مراحل بحوث التسويق.

المرحلة الأولى: تحديد المشكلة:

تعريف المشكلة:

تعريف المشكلة في بحوث التسويق يتمثل في التحدي الذي يواجهه الباحث أو المدير التسويقي في تحديد المشكلة الحالية التي يحتاج إلى حلها. ويعد تحديد المشكلة الصحيحة هو الخطوة الأولى والأهم في عملية البحث التسويقي، حيث يساعد على تحديد المنهجية المناسبة وتحديد الأساليب والتقنيات المناسبة لجمع البيانات وتحليلها وتوصيل النتائج.

ويمكن أن تكون المشكلة في بحوث التسويق متعلقة بتقييم المنتجات أو الخدمات المقدمة، أو تحديد الاحتياجات والرغبات والسلوكيات الشرائية للعملاء، أو تحليل المنافسة وتقييم السوق، أو تحديد أفضل القنوات التسويقية والإعلانية، وغيرها من المسائل المتعلقة بالتسويق. ويتم تحديد المشكلة عادة عن طريق تحليل البيانات والمعلومات المتاحة، ومناقشة الفريق المعني في المؤسسة أو الشركة، والتحدث إلى العملاء والمستهلكين، واستخدام الأساليب الإحصائية والأدوات الأخرى المتاحة لجمع البيانات وتحليلها.

إن عملية تحديد المشكلة في بحوث التسويق تعد خطوة حرجة، حيث أنه إذا لم يتم تحديد المشكلة بشكل صحيح، فإن النتائج المستخلصة من البحث اللاحق قد تكون غير دقيقة ولا تلبي الاحتياجات المطلوبة. وبالتالي، يجب على الباحث أو المدير التسويقي أن يقوم بتحديد المشكلة بشكل دقيق ومحدد، وذلك عن طريق التحدث مع العملاء والمستهلكين والموظفين والشركاء، وفحص البيانات المتاحة وتحليلها بدقة.

وعند تحديد المشكلة، يجب أن تكون صياغتها واضحة ومحددة بشكل جيد، ويجب تحديد الأسباب وراء هذه المشكلة وتحليلها بدقة، وذلك من خلال استخدام الأساليب والتقنيات المناسبة، مثل الاستبيانات والمقابلات الشخصية ومجموعات المناقشة وغيرها. ويجب على الباحث أو المدير التسويقي أن يكون لديه فهم جيد لسوق المنتجات أو الخدمات المقدمة، وللعملاء والمستهلكين والمنافسين والاتجاهات الحالية في السوق، وذلك لتحديد المشكلة بشكل دقيق وتقديم حلول فعالة للمشكلة وتتطلب عملية تحديد المشكلة في بحوث التسويق دراسة شاملة ودقيقة للسوق والمستهلكين والمنافسين والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتعلقة بالمنتج أو الخدمة المراد دراستها. ويمكن أن تظهر المشكلات في عدة مجالات مثل ضعف المبيعات، أو عدم وجود تفاعل كافٍ من العملاء، أو تراجع في حصة السوق، أو ارتفاع في تكاليف التسويق والإعلان.

ومن خلال تحليل هذه المشكلات وتحديد أسبابها، يمكن للباحثين في التسويق تصميم دراسات بحثية تستخدم أدوات بحثية مختلفة لجمع البيانات وتحليلها، ومن ثم التوصل إلى حلول مبتكرة تساعد في تحسين أداء المنتج أو الخدمة وزيادة رضا العملاء وتحقيق الأهداف التسويقية.

يمكن أن تشمل عملية تحديد المشكلة في بحوث التسويق أيضًا البحث عن الفرص الجديدة في السوق، مثل تطوير منتج جديد أو استهداف فئة عملاء جديدة. ويمكن أن يساعد تحديد المشكلة في تحديد الأهداف الرئيسية للبحث وتصميم منهجية البحث اللازمة للوصول إلى النتائج المرجوة. وبشكل عام، فإن تحديد المشكلة في بحوث التسويق يعد خطوة حاسمة في عملية البحث، حيث تساعد على تحديد نطاق الدراسة وتحديد الفرضيات والأهداف وتوجيه اهتمامات الباحثين إلى المواضيع الأكثر أهمية وإلى العوامل التي تؤثر على أداء المنتج أو الخدمة المراد دراستها.

أسباب حدوث المشكلة في بحوث التسويق:

يمكن أن تكون هناك عدة أسباب لحدوث المشكلات في بحوث التسويق، منها

1- عدم وجود بيانات كافية: قد يواجه الباحثون صعوبة في جمع البيانات اللازمة لإجراء الدراسة بشكل كافٍ، مما يؤثر على جودة بحوث التسويق ودقتها. يمثل عدم وجود بيانات كافية أحد التحديات الأساسية التي يواجهها الباحثون في العلوم والبحث العلمي. ويعني هذا أن الباحث قد لا يتمكن من الحصول على البيانات اللازمة لإجراء دراسة كاملة ودقيقة بسبب عدم توفر البيانات بشكل كافٍ أو بسبب عدم توفرها على النحو المطلوب. ويمكن أن يكون لهذه المشكلة العديد من الأسباب، ومنها:

<!--عدم توفر بيانات كافية: في بعض الأحيان، يكون من الصعب جدًا الحصول على العدد الكافي من البيانات التي يحتاجها الباحث لإجراء دراسة كاملة ودقيقة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الباحث يدرس تأثير العمر على الأداء الذهني، قد يحتاج إلى مئات أو حتى آلاف الأفراد من مختلف الأعمار للحصول على بيانات كافية وممثلة.

<!--صعوبة الوصول إلى البيانات: في بعض الحالات، قد يكون من الصعب الحصول على البيانات اللازمة لإجراء دراسة، سواء بسبب صعوبة الوصول إلى المجموعات المستهدفة أو بسبب صعوبة الحصول على المعلومات اللازمة من مصادر خارجية، مثل قواعد البيانات الحكومية أو الأرشيفات الرقمية.

<!--عدم وجود البيانات بالصيغة الصحيحة: في بعض الحالات، قد يتوفر الكم الكافي من البيانات، ولكنه قد يكون غير مهيأ للاستخدام بسبب عدم توافق صيغة البيانات المتاحة مع متطلبات البحث. فعلى سبيل المثال، إذا كان الباحث يريد تحليل البيانات باستخدام برنامج إحصائي معين، فقد يحتاج إلى تحويل البيانات المتوفرة

<!--قد يواجه الباحث صعوبة في إثبات فرضيات البحث: إذا لم يكن لدى الباحث بيانات كافية لدعم فرضيات البحث، فإنه يمكن أن يجد صعوبة في إثبات صحة الفرضيات وفي تقديم استنتاجات دقيقة.

<!--قد يؤدي الاعتماد على بيانات غير كافية إلى انحراف النتائج: إذا كانت البيانات المتاحة غير كافية أو غير ممثلة للسكان المستهدف، فقد يؤدي ذلك إلى انحراف النتائج وتوصيات غير دقيقة.

<!--يمكن أن يؤدي عدم توافر البيانات المطلوبة إلى تأجيل أو إلغاء الدراسة: إذا لم يتمكن الباحث من جمع البيانات اللازمة، فقد يضطر إلى تأجيل أو إلغاء الدراسة، مما يؤدي إلى تأخر الأبحاث في هذا المجال.

<!--يمكن أن يؤثر عدم وجود بيانات كافية على فرص الحصول على التمويل: قد تحتاج بعض الدراسات إلى تمويل من المنظمات أو المؤسسات، وإذا لم يكن لدى الباحث بيانات كافية لإثبات فرضيات الدراسة، فقد يتم رفض طلب التمويل.

بشكل عام، يمكن أن يؤدي عدم وجود بيانات كافية إلى تحديات كبيرة في إجراء البحوث، ويتطلب من الباحثين العمل على تجاوز هذه التحديات عن طريق البحث عن طرق جديدة لجمع البيانات، أو تحليل البيانات المتاحة بطرق مختلفة، أو التعاون مع الجهات الأخرى للحصول على البيانات المطلوبة.

2- عدم تحديد الأهداف الصحيحة: إذا لم يتم تحديد الأهداف الصحيحة للبحث، فقد يؤدي ذلك إلى تحليل البيانات بشكل غير دقيق وإنتاج نتائج غير دقيقة أو غير مفيدة. فعندما يتم البحث عن موضوع معين، من المهم جدًا تحديد الأهداف الصحيحة للبحث وذلك لأنها تساعد في توجيه العملية البحثية وجعلها أكثر فعالية. وإذا لم يتم تحديد الأهداف الصحيحة، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات والتحديات، ومن أهم هذه المشكلات:

<!--تحليل البيانات بشكل غير دقيق: عندما لا يكون هناك هدف واضح للبحث، فإن المعلومات المتاحة قد لا تكون كافية أو غير ملائمة للتحليل بشكل دقيق، وقد يتم تفسيرها بطريقة غير صحيحة. وبالتالي، فإن النتائج التي تم الوصول إليها قد تكون غير موثوقة وغير دقيقة.

<!--إنتاج نتائج غير مفيدة: إذا كان هدف البحث غير واضح، فقد يؤدي ذلك إلى إنتاج نتائج غير مفيدة، حيث قد يتم الحصول على معلومات لا تتناسب مع الأهداف التي تم تحديدها. وبالتالي، فإن النتائج التي يتم الوصول إليها لن تكون ذات فائدة كبيرة للباحث أو للمجتمع بشكل عام.

<!--إضاعة الوقت والجهد: إذا لم يكن هناك هدف واضح للبحث، فقد يتم إضاعة الوقت والجهد في جمع المعلومات وتحليلها بشكل غير ملائم، وهذا يؤدي إلى تأخر النتائج وقد يؤثر على الفرص التي يمكن الحصول عليها.

<!--تكرار البحث: قد يؤدي عدم تحديد الأهداف الصحيحة إلى إجراء بحث مكرر عن نفس الموضوع، حيث يمكن أن يكون البحث الأول غير مجدي أو غير ملائم لأن الأهداف لم تتم تحديدها بشكل صحيح، ولذلك يتعين إعادة البحث من جديد. وهذا يؤدي إلى تضييع المزيد من الوقت والجهد وقد يسبب إحباطًا للباحث.

بالإضافة إلى ذلك، عدم تحديد الأهداف الصحيحة يمكن أن يؤثر على العملية الكلية للبحث، حيث يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على توجيه البحث وتحديد المتغيرات المرتبطة بالموضوع الذي يتم البحث عنه بشكل صحيح. وبالتالي، يمكن أن يؤثر هذا على جودة الأسئلة التي يتم طرحها وعلى النتائج التي يتم الوصول إليها.

لذلك، يجب تحديد الأهداف الصحيحة للبحث بشكل واضح ودقيق وقبل البدء في العملية البحثية، وتأكد من أن هذه الأهداف تتوافق مع الموضوع الذي يتم البحث عنه ومع المجال الذي يتم العمل به. وبهذه الطريقة، يمكن ضمان الحصول على نتائج دقيقة ومفيدة وتوجيه العملية البحثية بشكل فعال.

3- تصميم الدراسة بشكل غير صحيح: إذا لم يتم تصميم الدراسة بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة الباحثين على الحصول على البيانات اللازمة أو عدم قدرتهم على تحليل البيانات بشكل صحيح. إن تصميم الدراسة هو عملية مهمة وحاسمة في البحث العلمي، حيث يتم تحديد الأهداف والفرضيات والأساليب اللازمة لجمع وتحليل البيانات. وإذا لم يتم تصميم الدراسة بشكل صحيح، فإن هذا سوف يؤثر على جودة البيانات والنتائج التي تحصل عليها الدراسة.

من أهم الأخطاء التي يمكن أن تحدث في تصميم الدراسة هي عدم تحديد أهداف الدراسة بشكل واضح ودقيق. وإذا لم يتم تحديد الأهداف بشكل صحيح، فمن المحتمل أن تحصل على بيانات غير دقيقة أو غير مفيدة، وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرتك على الرد على الأسئلة التي تم طرحها في الدراسة.

كما يجب أيضاً على الباحثين تحديد المتغيرات التي سيتم قياسها وجمع البيانات حولها. وإذا لم يتم تحديد المتغيرات بشكل صحيح، فمن المحتمل أن تفقد الدراسة مصداقيتها ودقتها. ويجب أيضاً أن يتم تحديد العينة التي سيتم دراستها بدقة، وإلا فإن النتائج التي تحصل عليها قد لا تكون تمثيلية للمجتمع الذي تريد دراسته.

يجب أيضاً على الباحثين أن يحددوا الأدوات التي سيستخدمونها لجمع البيانات بدقة وموثوقية. وإذا لم تكن الأدوات دقيقة أو لم يتم استخدامها بشكل صحيح، فإن ذلك سيؤثر على جودة البيانات التي يتم جمعها. وأخيراً، يجب على الباحثين أن يتأكدوا من صحة وموثوقية التحليلات الإحصائية التي يستخدمون وإذا لم يتم تحليل البيانات بشكل صحيح، فإن النتائج التي يتم الحصول عليها قد تكون غير دقيقة أو غير موثوقة، مما يعرض صحة الدراسة للخطر.

بشكل عام، يمكن القول إن تصميم الدراسة هو عملية حيوية للغاية في البحث العلمي، حيث يتم تحديد كيفية جمع وتحليل البيانات. وإذا لم يتم تصميم الدراسة بشكل صحيح، فإن ذلك سيؤدي إلى تحصيل بيانات غير دقيقة أو موثوقة، مما يمكن أن يعرض صحة الدراسة ونتائجها للخطر. لذلك، يجب على الباحثين الاستثمار الوقت والجهد اللازمين لتصميم دراسة جيدة ودقيقة قبل البدء في جمع البيانات وتحليلها.

4- تأثر البيانات بالتحيز: إذا لم تتم معالجة التحيزات الموجودة في البيانات، فقد يؤدي ذلك إلى تحليل البيانات بشكل غير دقيق. فالتحيز هو عبارة عن انحياز أو تفضيل معين نحو فئة أو مجموعة معينة من الناس أو الأشياء، ويمكن أن يتأثر البيانات بالتحيزات الموجودة في المصادر المختلفة، مثل العينات التي تم جمعها أو الخوارزميات المستخدمة في تحليل البيانات.

عندما تكون البيانات متحيزة، فإنها قد تعطي تحليلات خاطئة أو غير دقيقة. على سبيل المثال، إذا كانت عينة البيانات التي تم جمعها تمثل فئة معينة من الأشخاص أكثر من الفئات الأخرى، فإن النتائج التي يتم الوصول إليها قد لا تكون تمثيلًا دقيقًا للواقع.

ولحل هذه المشكلة، يمكن تحسين دقة التحليلات عن طريق معالجة التحيزات الموجودة في البيانات. يمكن القيام بذلك بطرق مختلفة، مثل جمع عينات بيانات متنوعة وتمثل جميع الفئات بشكل متساوٍ، أو استخدام خوارزميات تحليلية تتمتع بالتنوع والموضوعية وتقليل الانحياز المحتمل في النتائج. كما يمكن إجراء عمليات تحليل متعددة للبيانات باستخدام طرق مختلفة للتأكد من صحة النتائج.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تطبيق أساليب إحصائية مثل التعديل للتحكم في التحيزات الموجودة في البيانات. على سبيل المثال، يمكن استخدام التحليل التنبؤي المتعدد لتعديل البيانات وإصلاح التحيزات الموجودة، وبالتالي الحصول على توقعات أكثر دقة.

كما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية، لتدريب النظم الحاسوبية على تجنب التحيزات الموجودة في البيانات. وبالتالي، يتم تحقيق تحليلات أكثر دقة وموضوعية. ويجب على المحللين والمتخصصين في البيانات العمل على معالجة التحيزات الموجودة في البيانات والحرص على تمثيل جميع الفئات والمجموعات بشكل متساوٍ في العينات المختلفة. وذلك من أجل الحصول على تحليلات دقيقة وموضوعية والاستفادة من البيانات بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أيضًا تطوير سياسات وإجراءات تساعد على معالجة التحيزات الموجودة في البيانات. ويمكن تحديد مبادئ وقواعد لجمع البيانات واختيار العينات وتحليل البيانات، والتأكد من أنها تتوافق مع معايير العدالة والموضوعية والتنوع. كما يمكن إعداد دلائل وإرشادات للمحللين والمتخصصين في البيانات للمساعدة في تحديد وتقييم التحيزات المحتملة في البيانات وتدابير معالجتها. ويمكن توفير تدريب وتعليم للعاملين في هذا المجال حول كيفية التعامل مع التحيزات الموجودة في البيانات وتحسين دقة التحليلات.

لذا يجب على المتخصصين في البيانات أن يكونوا مدركين لأهمية معالجة التحيزات الموجودة في البيانات وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة لتحقيق تحليلات دقيقة وموضوعية. وبهذه الطريقة، يمكن الاستفادة من البيانات بشكل أفضل وتحقيق نتائج أكثر دقة وفعالية.

5- تغيير الظروف في السوق: يمكن أن تتغير الظروف في السوق بشكل سريع، مما يؤثر على نتائج البحث ويجعلها غير دقيقة. تُعدّ الظروف الاقتصادية والسوقية متغيرًا مهمًا ومتسارعًا يؤثر على نتائج البحث ويجعلها غير دقيقة. فالسوق هي بيئة ديناميكية تتأثر بعوامل عديدة مثل الأحداث السياسية والاجتماعية والتكنولوجية والطبيعية والاقتصادية وغيرها. وتتفاوت تأثير هذه العوامل على السوق بحسب قوتها ونوعيتها واتجاهها ومدى تأثيرها الزمني، وهذا يتطلب من المستثمرين والباحثين عن البيانات والمعلومات تحديث معارفهم بشكل دوري ومستمر.

على سبيل المثال، يمكن أن يتغير سعر الصرف بشكل كبير في وقت قصير، وذلك بسبب عوامل عديدة مثل تغير السياسة النقدية للحكومة أو تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد أو التغيرات في الأسواق العالمية. وهذا التغير المفاجئ في سعر الصرف يمكن أن يؤثر على دقة نتائج البحث التي تم الاعتماد عليها في تحليل البيانات المالية أو في تخطيط الاستثمارات.

كذلك، يمكن أن يحدث تغير مفاجئ في الطلب على منتج ما، وهذا التغير يمكن أن يرتبط بعوامل مثل التغيرات في الاتجاهات الاجتماعية والتكنولوجية أو الأحداث العالمية. ويمكن أن يؤدي هذا التغير المفاجئ في الطلب إلى تغييرات في أسعار المنتجات وفي استراتيجيات التسويق وفي قرارات الاستثمار.

بشكل عام، يجب على المستثمرين والباحثين الاعتماد على أدوات وتقنيات متطورة لجمع البيانات وتحليلها بشكل دوري ومستمر، ومراجعة البيانات وتحليلها بشكل دوري ومستمر، ومراجعة تحليلاتهم وتحديثها بشكل منتظم بحيث تكون دقيقة ومنطلقة من واقع الظروف الحالية في السوق. كما يجب على المستثمرين والباحثين الانتباه إلى التغييرات المفاجئة في السوق ومتابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية بشكل منتظم لتحديث استراتيجياتهم واتخاذ القرارات الصحيحة. ويمكن استخدام التحليل الفني والتحليل الأساسي وغيرها من الأدوات والتقنيات للتنبؤ باتجاهات السوق وتحديد المخاطر المحتملة، وذلك من أجل اتخاذ القرارات الأفضل للمستثمرين.

وعليه فإن تحديث المعرفة والمهارات والاستمرارية في المتابعة هي الطريقة الأكثر فاعلية للتعامل مع تغيرات الظروف في السوق وتحقيق النجاح في عالم الاستثمار.

فمثلاً: لنفترض أن المستثمر يقرر استثمار مبلغ من المال في الأسهم في قطاع التكنولوجيا، ويختار مجموعة من الأسهم بناءً على تحليلاته واستراتيجيته. وبعد فترة من الوقت، تقوم إحدى الشركات المدرجة في قائمة الأسهم التي اشتراها المستثمر بإصدار إعلان يفيد بأن الشركة ستتعرض لمشاكل في التصنيع وتقليص الإنتاج بسبب نقص في الخامات. وهذا التطور الغير متوقع قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم وتأثير سلبي على أداء المحفظة.

وفي مثال آخر، إذا كان لدى شركة أسهم في صناعة الطاقة وتعتمد على النفط كمصدر أساسي للطاقة، فإن تقلبات أسعار النفط في السوق العالمية ستؤثر على أدائها. وإذا ارتفعت أسعار النفط بشكل مفاجئ، فقد يتحسن أداء الشركة وتتحسن قيمة أسهمها، بينما إذا انخفضت أسعار النفط فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الأسهم وخسائر للمستثمرين.

هذه الأمثلة توضح كيف يمكن للتغيرات المفاجئة في الظروف الاقتصادية والسياسية والبيئية أن تؤثر على أداء الأسهم ومحفظة المستثمر، ولذلك فإن التحليل الدوري والتحديث المستمر للاستراتيجيات يلعبان دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح في عالم الاستثمار.

أعلى النموذج

6- عدم توفر الموارد الكافية: إذا لم تتوفر الموارد الكافية لإجراء البحث، فقد يؤدي ذلك إلى تحليل البيانات بشكل غير كافٍ أو غير دقيق. وعدم توفر الموارد الكافية يعد عائقًا رئيسيًا في عملية إجراء البحث، حيث يمكن أن يؤدي هذا العائق إلى تحليل البيانات بشكل غير كافي أو غير دقيق، مما يؤثر على جودة النتائج النهائية. ويمكن أن تكون الموارد غير كافية في العديد من المجالات، مثل البيانات المتاحة، والمعدات، والموارد المالية، والمهارات والخبرات اللازمة لإجراء البحث.

من أمثلة عدم توفر الموارد الكافية يمكن ذكر ما يلي:

  • نقص في عدد العينات: يمكن أن يؤدي عدم توفر عدد كافٍ من العينات في الدراسة إلى صعوبة في تمثيل السكان المستهدف، وبالتالي قد يكون من الصعب الوصول إلى نتائج دقيقة وموثوقة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت دراسة تريد تحليل نتائج مسح للرأي وعدد الأشخاص المشاركين في المسح قليل جدًا، فقد يكون من الصعب الحصول على نتائج دقيقة وممثلة للرأي العام.
  • قلة الموارد المالية: يمكن أن تؤدي قلة الموارد المالية إلى صعوبة في الحصول على المعدات والأدوات اللازمة لإجراء البحث. فعلى سبيل المثال، إذا كان الباحث يريد تحليل عينات من الماء لفحص جودتها، قد يحتاج إلى استخدام أدوات ومعدات متخصصة لذلك، وإذا لم يكن لديه الموارد المالية الكافية لشراء هذه المعدات، فقد يصعب عليه إجراء البحث بشكل دقيق.
  • قلة الخبرات والمهارات: يمكن أن تؤدي قلة الخبرات والمهارات إلى صعوبة في تحليل البيانات بشكل دقيق. على سبيل المثال:

إذا كان الباحث غير متخصص في تحليل البيانات الإحصائية، فقد يجد صعوبة في فهم النتائج وتحليلها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تحليل البيانات بشكل غير دقيق. كذلك، إذا كان الباحث يحتاج إلى تقنيات متقدمة لتحليل البيانات، فقد يكون من الصعب الحصول على هذه التقنيات في حالة عدم توفر الموارد المالية الكافية لشرائها أو إذا كان الباحث ليس لديه الخبرة الكافية لاستخدامها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب عدم توفر الموارد الكافية في تأجيل البحث أو إلغائه بشكل كامل، مما يؤدي إلى فقدان الوقت والموارد التي تم استثمارها في البحث. ولذلك، فإن توفر الموارد الكافية يعد عاملًا مهمًا لضمان جودة البحث ودقته، ولتحقيق أهداف البحث بشكل كامل.

7- عدم تفهم الباحثين للموضوع: إذا لم يتم فهم الموضوع بشكل صحيح من قبل الباحثين، فقد يؤدي ذلك إلى تحليل البيانات بشكل غير دقيق أو تحديد أهداف غير صحيحة للدراسة. وإذا لم يتم فهم الموضوع بشكل صحيح من قبل الباحثين، فقد يؤدي ذلك إلى تحليل البيانات بشكل غير دقيق وتحديد أهداف غير صحيحة للدراسة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى توصلات خاطئة وتحليلات مفادها أن النتائج تفتقر للموثوقية والصدق.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي عدم فهم الموضوع بشكل صحيح إلى تحديد أسئلة البحث بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى إهدار الموارد والجهد في جمع البيانات غير الضرورية، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى عدم الحصول على النتائج المرجوة.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي عدم فهم الموضوع بشكل صحيح إلى إخفاء الأدلة المهمة التي يمكن أن تؤثر في النتائج النهائية للدراسة. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحثون بتحليل بيانات تجريبية بشكل غير دقيق بسبب عدم فهمهم للطريقة التي تم جمع البيانات، مما يؤدي إلى توصلات خاطئة. وبما أن الدراسات العلمية تعتمد على الدقة والموثوقية في النتائج، فإن عدم فهم الموضوع بشكل صحيح من قبل الباحثين يعد عاملاً مهماً في ضعف الدراسات وعدم قدرتها على إثبات فرضياتها بشكل صحيح.

