المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

تفكير الشهادة ..... كارثة تعليمية..... لوطن يرغب فى الإرتقاء
بقلم: تامر الملاح

 

      ما بين ليلة وضحاها ينبت متعلم داخل نظام تعليمى يجعل الهدف الأسمى والأرقى له هو الحصول على شهادة نهاية العام بأعلى الدرجات، وكأن التعليم وضع بأكلمه كى يعمل فيه المتعلمين كالألآت والأجهزة التى تخزن بداخلها المواد الخام وتخرجها نهاية العام، ويا ليتها تخرج لنا ما ينفعنا ولكنها تخرج أعداداً بشرية لا حصر لها ولا فائدة منها، فاللوم ليس على الطالب فحسب بل على نموذج تربوى وتعليمى بمراحله المختلفة ومناهجه ومعلميه وأجواءه والمحيطين به، حيث يجعل الطالب دائما فى حالة حرب لأجل الحصول على الدرجات النهائية، ويتحول الأمر مع تقدم المراحل التعليمية إلى اللهفة على شهادة التخرج وكأنها شهادة نهاية الخدمة العامة والعسكرية.

بمنهج ومعلم يقف وراء المتعلم لحفظ المواد والنصوص، وبمعلم لا يجد حياة كريمة ومريحة حتى يكون قادر على الإبداع وتقديم جيل يرتقى بالوطن، وبسياسية تعليمية فاشلة ومترنحه، وغير واعية ولا مدركة لكل قرار ينبع منها، تقع الأزمة، فما يحدث داخل التعليم المصرى هو خراب تعليمى، وفساد تربوى، وإنحراف إدارى، وإستهبال منظومى، والكارثة فى أننا لا نفيق ولا نستفيق من ثباتنا العميق، فأصبح دور المسئول الجديد هو القيام بعملية الترصيع والترميم ويا ليته على مبادئ صحيحه.

فالمتعلم المصرى ما بين إطبع... إنسخ... إنسى... وبين تعليم نمطى، يخرج بلا هوية ثقافية، ويأس من المستقبل، وإذا ما حاول تقييم ما تعلمه على مدار أجمل سنوات حياته وعمره، تكون الفاجعة الأكبر، وإذا ما أراد الإلتحاق بسوق العمل يجد نفسه أمام مطالب وشروط تطالبه بالقيام بالعديد من الدورات التدريبية ذات الأسعار المرتفعة أولاً، فكيف بحال شاب حديث التخرج أن يوفر كل هذا، وما الذى كان يتعلمه على مدار 16 تعليم نظامى وأساسى وجامعى.

ولا يتوقف الأمر حول التعليم الأساسى فحسب بل يتطور إلى مراحل ما بعد الجامعة من الدراسات التكميلية والعليا والماجستير والدكتوراه، فسوق العمل وشروط الإعلانات الوظيفية جعلت الجميع يلهس وراء الشهاداة والدرجات العلمية دون أن يفكر أحدهم أدنى تفكير ويسأل نفسه: هل أن أستحقها؟، هل أنا جدير بها؟، ما هو الحال حالة حصولى على درجة علمية لست أهل لها؟، فنجد المستوى العلمى لفئة هى ركيزة البحث العلمى يتدنى، نتيجة تداخل التخصصات واللهس وراء الشهادات والدرجات العلمية، فيجب أن يدرك الجميع أن المولى عز وجل سيسألنا جميعاً عن كل ما إقترفناه بجدارة إستحقاق، أو بإستغلال فشل تعليمى لأجل الوصول إلى ما نصبوا إليه.

     وقفة مع الذات، فكم من متعلم يقتنى المئات من الشهادات ولا يجد القراءة والكتابة، وكم من شخص ليس قادر على الحصول على أدنى شهادة ولكنه لديه هوية ثقافية تؤهله لأعلى المناصب والمراتب، فأتمنى أن نتخلى عن تفكيرنا فى إدخار الشهادات دون فائدة وأن نبدع بحق ونبتكر دون أن يربطنا ذلك بمجرد الوصول إلى درجة علمية، ولعل أبلغ مثال على كلامى هذا، أن علينا أن ننظر ونحصى كم عدد طلاب وباحثى وحاصلى الماجستير والدكتوراه فى مصر، وكيف هو حال تعليمنا الأن!!، هل تطور شيئاً، هل تغير أمراً، بالطبع لا، إذاً فنحن نسير فى طريق مسدود، وتمر علينا الأيام بمنتهى التقليدية والرجوع للخلف.

     وما يجعلنا نحزن كثيراً أنه لدينا العديد والكثير من المبدعون والمبتكرون والمفكرون خارج الصندوق ونماذج للنجاح تبهر العالم، ولكن لا تسعى دولتنا الموقرة إلى الإستفادة من خبراتهم والبحث عنهم فى أرجاء كنانة الله فى أرضه، نرغب نحن الشباب فى تقديم الكثير والكثير ولكن نريد مظلة نسعى من خلالها وننمو فى ضوءها حتى ننجز ونبدع، إخوتى تعلموا كيف تتعلموا أولاً، قبل أن ترغبوا فى الحصول على شهادات لا تثمن ولا تغنى من جوع، فما ينجيك أمام رب العالمين هو علم ينفع به، وليس شهادة تدخرها.

     وطننا سيرتقى بمستوانا العلمى والتعلمى، لا بشهاداتنا واللهس ورائها، إستفيقوا وإستقيموا يرحمكم الله.


المصدر: بقلم: تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 943 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,723,455

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.