جميع أفراد المنظمة بأن التغييرات والتحسينات هي ضرورة للنمو والتفوق. وبفهم القيادة العليا لأهمية تطبيق المبادئ الأساسية للجودة والاستدامة، يمكنها إلهام باقي الفريق ودعمهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

<!--التركيز على الزبون:

تعني هذه النقطة أن الزبون يجب أن يكون في مركز الاهتمام والتفكير في جميع جوانب العمل. ويجب فهم احتياجات الزبون وتوقعاته والعمل بجد لتلبيتها بشكل جيد وفعال. ويمكن ذلك من خلال إجراء استبيانات الرضا العملاء وفهم تفصيلي لتجاربهم، مما يمكن المنظمة من تحسين الخدمات والمنتجات المقدمة.

<!--التحسين المستمر:

تشير هذه النقطة إلى أهمية الاستمرار في تحسين العمليات والأساليب وتطوير الجودة باستمرار. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال مراقبة الأداء المستمرة وتحليل البيانات وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. ويشمل ذلك تدريب الفريق على الأساليب والتقنيات الجديدة وتعزيز الابتكار في العمليات.

<!--اتخاذ القرارات بناءً على الحقائق:

يشير هذا الجانب إلى ضرورة استخدام البيانات والحقائق المتاحة لاتخاذ القرارات. ويجب أن تكون القرارات قائمة على الأدلة والبيانات المناسبة، وليس على الاستنتاجات العملية أو الاعتقادات الشخصية. إن استخدام الإحصائيات والمعلومات الدقيقة يمكن أن يقلل من الخطأ ويضمن أن القرارات تؤخذ بناءً على أساس علمي ومستند.

من خلال تكامل هذه الأبعاد في ثقافة المنظمة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين مستمر في الأداء وزيادة رضا العملاء، مما يعزز من تحقيق الأهداف والنجاح المستدام للمؤسسة.

2- أبعاد التخطيط الاستراتيجي.

<!--التحليل الاستراتيجي:

التحليل الاستراتيجي هو عملية دراسة وفحص محيط المنظمة ومواردها الداخلية لفهم التحديات والفرص المحتملة. ويشمل هذا البعد تقييم السوق ودراسة المنافسين، وفحص نقاط القوة والضعف الداخلية. وهدفه هو تحديد المناطق التي يمكن تحسينها والتركيز عليها في الخطة الاستراتيجية.

<!--الصياغة الاستراتيجية:

بعد إجراء التحليل الاستراتيجي، يأتي دور الصياغة الاستراتيجية، حيث يتم تحديد الأهداف والرؤية ووضع الاستراتيجيات لتحقيقها. ويشمل هذا البعد وضع خطط ومشاريع عمل تفصيلية تحدد الإجراءات والموارد المطلوبة لتحقيق الأهداف المحددة.

<!--التنفيذ الاستراتيجي:

بعد وضع الخطة الاستراتيجية، يأتي الخطوة التالية وهي التنفيذ الاستراتيجي، حيث يتم تنفيذ الخطط والمشاريع المحددة في الخطة الاستراتيجية. ويتطلب هذا البعد تخصيص الموارد اللازمة والتنسيق بين الفرق ومراقبة التقدم باتجاه تحقيق الأهداف المحددة.

<!--المتابعة والتقييم:

يشمل هذا البعد مراقبة وتقييم تنفيذ الخطة الاستراتيجية. ويجب أن يكون هناك نظام متابعة دقيق يقيم التقدم باتجاه الأهداف المحددة ويحدد ما إذا كانت الخطة تحقق النتائج المرجوة، وإذا لزم الأمر، يجب إجراء تعديلات وتعديل الخطة بناءً على التقييم لضمان استمرارية تحقيق الأهداف والتحسين المستمر.

المصدر: د. أحمد السيد كردي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,705,227

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters