المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

اذا كانت التربية المقارنة تعني دراسة النظم التعليمية ومشكلاتها في ضوء القوى الثقافية المؤثرة فيها, فان معنى ذلك أن كل مسائل التربية وموضوعاتها,سواء ما يتصل منها بفلسفة التربيةEducation Philosophy او بالمناهج وطرق التدريسCurriculum &Methods او بالادارة التعليميةEducational Administration او الادارة المدرسيةSchooling Management او باعداد المعلمينTeachers Preparing او بنظم التقويمEvaluation System او بالاشراف..... يمكن ان تكون هي وغيرها من ميادين التربية موضوعات للدراسة المقارنة, طالما تمّت هذه الدراسة في ضوء الاطار الثقافي المحيط بها والمؤثر فيها. ولذلك لم يكن غريبا ان تلقّب التربية المقارنة بملكة العلوم التربوية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان الباحث في التربية المقارنة يتناول كل هذه الميادين بالدراسة والتحليل... فما الفرق بين هذا الباحث والباحث في العلوم التربوية الاخرى؟ يمكنني القول ان الباحث في المناهج او الادارة التعليمية يمكنه دراسة موضوع بحثه في اطار الثقافة السائدة حوله ولكنه ان لا يقوم به ايضا من الناحية المنهجية. اما الباحث في التربية المقارنة فانه لا يمكن تناول دراسته الا من خلال هذا الربط, اي الربط بين اطاره البحثي وبين الثقافة االسائدة التي يتناولها في دراسته.

والمقارنة تتعلق بشكل المعالجة لا بمضمون المقارنة. بمعنى ان هذه المقارنة قد تكون تاريخية عندما تكون بين نظامين تعليمين او اكثر في عصور مختلفة وفي مجتمعات مختلفة. وقد تكون المقارنة عبر ثقافة معاصرة لنظم تعليمية مختلفة في مجتمعات معاصرة مختلفة. وقد تكون المقارنة في داخل المجتمع الواحد بين النظام التعليمي الواحد بين منطقة واخرى. اذن كل بلاد العالم وكل الثقافات تصلح للبحث والمقارنة, سواء اختار الباحث بلدا واحدا او ثقافة واحدة فقط لدراسته او اقليم او اكثر من اقاليم بلد واحد مثل اسوان والاسكندرية في مصر او نيويورك وكاليفورنيا في الولايات المتحدة او دمشق وحلب في سورية.... او اختار الباحث المقارنة بين بلدين متقاربين ثقافيا( من مجموعة البلاد الراسمالية....او من مجموعة البلاد العربية او الدول الآسيوية....) او اختار بين بلدين او اكثر متباعدين ثقافيا واقتصاديا...( بلد متقدم وآخر متخلف او بلد شيوعي وآخر رأسمالي....) طالما كانت الدراسة التي يقوم بها دراسة تحليلية تفسيرية تصل في النهاية الى الايديولوجيا السائدة في كل بلد او النمط القومي للحياة فيه او الشخصية القومية التي تقف وراء الموضوع الذي يدرسه. ان اهم ما يميز المجتمعات البشرية ونظم تعليمها هو تنوعها واختلافها من مجتمع لآخر.

ان دارسي التربية المقارنة يحاولون دائما الاجابة على هذا السؤال. لماذا وجد النظام التعليمي على هذه الصورة في بلد ما؟ وما هي الظروف التي آلت بالاوضاع التعليمية في بلد ما الى ما هي عليه؟ فالقيمة الحقيقية لدراسة نظم التعليم ومشكلاته بطريقة مقارنة انما "تكمن في تحليل الاسباب التي أدت الى خلق هذه المشكلات, وفي الوقوف على الفروق بين نظم التعليم المختلفة, والعوامل التي ادت الى هذه الفروق....اي في الوقوف على القوى والعوامل الخفية,الروحية والثقافية,التي تقف وراء نظم التعليم" كما يعبر عن ذلك "كاندل".

يشير "بيريداي" الى انه على الرغم من عدم وجود اتفاق عام على ما تتضمنه التربية المقارنة فان هناك اتفاقا تاما على ان ميدان التربية المقارنة يمكن ان يقسم الى مجالين:

1-الدراسات المجالية(المنطقية/ بكسر الميم) Area studies :

وهي التي تقوم بدراسة نظام التعليم في بلد واحد او اقليم واحد. وتكون هذه الدراسات المتطلبات الاساسية الاولية التي لاغنى عنها للدراسة التحليلية المقارنة.

2-الدراسات المقارنة Comparative Education:

وهي تكون بالمقارنة بين اكثر من بلد واحد او عدة بلاد.ويرى "سبولتون" ان تصنيف بيريداي لمجالات التربية المقارنة بهذه الطريقة يعود الى تأثره بعلم الجغرافيا السياسية. كما سبق ان اشرت في اجزاء سابقة بان التربية المقارنة- حسب بيريداي- هي الجغرافيا السياسية من منظور عالمي. وينتقد "محمد منير مرسي" هذا التقسيم بسبب "عدم الوضوح في مسمياته. ففي الوقت الذي يصف فيه احد المجالين (بالمقارنة) يسقطها عن المجال الآخر,على الرغم من وقوعه في نفس الميدان. ومن ناحية اخرى فان التقسيم يبدو انه غير محدد بوضوح ولا يساعد على تفهم واقع ميدان التربية المقارنة بابعادها المختلفة" ولذلك يميل مرسي الى تقسيم التربية المقارنة الى الميادين الآتية:

1-دراسة الحالة:Case Study

ويقصد بها دراسة شاملة لنظام تعليمي واحد في بلد واحد او ولاية واحدة بحيث يتوافر لهذه الدراسة الاساس التحليلي الذي يشرح ويفسر النظام التعليمي في اطاره الثقافي بالصورة التي هو عليها. والغرض من دراسة الحالة هو تحديد لماذا وليس فقط ماذا؟.

لكن المشكلة الاساسية في دراسات الحالة هي التحيز الذي يمكن ان يتعرض له الباحث وقصورها في القابلية للتعميم, اي ان طبيعة دراسة الحالة انها غير قابلة للتعميم. ولذلك يرى البعض ان الاستخدام الاساسي لدراسة الحالة هو في الارشاد النفسي الفردي وليس في حل مشكلات بحثية. ولكن السؤال الذي يطرح ذاته ما الذي يفرق بين دراسة الحالة في التربية المقارنة وبين غيرها؟ اليس دراسة الحالة تنسحب على كافة التخصصات التربوية الاخرى؟ ويمكن الاجابة بان دراسة الحالة في التربية المقارنة تستخدم الاسلوب التحليلي التفسيري للنظام التعليمي في اطاره الثقافي.

2-الدراسة المجالية:

ويقصد بها هنا- حسب مرسي- غير المعنى الذي قصده بيريداي. اذ تكون الدراسة المجالية شاملة لمجال معين من النظم التعليمية في منطقة يربط بينها عناصر مشتركة كالتعليم في البلاد العربية مثلا او في اوربا الغربية او في اوربا الشرقية او في امريكا اللاتينية. او يكون شاملا لدول تتماثل في اتجاهاتها العامة او نموها وتقدمها كالتعليم في الدول الاشتراكية او الدول الرأسمالية او التعليم في الدول المتقدمة او في الدول النامية وهكذا....

3-الدراسة المقطعية او دراسة المشكلات:Problem Study

ويقصد بها دراسة مشكلة معينة في اكثر من بلد واحد يكون في مقدور الباحث دراستها. كدراسة التعليم الابتدائي او الثانوي مثلا في بلدين, او دراسة نظم الامتحانات والنقل او البرامج والمناهج لمرحلة معينة او تعليم اللغات الاجنبية او اللغات القومية او تعليم المرأة او مشكلات التسرب او الفاقد. وغير ذلك من المشكلات العديدة التي يمكن ان تكون موضوعا لدراسة مقطعية في عدة بلاد تختار في ضوء اعتبارات معينة في ذهن الباحث.

4-الدراسة العالمية:Global Study

ويقصد بها الدراسة العالمية التي تقوم بها عادة هيئات او منظمات على المستوى العالمي. وهذا النوع من الدراسة- بالطبع- ليس في مقدور باحث واحد القيام به. لانه يتطلب تضافر جهود ضخمة لكثير من الباحثين على اختلاف مستوياتهم في شتى البلاد. لكن تنفيذ هذه الدراسات وجمع المعلومات التي تتطلبها وتحليل البيانات التي تشملها وتفسير النتائج التي تترتب عليها, كل هذا يتطلب جهود فريق متكامل من الباحثين Team Work. وقد تعتمد مثل هذه الدراسة على بيانات استفتاءات او استبيانات ترسل الى الدول المختلفة او بيانات معينة عن موضوع معين يطلب من الدول تقديمها, وقد يستخدم للحصول على هذه الاستبيانات والبيانات "اسلوب دلفي" المعروف. ومن امثلة هذه الدراسات ما قامت به اليونسكو سنة 1970 من دراسة عالمية عن "خفض الفاقد في التعليم", وما قام به المكتب الدولي للتربية سنة 1967 من دراسة عن "النقص في معلمي التعليم الثانوي" وهكذا...

نماذج من الدراسات التي تخضع للبحث المقارن في التربية:

-الانماط الرئيسية للشخصية القومية او ايديولوجية المجتمع او الطابع القومي لدولة من الدول او عدة دول او تجمعات اقليمية او في منطقة محددة جغرافيا من مناطق العالم,واثر كل هذه الخصائص على النظام التعليمي.

-دراسة المنظمات المجتمعية الانسانية وتنظيماتها المتنوعة, ومنها دراسة الجامعات والمدارس والنقابات

المهنية والاحزاب السياسية وبرامجها التعليمية والسياسية والاقتصادية.

-القوى الثقافية في علاقتها بنظم التعليم القومية ومراحلها المختلفة.

-اعداد المعلم في التخصصات المختلفة في دول العالم في كافة المستويات التعليمية.

-دراسة المناهج التعليمية في مراحل النظم التعليمية المتنوعة في دول العالم.

-المدارس الدولية وتطور الاداء فيها.

-المنظمات الدولية والاقليمية ومشروعاتها التعليمية.

-التعددية الثقافية وانعكاساتها على التربية في دول واقاليم العالم المتعددة.

-اسايب التقويم التربوي في مراحل التعليم المختلفة وخبرات الدول فيها.

-نظم التعليم عن بعد والجامعات المفتوحة والجامعات الافتراضية واستخدام شبكة المعلومات العالمية في التعليم والانترنت, واستخدام الشبكات المحلية(الانترأنت) في التعليم.

-دراسة نظم التعليم في علاقاتها المتشعبة بسوق العمل.

-دراسة السياسات التعليمية في دول العالم المختلفة.

-دراسة البحث العلمي ومشروعاته في دول العالم.

-دراسة نظم تعليم الاقليات في دول ومناطق العالم.

-تدريب المعلمين.

-تخطيط واقتصاديات التعليم.

-ادارة وتنمية الموارد البشرية.

-اتخاذ القرار التعليمي.

-الادارة المدرسية.

-ادارة الاصلاح والتجديد التربوي.

المصدر: إعداد م/تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 5174 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,895,114

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.