تعدّ مؤسسات المجتمع المدني من العوامل الأساسية في تعزيز الديمقراطية والتنمية المستدامة، وهي تضمّ الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية والمؤسسات الدينية والنقابات والمجالس المحلية، وغيرها من الهيئات الأخرى التي تعمل على تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وثقافية وبيئية.
وفيما يلي أهم التصنيفات لمؤسسات المجتمع المدني:
<!--حسب التوجه
غالبًا ما يقدم هذا النوع من المؤسسات خدماته للمحرومين في كل دول العالم النامي والفقيرة ويوفر خدمات صحية وخدمات تنظيم الأسرة والخدمات التعليمية. ويتم تصميم البرامج بشكل مدروس ويشارك المتطوعين في تنفيذ ونجاح تلك البرامج، ويتميز هذا النوع من المؤسسات بالمشاركة، فقد يشارك السكان المحليون بالعقارات والأرض والأموال لدعم المؤسسة، وتبدأ المؤسسة نشاطها بعد فهم الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للناس.
<!--حسب النشاط
تنشأ المؤسسات المجتمعية من مبادرات الجماهير الخاصة ويمكن أن تكون مسئولة عن رفع مستوى الوعي لدى الفقراء ومساعدتهم على فهم حقوقهم، ومن الممكن أن تكون المؤسسات على مستوى المدينة الواحدة أو حسب الصناعة أو حسب التجارة أو حسب ائتلاف العمال أو حسب المجموعات العرقية أو حسب جمعيات مؤسسات المجتمع المدني أو حسب المجموعات التعليمية مثل مدرسة أو جامعة.
وتكون مؤسسات المجتمع المدني التابعة للدولة إما مؤسسات على مستوى الدولة الواحدة أو موجهه لمجموعة واحدة أو لمجموعة أنشطة حول العالم، وتعمل بعض مؤسسات المجتمع المدني تحت إشراف المؤسسات غير الحكومية الدولية.
وهناك إحدى عشرة مجموعة للنشاط، كل منها يضم مجالات فرعية، يمكن إيجازها على النحو التالي: (مجموعة الثقافة والترويح: وتشمل الثقافة والفنون والنوادي الرياضية والاجتماعية- مجموعة التعليم والبحث- مجموعة الصحة وتشمل المستشفيات والتأهيل والخدمات الصحية التي يقدمها القطاع- مجموعة الخدمات الاجتماعية والتي تتوجه إلى الأسرة والأطفال والشباب والمعاقين والمساعدة الذاتية والإغاثة والطوارئ- مجموعة البيئة- مجموعة التنمية والإسكان- مجموعة القانون والسياسة والدفاع- المجموعة الخيرية أو مؤسسات المساعدة الاجتماعية الخيرية التقليدية- أنشطة دولية- الدين- المؤسسات المهنية والاتحادات).
والمشكلة التي يمكن أن تواجهنا في التصنيف هي تعدد أنشطة الوحدة الواحدة أو المؤسسات الواحدة، وهي مشكلة مهمة في العالم العربي نتيجة غياب التخصص، فالمؤسسة قد تقوم بنشاط عريض في مجال الصحة، وكذلك في مجال الخدمات الاجتماعية.
-البنية الأساسية لمؤسسات المجتمع المدني
مؤسسات المجتمع المدني لها بنية مشتركة مع اختلاف بيني حسب اختصاصها لكنها تشـترك فـي الأجهزة التالية:
<!--الجمعية العامة
وهي الجهاز الرئيسي للمؤسسة ويحدد عدد الممثلين حسب القانون الأساسي ويظهر التوجهات السياسية العامة للمؤسسة، كما تقوم بتسطير النظام الـداخلي وتحـدد الأجهـزة والصلاحيات والقرارات كما تقوم بتغيير القانون الأساسي وتعقد دورات وتعتمد علـى التصـويت بالأغلبية.
<!--الجهاز التنفيذي
له سلطات واسعة كسلطة الرقابة على أنشطة المؤسسة، كما ينفذ القرارات ويقوم بتحضير قرارات الجمعية العامة واللجنة التنفيذية وتحضير التقارير، كمـا يتولى تنفيـذ القرارات الأمين العام للمؤسسة.
<!--رئيس المؤسسة
ينتخب من طرف الجمعية العامة يترأس الاجتماعات ويرتبط نشاطه بطـابع المؤسسة.
<!--الأجهزة الفرعية
لها مهام تقنية كإعداد البرامج من خلال لجان دراسة أو مجموعـة عمـل، حيث تعين الجمعية العامة هذه الأجهزة.
بالإضافة إلى بنية مؤسسات المجتمع المدني هناك نقطة أساسية وهي التمويل حيث يوجد مصـدرين للتمويل.
<!--مصادر التمويل الخاصة
وهي خارج الإطـار الحكـومي كالاشـتراكات السـنوية للأعضاء حيث تمثل أكثر من 60 % من ميزانية المؤسسة، كما يتم جمعها من خـلال حملات التبرع وجمع الأموال حيث يرتبط بشفافية المؤسسة ونشاطها.
<!--مصادر التمويل العامة
مصدرها حكومات الدول أو المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لقد سهّلت العولمة إنشاء الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني؛ إذ أصبح عددها يفوق الألفي جمعيّة ومُنظّمة، ومن الجدير ذكره أنّ معظم هذه المؤسسات لها أفرع في معظم دول العالم ترتبط مع بعضها البعض بالهدف الذي تسعى لتحقيقه، ويكون لهذه المؤسسة دوماً مقرّ رئيسيّ في إحدى الدُول.
وقد تفرض سياسات بعض الدول قيوداً على هذه المؤسسات من حيث إصدار التراخيص وما شابه وهذا لأنّ مؤسسات المجتمع المدني غالباً ما تُعارض سياسات الدول، الأمر الذي لا تتقبله العديد من الدول وتُحاول الحدّ من نشاطها، ولكن وجود أفرع لنفس المؤسسة في دول أُخرى قد يُحقق الغاية من إنشاء المؤسسة؛ حيث من المُمكن أن تكون المؤسسة خاصّة بتقديم الخدمات مثل الخدمات الطبيّة، أو أن يكون هدفها خيريّاً من خلال توفير بعض الأغراض الأساسية للمحتاجين، أو قد تكون منظمة تهدف إلى إشراك بعض أفراد المجتمع بغيرهم مثل المؤسسات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصّة، وغيرها العديد من الأمثلة.