السلام عليكم

 قبل ان ابدأ حديثي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل شفائي من الحالة التي سوف أطرحها عليكم على يديكم, وأن تكونوا سبب في هذا : أنا شاب في الثلاثنيات من العمر أعزب وعاطل عن العمل بل لم أعمل في حياتي أبداً وأنا من عائلة ميسورة الحال والحمد لله ولكن منذ بضع سنوات اعترتني هموم كثيرة كوني أعزب وبلا عمل وهذا ربما يكون جزء صغير لحالتي التي سأطرحها عليكم في سردي لقصتي ثم استمرت هذه الحال الى أن بدأت تعتريني مخاوف من امور كثيرة منها الخوف من الأماكن المغلقة والخوف من الأماكن المزدحمة أما في الشارع بين السيارات أو بين الناس في أماكن ضيقة واعتزلت الناس والاصدقاء وتقوقعت على نفسي وأصبحت أحب الإنطوائية, وأيضاً تنتابني أفكار مخيفة جداً أحاول أن أسيطر عليها وأن أقول لنفسي أن هذه الأفكار ليس لها منطق ولا سبب يجعلني أفكر بها بشكل سلبي وغير إيجابي وأيضا أعاني من وسواس النظافة لا أريد أن أطيل أكثر من ما اطلت وأرجو من الله سبحانه و تعالى أن يجعل ردكم لي على هذه الحالة مثل البلسم / وأشكركم على سعة صدركم وأستماعكم لي.

**   ***  ****   ****  **   *****  **  ***  *****  **   ***  ***

الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البطالة أُم المشاكل والأمراض، فبسبب الفراغ الناتج عنها تذهب أفكار الإنسان يميناً وشمالاً، وقد يلجأ لملأ فراغه بما يضره دنياً وآخرة.

والأهم من ذلك أنّ الإنسان يفقد قيمته ودوره في الحياة، فهو لا يجد لوجوده معنىً وطعماً، يمضي الليل والنهار دون أن ينتج شيئاً أو يعمل لما ينفعه ومجتمعه، فيحس بأنّه إنسان غير نافع وليس له موقع في المجتمع فيزداد إنطوائية وإنكماشاً ليعيش فريسة لهمومه وهواجسه التي تهجم عليه من كل جانب، وكل ما ذكرت هو نتيجة لإنعدام الثقة بالنفس وإحترام الذات ونتيجة للفراغ وغياب الهدف.

العمل لا يوفر للإنسان المال فقط، وإنما يهب الحياة معنىً ويخرج الإنسان من حالة الملل والضجر، وقد صدق القائل: (ما أذهب الملل مثل العمل)، ولذلك فإن بعض الناس يعمل ويواصل خدمة المجتمع حتى دون مقابل وبالرغم من كبره وتعبه لأنّه يريد أن يكون موجوداً ذات قيمة ودور وفائدة.

لذا عليك أن تبدأ فوراً بالبحث عن عمل، والإنخراط في المجتمع، والخروج من قوقعة البيت إلى الشوارع والأسواق والأماكن العامة، كالمساجد والمكتبات والجمعيات الثقافية والإجتماعية، وأن تزور الأهل والأقارب وتخطط لبناء حياتك من جديد: تعمل وتسعى لتكوين أسرة وتجهد لخدمة المجتمع، وحتى الحصول على عمل فلا تبقى أسيراً للهواجس والوساوس، فاخرج من البيت لتكون في وسط الناس ومعهم، وستجد أن أكثر هذه الأفكار الخاطئة تغادرك عندما تتعرض للشمس والظهور.

اعمل على العكس تماماً مما تخجل منه أو تخافه، فاذهب إلى كل مكان تخشاه وقابل كل مَن تخجل منه وتحدث معه، وتفكّر بأنك واحد من الناس وهم يشبهونك في الكثير من أوضاعهم، فلماذا الخوف والخشية والخجل.

وابدأ أيضاً بإعادة تقييم نفسك، فأنت إنسان: الذي أكرمه الله واختاره ليكون سيد مخلوقاته وسخّر له ما في السماوات والأرض، فليكن أملك واعتزازك بالله، الرحمن الرحيم، كبيراً، وانظر إلى نفسك وما أنعم الله عليك من نعم لا تعد ولا تحصى، فعش عزيزاً وأكرم نفسك بالتقوى والعمل الصالح، وحب الناس واحترمهم كي يحبوك ويحترموك، واعلم أن أمامك فرص كثيرة للتوفيق والنجاح، فأنت لست وحيداً، وأفعالك كثر، والكثير منهم سيكتب لهم التوفيق عند سعيهم لذلك، كما قال تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى) (النجم/ 39).

وانظر إلى ما حولك من طبيعة وناس بمنظار شفاف ونظرة إيجابية.. إبدأ يومك صباحاً بالمحبة والسرور.. صلِّ لله وادعوه، وبكِّر بالإستيقاظ وتناول إفطارك جيِّداً لتمارس أعمالك بنشاط، وبادر مَن حولك بالتحية والسلام، واعلم أن كل يوم يعني: شروق شمس جديدة، وبداية يوم جديد، وهو فرصة للأمل والعمل وتجاوز الماضي والنظر إلى المستقبل بتفاؤل، وستتجاوز وضعك بسرعة إن شاء الله.

أمّا إذا استمرّت معاناتك، فيمكنك الإستعانة بطبيب نفسي، فإن بعض العلاج ينبغي في تجاوز حالة القلق والإضطراب والخوف والكآبة. ومن الله التوفيق.

المصدر: استشارات.. البلاغ.. اجتماعي
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 359 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,043,624