لذلك، يجب على الباحثين أن يفهموا الموضوع بشكل صحيح وأن يحددوا بدقة أهداف الدراسة والأسئلة المطروحة، والتأكد من جودة البيانات التي يستخدمونها في دراستهم، وأن يقوموا بتحليل البيانات بطريقة صحيحة وموثوقة

كيف يمكن تحديد مشكلة البحث التسويقي:

يمكن تحديد مشكلة البحث التسويقي باستخدام الخطوات التالية

1- تحديد المجال التسويقي: يجب تحديد المجال التسويقي الذي ترغب في البحث عنه. فعلى سبيل المثال، يمكن تحديد المنتجات أو الخدمات التي تريد تسويقها، أو الفئة العمرية التي تهتم بها الشركة، أو الأسواق التي تريد دخولها.

2- تحديد المشكلة: يجب تحديد المشكلة التي ترغب في حلها بواسطة البحث التسويقي. ويمكن أن تكون المشكلة، على سبيل المثال، اكتشاف الاحتياجات والرغبات للعملاء، أو تقييم تأثير حملة تسويقية سابقة، أو تحديد أفضل طريقة للوصول إلى العملاء الجدد.

3- تحديد الأهداف: يجب تحديد الأهداف الرئيسية للبحث التسويقي. ويمكن أن تكون الأهداف، على سبيل المثال، تحسين معدل البيع، أو زيادة المبيعات، أو تحسين الوعي بالعلامة التجارية.

4- تحديد الأسئلة البحثية: يجب تحديد الأسئلة التي تريد الإجابة عليها من خلال البحث التسويقي. ويمكن أن تكون الأسئلة، على سبيل المثال، ما هي الرغبات والاحتياجات الحالية للعملاء؟، أو كيف يمكن تحسين حملة التسويق الحالية؟، أو ما هي أفضل القنوات للوصول إلى العملاء الجدد؟

5- تحديد المنهج البحثي: يجب تحديد المنهج الذي ستتبعه في البحث التسويقي. ويمكن أن يكون المنهج، على سبيل المثال، الاستبيانات، أو المقابلات الشخصية، أو دراسة الحالات، أو البحث الجماعي.

باستخدام هذه الخطوات، يمكن تحديد مشكلة البحث التسويقي بشكل دقيق ومحدد. يجب أن تكون المشكلة والأسئلة البحثية واضحة ومحددة بشكل جيد، لتسهيل عملية جمع البيانات وتحليلها بشكل فعال. وبعد تحديد مشكلة البحث، يمكن بناء خطة البحث التسويقي وتحديد الإجراءات اللازمة لجمع البيانات وتحليلها وتقديم النتائج بشكل مناسب. ويتطلب ذلك اختيار المنهج البحثي المناسب، واستخدام الأدوات والتقنيات اللازمة لجمع البيانات بشكل دقيق وموثوق، وتحليلها باستخدام الأساليب والتقنيات الإحصائية المناسبة.

لتوضيح الموضوع، يمكن إعطاء مثالٍ على تحديد مشكلة البحث التسويقي.

لنفترض أن شركة ما تواجه مشكلة في تسويق منتجها الجديد، وترغب في تحديد سبب عدم نجاح الحملة التسويقية التي قامت بها. وفي هذه الحالة، يمكن تحديد مشكلة البحث على النحو التالي:

<!--المشكلة: عدم نجاح الحملة التسويقية الخاصة بالمنتج الجديد.

<!--الأهداف: تحديد أسباب عدم نجاح الحملة التسويقية، وتحديد أفضل الطرق لتحسين الحملة.

<!--الأسئلة البحثية: ما هي المشاكل التي واجهها العملاء عند استخدام المنتج؟، هل تم تحديد الفئة العمرية المناسبة للمنتج؟، هل تم استخدام القنوات الصحيحة للوصول إلى العملاء؟

<!--المنهج البحثي: استخدام المقابلات الشخصية والاستبيانات لجمع البيانات من العملاء، ودراسة حالات للمنتجات المنافسة وتحليل حملاتها التسويقية.

وبعد جمع البيانات وتحليلها، يمكن الوصول إلى نتائج مفيدة وتوصيات لتحسين حملة التسويق الحالية وزيادة فاعليتها في الوصول إلى العملاء المستهدفين.

