وارن بافيت أفضل مستثمر في العالم … بدأ بـ 100$ ليصبح ثالث أغنى رجل في العالم
يعتبر الملياردير وارن بافيت Warren Buffett أفضل مستثمر في العالم ، وهو المدير التنفيذي لشركة بيركشير هاثاوايBerkshire Hathaway ، حيث أصبح جزءًا منها في أوائل الستينيات، واستمرّ بتطويرها لتصبح إحدى أكبر الشركات في العالم.
حسب فوربس Forbes فإن وارن بافيت هو ثاني أغنى رجل في العالم لعام 2017 بعد بيل غيتس Bill Gates، بثروة وصلت حتى 75.6 مليار دولار، كما وصلت ثروته حتى شهر فبراير من عام 2018 حتى 87.5 بليون دولار. وتعتبر شركته من أعلى خمس شركات ربحية في العالم. لم يحصل بافيت على ثروته تلك من مصدر بسيط واحد، لم يرثه، ولم يستخدم أي قوى سحرية حتى، بل اعتمد على الاستثمار Investment في الشركات التي يراها تستحق الاستثمار وعمل على تطويرها انطلاقًا من إيمانه بإمكانية تحقيقها للكثير من الأرباح في المستقبل. حيث كان يؤكّد دائمًا بأن النجاح في الاستثمار وتحقيق الثروة ليس بالأمر المعقّد ولا يرتبط دائمًا بالمخاطرة ويمكن لأي شخص أن يحقق الأمر ذاته.
يهمك : الاستثمار في الأسهم … كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم
ولكن الأبرز في مسيرة بافيت هو دائماً يملك الكاش في الأزمات وهذا ساعده كثيراً في تعديل الأسعار إذا هبط السوق بشكل كبير عن الأسعار التي كانت لديه، وهذا ما يميزه عن باقي المستثمرين الكبار والمضاربين لأنه مشهور بالالتزام في أسواق المال ، وكثيراً ما صرَّح بأنه عندما يشتري شيئاً دون قيمته يشتري وكأنه سيبيع بعد أعوام كثيرة، ولا يلتفت إلى أي شيء آخر، ونجحت معه هذه الفكرة بقوة خلال الأزمة العالمية عندما انهارت الأسواق، وفي تلك الحقبة يجب أن يكون لديك الكاش وقتها والجرأة لتدخل وسط هذه الفوضى. وكان بافيت لاعباً بارزاً فيها رغم أنه اشترى أحياناً بأسعار عالية ثم تراجعت الأسعار، وكان يشتري مع كل تراجع كبير، وبعد سنوات ارتفع السوق مجدداً ومحا كل خسائر الأزمة العالمية ، ثم دخل موجة جديدة يحقق فيها في كل مرة ارتفاعات قياسية متتالية.
البدايات الأولى لأعمال وارن بافيت الاستثمارية
ولد وارن عام 1930 في مدينة أوهاما في الولايات المتحدة الأمريكية. كان والد بافيت يعمل سمسارًا في سوق الأسهم والبورصة. وقد قام وارن بالعمل في تلك السوق ضمن بيت السمسرة الذي كان يعمل فيه والده. اشترى وارن بافيت أسهمه الأولى، في شركة Cities Services، وباعها لاحقاً بربح زهيد، وتعلم من ذلك أهمية الاستثمار في الشركات الجيدة.
الشراكة الأولى التي قام بها بافيت
قبل عمله لدى بنيامين غراهام Benjamin Graham، عمل وارن في مجال ادارة الاستثمار، حيث كان من أكثر الأعمال المفضلة لديه، لكنه توقف عن ذلك العمل بعد انخفاض في قيمة الأسهم وكان على وشك أن يتسبب بخسارة أموال عملائه. بدأ وارن بعد ذلك بعقد شراكة مع عائلته وأصدقائه المقربين. ووضع لتلك الشراكة قيودًا مميزة مرتبطة بها مثلًا: استثمر بافيت 100 دولار فقط بينما كان رأسمال الشراكة 11,1000 دولار، ويمكنه أن يزيد من حصته في الشراكة من خلال الرسوم الإدارية المعاد استثمارها. سيحصل وارن على نصف أرباح الشراكة أي أكثر من نسبة 4٪ وسيقوم بإعادة التسديد لصالح تلك الشراكة في حال تكبدها بخسارة، وعلاوة على ذلك، لا يجب على الشركاء أن يكون لهم أي مساهمة بشأن الاستثمارات في الشراكة.
وبحلول عام 1959، افتتح وارن مجموعه من سبع شراكات ووصلت حصته حتى 9.5٪ او أكثر من مليون دولار من أصول تلك الشراكة. وبعد ثلاث سنوات، أصبح وارن بافيت مليونيرًا ليقوم بدمج كل شراكاته تلك ضمن شركة واحدة.
شراء بيركشير هاثاواي Berkshire Hathaway
في عام 1962، رأى وارن أن هناك فرصة للاستثمار في شركة نسيج في New England تدعى بيركشير هاثاواي Berkshire Hathaway واشترى بعض أسهمها. بدأ وارن بشراء الأسهم بقوة بعد نزاع مع إدارة الشركة لإقناعها بأن الشركة تحتاج إلى تغيير في القيادة. من خلال فهمه لأهمية امتلاك شركات التأمين Insurance Companies – حيث يقوم العملاء بدفع الأقساط اليوم ليحصلوا على تلك الدفعات بعد عقود – استخدم وارن شركة بيركشير هاثاواي كشركة قابضة لشراء الشركة الوطنية للضمان National Indemnity Company (وهي أولى شركات التأمين التي سيقوم وارن بشرائها) واستخدمت تدفقاتها النقدية الكبيرة في تمويل المزيد من عمليات الاستحواذ Acquisitions.
يعتبر وارن مستثمرًا في مجال القيمة، فقد رأى بأن الشركة تلك كانت ذات سعر منخفض وقد قام بشرائها، بغض النظر عن أنه لم يكن خبيرًا في صناعة النسيج. وبشكل تدريجي، حوّل بافيت تركيز شركة بيركشير بعيدًا عن مساعيها التقليدية القديمة، حيث قام باستخدامها كشركة قابضة Holding company للاستثمار في الشركات الأخرى. وعلى مدى العقود التالية اشترى وارن مجموعة متنوعة من الشركات في مجال الصناعات المختلفة. ومن بين أشهر الشركات التابعة لشركة بيركشير هاثاواي هي جيكو GEICO، ديري كوين Dairy Queen، نيتجيتس Net Jets، بنجامين مور Benjamin Moore & Co.
وكل تلك الشركات ليست إلا جزء بسيط من مجموع الشركات التي تستحوذ فيها بيركشير هاثاواي على حصة الأغلبية. في السنوات الأخيرة، عمل بافيت كمموّل وميسّر للمعاملات الرئيسية. وخلال الركود الكبير، استثمر وارن وأقرض المال للشركات التي تواجه كارثة مالية. وبعد 10 سنوات تقريبًا، بدأت آثار تلك المعاملات بالظهور وقد كانت نتائجها هائلة وفيما يلي بعض الأمثلة عنها:
- أدى قرض إلى شركة Mars Inc. إلى تحقيق أرباح بقيمة 680 مليون دولار.
- بلغت شركة أمريكان إكسبريس (American Express Co. AXP) حوالي خمس أضعاف حجمها منذ استثمار وارن فيها خلال عام 2008.
مؤخرًا، دخل وارن في شراكة مع شركة 3G Capital لدمج شركة J.H. Heinz وشركة Kraft Foods وإنشاء شركة Kraft Heinz Food Company. وتعتبر هذه الشركة الجديدة هي ثالث أكبر شركة للأغذية والمشروبات في أمريكا الشمالية وخامس أكبر شركة في العالم، وتحقق إيرادات سنوية تبلغ 28 مليار دولار.
ذات صلة : نصائح وارن بافيت الذهبية في الاستثمار ( 23نصيحة ذهبية)
فلسفة الاستثمار
إن فلسفة بافيت الخاصة بالاستثمار في الأعمال ما هي إلا تحوير لنهج الاستثمار في القيمة والذي طوره أستاذه بنجامين غراهام. فقد أقدم غراهام على شراء شركات لأنها كانت رخيصة بالمقارنة مع قيمتها الجوهرية. إذ كان يعتقد بأنه طالما كان السوق تضفي على الشركة التي يشتريها بقيمة أقل من القيمة الجوهرية للشركة، فإنه يقوم بقرار استثماري مجدي عندما يقدم على شرائها. وبرر ذلك بالاعتقاد بأن السوق سوف يدرك فيما بعد بأنه قد منح الشركة قيمة أقل من قيمتها الحقيقية مما يدفعها لأن تصحح هذه القيمة بصرف النظر عن طبيعة الأعمال التي تمارسها الشركة.
وفيما يلي عدد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها قبل التوصل إلى قرار بشأن شراء الشركة، وذلك حسبما ورد في كاتب بافيت الذي يحمل عنوان “بافيتولوجوي”:
* هل أن الشركة تقع في قطاع يتسم بقاعدة اقتصادية جيدة، وليس في قطاع يشهد منافسة على الأسعار؟
* لدى الشركة احتكارا استهلاكيا أو علامة تجارية تتمتع بالولاء؟
* هل بإمكان أي شركة تتمتع بوفرة في الموارد أن تتنافس بنجاح مع الشركة التي يجري التفكير بشرائها؟
* هل أن إيرادات المالكين في اتجاه صعودي بأرباح جيدة ومستمرة؟
* معدل الدين إلى الأصول منخفض أو أن معدل الإيرادات إلى الديون مرتفع؟ ذلك يعني هل تستطيع الشركة تسديد ديونها في غضون سنوات عندما تكون الإيرادات أقل من المعدل؟
* هل لدى الشركة عوائد مرتفعة ومستمرة على رأس المال المستثمر؟
* تحتفظ الشركة بإيرادات تخصصها للنمو؟
* هل تعيد الشركة استثمار إيراداتها في فرص أعمال جيدة؟
* يوجد لدى الإدارة سجل جيد في تحقيق الأرباح من تلك الاستثمارات؟
* تتمتع الشركة بالحرية على تعديل أسعار منتجاتها من أجل استيعاب التضخم؟
كما يركز بافيت على توقب الشراء. فهو لا يريد الاستثمار في الأعمال التي تتسم بعدم القدرة على معرفة قيمتها. إذ يفضل الانتظار حتى حلول اتجاه التصحيح في السوق أو خلال الاتجاهات الهبوطية حتى يستطيع الشراء بأسعار معقولة، وخصوصا وأن الاتجاهات الهبوطية في أسواق الأسهم تتيح فرصا للشراء.
ومعروف عن بافيت أيضا بأنه محافظ عندما تكون المضاربة متفشية في السوق وبأنه يكون على عكس ذلك تماما عندما يكون الآخرون قلقين وخائفين على أموالهم. وهذه الإستراتيجية المعاكسة هي التي قادت بشركة “يوركشاير” إلى تجاوز دورة الازدهار والانهيار في قطاع الإنترنت في عام 2000 من دون أن تتعرض إلى أي أضرار.
اقرا ايضا : كيف تصبح مستثمرا ناجحا
بعض نصائح الاستثمار من وارن بافيت
- تجنب المخاطرة في الاستثمار، بمعنى آخر تجنب الاستثمار عند ارتفاع سعر السوق أو عندما يصل لذروته.
- ركّز على الاستثمار طويل الأمد، وتجنّب انتظار ضربات الحظ، أي عليك الاعتماد على الاستثمار الذي يعود من الأرباح التي تحققها الشركة بعد تطويرها.
- استخدم الأشخاص المناسبين لإدارة أعمالك، وارن نفسه لم يتدخل بإدارة شركاته بل عهد بها إلى مدراء مختصين حققوا له الأرباح الطائلة.
- عليك بالقراءة، فهي تفتح لك الكثير من مجالات التفكير.
- اعمل ضمن المجال الذي تحبه، لأنه سيحفزك على الإبداع الذي سيقودك حتمًا لتحقيق الأرباح.
- كن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعًا عندما يكون الآخرون خائفين.”
واخيرا، يعتقد كثير من المراقبين أن وارن بافيت هو أفضل من تعامل بالأسهم ويحمل عدة ألقاب منها حكيم نبراسكا، ولكن بلا شك اللقب الأقرب له هو أفضل مستثمر في التاريخ. طبعاً بافيت اشتهر بصفقات كثيرة حقق فيها ليس فقط أرباحاً عالية، بل ساهمت في تضخيم ثروته الشخصية وأصبح بين أغنى 5 أشخاص في العالم.
