D المنهــــج المقــــارن:
إذا كانت العلوم التجريبية تعتمد كثيرا على التجربة في تأكيد صحة الفرضية من بطلانها، من أجل استصدار قانون أو نظرية مجردة كلية، فإن العلوم الإنسانية بصفة عامة، بما فيها علوم التربية، تتكىء على المقارنة بين الظواهر، عن طريق إيجاد عناصر الاختلاف والاشتراك، ورصد أوجه التأثير والتأثر، وتبيان مختلف المصادر التي تتحكم في تلك الظواهر المدروسة. ويصنف إميل دوركايم المنهج المقارن بأنه نوع من التجريب غير المباشر.
وعليه، فالمنهج المقارن هو الذي يعقد مقارنات بين الظواهر المعطاة، بغية تبيان أوجه الائتلاف والاختلاف بينها، ولابد أن تكون تلك الظواهر متماثلة أو متشابهة في بنيتها وتركيبها ووظيفتها، كأن نقارن- مثلا -النظام التربوي المغربي بمثيله الجزائري، أو نقارن الكتب التعليمية المغربية بنظيرتها المصرية أو اللبنانية. وهكذا، دواليك...
ساحة النقاش