 

 

 

أنواع المشكلات في البحث التسويقي:

يمكن تصنيف مشكلات البحث التسويقي إلى عدة أنواع، وهذا بسبب تعدد المتغيرات والعوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء إجراء البحث. وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة لمشكلات البحث التسويقي مع أمثلة توضيحية لكل نوع:

<!--مشكلات العينة: وهي المشكلات المتعلقة بطريقة اختيار العينة المستخدمة في البحث، وتشمل على سبيل المثال:

<!--عينة غير ممثلة: عندما تكون العينة المختارة للدراسة غير ممثلة للسكان الذي يتم دراستهم. مثال: قيام شركة بدراسة اهتمامات النساء في الريف دون تضمين عينة من النساء المتواجدات في المدن.

<!--عينة صغيرة: عندما يكون حجم العينة صغيرًا للغاية بحيث يكون له تأثير على نتائج البحث. مثال: إجراء استطلاع لرأي الجمهور بأسرع وقت ممكن وبتكلفة منخفضة، مما يؤدي إلى استخدام عينة صغيرة جدًا.

<!--مشكلات القياس: وهي المشكلات المتعلقة بطرق القياس والأدوات المستخدمة في البحث، وتشمل على سبيل المثال:

  • الانحياز في الاستبيان: عندما تكون صياغة الأسئلة أو تصميم الاستبيان مائلة نحو الإجابات الإيجابية أو السلبية. مثال: إدراج كلمات محفزة في الأسئلة مثل "هل تتفق معي أن..." والتي تميل إلى التوجيه نحو الإجابة الإيجابية.
  • الانحياز الزمني: عندما يؤثر الزمن على النتائج المستخلصة من البحث، سواء بسبب تغير الظروف أو الظروف الجوية أو الظروف الاقتصادية. مثال: إجراء دراسة على تأثير الإعلانات التلفزيونية على مستوى المبيعات وتجاهل العوامل الخارجية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على المبيعات، مثل الأزمات الاقتصادية أو الأحداث الكبرى المجتمعية.

<!--مشكلات التحليل: وهي المشكلات المتعلقة بطرق تحليل البيانات المستخلصة من البحث، وتشمل على سبيل المثال:

  • اختلاف المتغيرات الاعتمادية: عندما تكون هناك تباين في مستويات المتغيرات الاعتمادية المستخدمة في البحث. مثال: إجراء بحث حول علاقة بين الدخل والإنفاق في المجتمع، ولكن لا يتم مقارنة مستويات الدخل بين فئات مختلفة مثل الأغنياء والفقراء.
  • عدم تطابق البيانات: عندما تكون البيانات التي تم جمعها غير متوافقة بشكل كاف مع الأدوات المستخدمة لتحليلها. ومثال: استخدام أدوات تحليلية لتحليل النصوص دون تحريرها وتنظيفها مما يؤثر على دقة النتائج.

هذه بعض أنواع المشكلات الشائعة في البحث التسويقي، وتحديد النوع الذي يواجهه الباحث يساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على هذه المشكلات وضمان دقة النتائج.

كما ذكرت سابقاً، من الضروري تحديد نوع المشكلة التي تواجه الباحث في البحث التسويقي لتتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب عليها. وفيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتغلب على كل نوع من هذه المشكلات:

<!--مشكلات التخطيط:

  • إعادة النظر في الأهداف والفرضيات الأولية للبحث وضمان توافقها مع الأدوات والمنهجيات المستخدمة.
  • تحديد وتخصيص الموارد المناسبة لضمان نجاح البحث وتجنب المشاكل المتعلقة بالوقت والميزانية.
  • التأكد من الاتصال الجيد بين جميع أعضاء الفريق المشاركين في البحث والتنسيق بينهم.

<!--مشكلات التنفيذ:

  • الحرص على تصميم العينة بشكل جيد واستخدام أدوات الجمع والتحليل المناسبة.
  • مراقبة الظروف الخارجية التي يمكن أن تؤثر على النتائج والتحكم فيها قدر الإمكان.
  • توثيق جميع المراحل المتعلقة بجمع البيانات والتحليل والاستنتاجات والتوصيات.

<!--مشكلات التحليل:

  • التأكد من توافر جميع البيانات اللازمة للتحليل وتنظيفها قبل البدء في التحليل.
  • اختيار أدوات التحليل المناسبة وتأكد من فهمها جيداً قبل البدء في التحليل.
  • الحرص على مقارنة المتغيرات الاعتمادية بين فئات مختلفة لضمان دقة النتائج.

بشكل عام، الحرص على التخطيط الجيد وتوثيق جميع المراحل المتعلقة بالبحث التسويقي يساعد على تجنب المشكلات المحتملة والتغلب عليها في حال حدوثها

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,282,196

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters