تعرف على أصغر ملياردير عصامي في العالم

حينما تَطرُق كلمة “ملياردير” مسامعنا، تقفز إلى مخيلتنا صورةٌ لشخصٍ خَطَّ الشيبُ مِفرَقه وعَلَت التجاعيد وجهه، ومن النادر أن يخطر في بالنا أن المقصود هو شخص في مُقتَبل العمر وريعان الشباب؛ مما قد يدعونا إلى الاستغراب والتساؤل حول إمكانية و كيفية تحقيق الثراء في سن مبكرة ؟ في البداية دعونا نستحضر تلك القاعدة الذهبية التي تقول: “لكل مجتهد نصيب”؛ فالأمر إذن لا يقتصر على أفراد دون غيرهم، بل إنه يشمل كل من حدد لنفسه هدفا وسعى بجد واجتهاد إلى تحقيقه، وتغلب على كافة الصعاب وأصرَّ على الوصول؛ فاستطاع أن يُترجَم مقولة “مَن جَدَّ وجد ومن سار على الدرب وصل” إلى واقع ملموس.

يهمك : خطوة بسيطة تساعدك في بناء ثروة في سن مبكر

ومن هؤلاء العصاميين الذين حققوا النجاح في عالم المال والأعمال وبناء ثروة خلال فترة قصيرة، الملياردير العصامي الأصغر سنا في العالم “جون كوليسون” الإيرلندي الأصل ابن السابعة والعشرين عاما، الذي أسس مع شقيقه “باتريك”، والذي يكبره بعامين، وهو ثالث ملياردير عصامي في العالم، شركة سترايب  Stripe للبرمجات عام 2011، ويقع مقرها في سان فرانسيسكو. ومع أن هذه الشركة ليست مشهورة على نطاق واسع؛ فهي لا تبيع منتجات استهلاكية، بل تتعامل مع الشركات ببيع أنظمة برمجية تمكنها من قبول المدفوعات عبر الإنترنت بسهولة، إلا أن عدد عملائها تجاوز 100 ألف عميل على مستوى العالم، على الرغم من وجود العديد من المنافسين الأقوياء في هذا المجال.

كيف كانت البداية؟

نشأ الأخوان “جون” و”باتريك” في قرية صغيرة في مقاطعة تيبيراري الواقعة غرب أيرلندا، وكانت دراستهما الثانوية في مدرسة ثانوية حكومية في مدينة ليمريك. ولأن طموحهما في الحياة كان كبيرا، فقد قررا استكمال دراستهما الجامعية في كبريات الجامعات الأمريكية. وقد كان لهما ما أرادا؛ حيث التحق “باتريك” بمعهد (ماساتشوستش) للتكنولوجيا الذائع الصيت عام 2007 لدراسة الرياضيات. وبعدها بعامين تم قبول “جون” للدراسة في جامعة هارفرد، إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة. ولكن قبل أن يلتحق “جون” بالدراسة فقد استطاع أن يصبح مليونيرا وكذلك شقيقه “باتريك”، حينما أسسا مشروعهما البرمجي الأول “أوكتوماتيك” عام 2007 الذي ساعد الشركات الصغيرة والتجار في تسيير أعمالهم التجارية بسهولة على موقع “إيباي” الشهير.

الطريق صوب المليارات

لم يمضِ وقت طويل على عمل الشقيقين في مشروع “أوكتوماتيك”؛ فقد باعاه بعد سنة واحدة من تأسيسه مقابل 5 ملايين دولار. ومن هنا كانت انطلاقة مشروعهما “سترايب”، حيث واصل الشقيقان العمل عليها بعد توقفهما عن الدراسة في الجامعة، ليتم إطلاقه في وادي السيليكون بكاليفورنيا، ليصبح فيما بعد شركة ناجحة يعمل فيها نحو 750 موظفا، وتمتلك مكاتب في بعض المدن الأوروبية أهمها لندن وباريس وبرلين ودبلن. وتقوم فكرة “سترايب” على تقاضي مبلغ معين لقاء كل صفقة تتم عند استخدام برامجها من قبل العملاء المنتشرين حول العالم.

