معوقات القيادة الاستراتيجية:

لا تعد عملية خلق ميزة تنافسية مستدامة لشركة ما عملية سهلة أو بسيطة، إذ إنها تتطلب اشخاص كفؤين وذوي قابليات استثنائية، وكذلك أيضا قد لا يعد أمرا كافيا في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال يمتلك العاملون في شركة (DEC) الذكاء الكافي لتطوير تقنيات جديدة في مجال الحاسوب الإلكتروني، والتي أسهمت في دفع الصناعة ككل إلى أمام, وفي الوقت نفسه فإن العاملين في شركة (IBM) أيضا يمتلكون الذكاء الكافي لتقديم التقنيات الجديدة والتقدم في مجال الصناعة التي يعملون بها، ولكن ما الذي جعل من (IBM) شركة متفوقة وبشكل كبير على شركة (DEC). 

فإذا كان مستوى الذكاء السائد بين الموارد البشرية، ليس هو السبب الرئيس في صنع الفارق، فما الذي يصنع الفارق؟ وما الذي يعرقل شركات مثل (DEC)، من امتلاك الميزة التنافسية المستدامة ويؤخر تقدمها؟ وبعبارة أخرى ما الذي يعيق الشركات وقادتها الاستراتيجيين عن تحقيق النجاح الاستراتيجي؟ للإجابة عن هذا السؤال قدم عدد من الباحثين أربعة أسباب أساسية يعدونها من وجهة نظرهم أنها تمثل أهم العقبات الأساسية التي تعرقل عمل القادة الاستراتيجيين، وهذه الأسباب هي: 

 نقص التركيز:

الشركات والقادة الاستراتيجيون الذين يقودونها يحاولون في كثير من الأحيان أن يقوموا بكل المهام والأعمال بأنفسهم، دون الاعتماد على أفراد اَخرين داخل الشركة لمساعدتهم في القيام بذلك، ومنهم يفقدون التركيز المناسب على الجوانب الاستراتيجية، وأهم ما في هذا الموضوع هو عدم قيام بعض الشركات في كثير من الأحيان بامتلاك مؤشرات استراتيجية واضحة، ومن ثم يصبح من الصعب على الشركة وقادتها الاستراتيجيين اتخاذ الخيار الاستراتيجي المناسب.

 التكتيكات غير المحكمة:

في حالة وجود فهم مشترك للاستراتيجية، تبقى عملية تحديد الخيارات الاستراتيجية المنسجمة مع الاستراتيجية عملية صعبة، وتبقى عملية تحويل الاستراتيجيات إلى تكتيكات هي العنصر الحاسم في النجاح أو عدمه، وقد يصعب تحقيق هذا الأمر لعدة أسباب من بينها مثلا، قد لا يكون هناك فهم للاستراتيجية المعتمدة بين العاملين ومدراء المستويات الدنيا ومن ثم يصعب عليهم فهم التكتيكات أو تطبيقها في العمل، وهذا ما يتطلب قيام القائد الاستراتيجي بدوره الأساسي في ضمان إيصال الاستراتيجية لكل العاملين في الشركة وضمان فهمهم لها، وإلا فإن مصير هذا القائد قد يكون الفشل المحتم.

 محدودية المدى:

يشعر الكثير من القادة الاستراتيجيون بضغوط كبيرة تقع على عاتقهم، لتحقيق أرقام متقدمة في مجال الأداء والعمل على تنفيذ ما هو مطلوب منهم في الأمد القصير، وحقيقة نالت هذه المشكلة أعلى نسبة من المشكلات التي يواجهها القادة الاستراتيجيون، وأشار أغلب الأفراد المستطلعة آراؤهم من القادة إلى هذا الأمر على أنه التحدي الشخصي الأكبر الذي يواجهونه.

 التطور التكنولوجي:

العولمة وزيادة التطور التكنولوجي والأجهزة التقنية المتطورة والتي يجعل القائد الاستراتيجي في سباق غير متكافئ مع التطور التكنولوجي ومن الصعب عليه نقل تلك التقنية والتكنولوجيا المتطورة بالسرعة الممكنة واللحاق بها الأمر الذي يجعل صعوبة العمل على هذه التقنيات لأنها تتطلب وحسب اعتقاد القادة تدريبا شاقا لاسيما في ظل عدم توفر الوقت اللازم.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1212 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2019 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,826,085

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters