التربية المقارنة عند العلماء المسلمين
لمؤلفه/ د. عبدالله بن عبدالرحمن الفايز
لأمين البودريس[/GRADE]
توطئـــــة
مؤلفه، أحد أعضـاء هيئة التدريس بجامعـة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يقع الكتاب في : 134 صفحة من الحجم المتوسط، إخراج مطبعة سفير بمدينة الرياض – ط : (1413هـ) .
محتويات الكتاب
بحث الجزء الأول : التربية المقارنة
1- مفهومها 2- أهميتها 3- أهدافها 4- تطورها 5- مناهجها 6- مجالاتها
بحث الجزء الثاني : التربية المقارنة عند المسلمين ( ابن خلدون )
1- مولده، ونشأته 2- كتبه،وأبحاثه 3- الدراسات التربوية المقارنة عند ابن خلدون
اعتمد المؤلف من المراجع على :
( 12 مرجعاً عربياً )، و ( 11 مرجعاً أجنبياً ) .
مدخل البحث
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة إسلامية، أظهر فيها أن كتابه بمثابة الدراسة الشاملة للتربية المقارنة، وأكد على أن التربيـة المقارنة قد فرضت نفسها كعلم مستقل في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، و خاصة بعد الحرب العالمية الثانية .
الخلاصة، والمآخـذ
* المقارنة، كمفهوم هي: وسيلة للفصل بين شيئين وصولاً للحكم؛ تحدث المؤلف عن اتفاق رجال التربية من عرب، وأعاجم على المفهوم، لكن الجوانب التفصيلية فهم مختلفون فيها وقال بأنها وجهات نظر !
* استعرض من حدد مفهوم التربية المقارنة من العرب، وهم :
عبدالغني عبود، مصطفىمتولي، محمد قدري لطفي، ومحمد سيف الدين فهمي .
* خلصت الجهود العربية إلى محاولة تحديد مجال دراسة التربية المقارنة !
* تناول جهود الغربيين في مجال التربية المقارنة، وهم :
مارك انطوان جوليان 1817م، بيدرو روسللو، إسحاق كاندل،فريدريك شنايدر، جورج بريدي، و نيكولاس هانز .
فانتهى بالمؤلـف القول: بأنه ليس هناك من اتفـاق بين الغرب أيضاً على تحديـد مفهوم التربية المقارنة، وذلك نتيجة : " اختلاف وجهات النظر في ما بين مفكري الغرب حول طبيعة التربية المقارنة، وأساليبها ومداخلها " .
اتفق المؤلف مع الجهود بنوعيها الغربي، والعربي، واختلف وإياهم فلم يعلـق على السبب الرئيس، وجوهر الخلاف، بل شرع في تحديد الخلاف من أنهم لم يتجاوزوا بعد " مرحلة وجهات النظر " تلك، والخلاف لا يصـل لمستوى الموضوعية العلمية. أيضاً لم يكشف عن ذلك الجوهر، واختتم أولية كتابه بخلاصة تجميعية لما اتفق عليه.
ونحن نقول:
أن جوهـر الخلاف، هو مصادر التربيـة، ومرتكزاتـها ومقوماتـها، ومداخلاتها ومناهجها التي ينتمي إليها أصحاب تلك الجهود سواءً عرباً، أم أعاجم !!
إن نمو المعارف التعليمية، والتربوية وتزايد الخبرات في مجال التطبيقات التعليمية التربوية أسهم في تحديد معالم التربية المقارنة.
أرجع الدكتور: أحمـد إسماعيل حجي أهميـة التربية المقارنة كونها أداة إثراء النظرية التربوية، وتطوير النظم التعليمية، فهي قضية مجتمعية .
يبدو أن المؤلف لم يحسن صنيعاً عندما ذكر عصـارة المرجع دون بذل جهد، وبتسليم اتكالي يظهر ضعف مستوى الدراسات السابقة للمؤلف في هذا المجال .
كما نلاحظ في القسم الثالث اعتماد المؤلف على ما يوافق عقله دون الاعتبار لعقلية القارئ الذي قد يتفق أو لا يتفق مع ما قام به المؤلف من توليف للأفكـار التي حبذ أن يضمنها بحثه .
ومن خلال الجزء الرابع في ما يتعلق بتطور التربية، واستطراد المؤلف للجهود العربية والغربية، والاستشهادات بمجموعة من ثقل بعض الأسماء العربية والغربية في ذلك الحقل، ونحن لا نقلل من حجم تلـك الأسماء وإسهاماتـها بقدر ما نأخذ على الكاتب عـدم استشهاده بأنظمـة بلادهم التربوية كل على حدة، الفـوارق والاتفاق بما يخدم جوهر البحث، فهذا ما ندعوه بالتربية المقارنة، وتطورها فالأسماء ماهي إلاّ عناصر، أما الأنظمة التربوية، فهي أعمّ وأشمل ، وأكثر خضوعاً للقياس والتقييم !!
كما نؤكد جازمين حقيقة مناهـج البحث في ما يتصل بالتربية المقارنة، هو موضع جدل نظير اتساع مجالات الدراسة فيها، وتداخل العلوم الأخرى ذات الصلة .
إن استعانة المؤلف بفصول من مقـدمة ابن خلدون لاتحمتل تفسيراً كيفياً أكثر منه الزيادة العددية في دعم وريقات كتابه المتواضع .
في الكتب التي يعتد بهـا، كالبحوث والدراسـات التربوية تفسر إضافة المؤلف كل مؤلف لفصول مقدمة كتابه إنما هو، دعم الدراسة بالملاحق . حتى أن الخاتمة التي اختطها المؤلف جاءت فاترة، وكأنما هي النهاية للدراسات المقارنـة، فالواجب العلمي أن يتخذ المؤلف الأسلوب الناجع نحو شحذ فكر المتلقي للسعي الحثيث .
إجمالاً، يعدّ كتابه تعليمياً صرفاً، ويمكـن لوزارة التربيـة والتعليم في بلادنا أن تتبناه كمشروع منهجي في إحدى مراحلها التعليمية إذا ما أرادت، لأن أسلوبه بسيط؛ فضلاً عن معارفه غير المتكلفة مما يسهل على المتلقي الاستجابة.
ساحة النقاش