“خمسة في المئة فقط من الإنفاق الاستهلاكي عالميا يحدث حاليا على الإنترنت، ونريد المساعدة على زيادة ذلك. قيمة شركتنا مرتبطة بالنمو في اقتصاد الإنترنت. وطالما استمر اقتصاد الإنترنت بالنمو، ستستمر سترايب في النمو. أنا لا أعرف عنك، ولكنني أعتقد أن المراهنة عليك أمر آمن جدا”.

كما أن البرامج التي يقدمها “سترايب” تتيح للشركات تحصيل المدفوعات على منتجاتها بسهولة وأمان، وتمكنها من إدارة مواقعها الإلكترونية وتخزين بيانات العملاء والمخازن، والعديد من الأنظمة الأمنية المماثلة التي تحفظ لكل شركة بياناتها الداخلية بشكل أفضل وأكثر سهولة. ولأنه لا بد لأي مشروع أن يواجه بعض الصعوبات في بدايته، فقد كانت أكبر الصعوبات مسألة التمويل في البداية، وكيفية جمع المال من المستخدمين والتفكير في المنتج أو الخدمة التي يرغب العملاء بها. إلا أن الشقيقين “جون” و”باتريك” تمكنا من تذليل هذه الصعوبات بفضل عزيمتهما وإصرارهما على النجاح والعمل المتواصل.

“قد تتساءل عن صعوبة بدء تجارة ما على الإنترنت، وعن كيفية إيجاد منتج يريد الناس فعلا شراءه، وجعله معروفا لديهم، وقد تمكنا من التعامل مع كل ذلك. إلا أن الحصول على المال من الناس عبر الإنترنت كان صعبا للغاية”.

اقرا ايضا: أساليب ذكية للحصول على المال لتبدأ مشروعك الخاص

ويتقاسم الشقيقان أعباء ومسؤوليات إدارة العمل في شركتهما بأنفسهما؛ حيث يقضي “جون”، وهو رئيس الشركة، معظم وقته في التعاطي مع الأمور الخارجية، كمتابعة الصفقات والشراكات. بينما يتولى “باتريك” المسؤوليات الداخلية للشركة، التي تقدر قيمتها بنحو 9.2 مليار دولار. ويبدو أن “جون” واثق تماما من إمكانات النمو المستقبلية لسترايب؛ وخاصة أن العالم يشهد نموا مضطردا في الأعمال الرقمية. وفي هذا الصدد يقول “جون”: “قد تتساءل ما هو الصعب في بدء عمل تجاري على الإنترنت، وخلق منتج يريد الناس شراءه. وقد يكون هذا سهلًا، إلا أن الصعوبة الحقيقية تكمن في الحصول على المال من الناس عبر الإنترنت؛ حيث يمثل الإنفاق الاستهلاكي عبر الإنترنت عالميًا 5% فقط ونحن نريد زيادة تلك النسبة”. وهذا يشير إلى أن “جون” يسعى من خلال “سترايب” إلى زيادة نسبة الإنفاق الاستهلاكي عبر الإنترنت، وهو هدف استراتيجي يبدو أنه سيتحقق خلال فترة زمنية قصيرة؛ نظرا للإقبال المتزايد على التجارة الإلكترونية.

وحينما يُسأل “جون” عن معنى كونه مليارديرا يجيب :

” في الغالب لا يعدو الأمر ممارسة عمليات حسابية على الآلة الحاسبة”، ويتابع قائلا: “التقييم المتوقع لنا مبني على الاستمرار في تنفيذ وإطلاق منتجات مقنعة جدا في فضاء تنافسي للغاية، وهذه مؤشرات جيدة، ولكن لا يزال هناك الكثير أمامنا للقيام به”.

وبحسب مجلة فوربس المتخصصة في تتبع وحساب ثروات الأغنياء والمشاهير، فإن ثروة “جون” و “باتريك” تبلغ حوالي 1.1 مليار دولار لكل منهما، وهو ما يمكن اعتباره إنجازا بالنسبة إلى شابين ينحدران من الريف الأيرلندي، ولم يكملا دراستهما الجامعية.

مقتبس من موقع BBC البريطاني

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2020 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,279,571

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters