دور مناهج العلوم في تنمية جوانب التربية الصحية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية
أصبحت الصحة والمشكلات الصحية من أبرز الاهتمامات على المستوى العالمي والقومي، وذلك لتعدد القضايا والمشكلات الصحية التي تهدد الدول سواء المتقدمة، أو النامية؛ فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلات صحية جديدة ملحة، وتفاقمت مشكلات أخرى موجودة بالفعل- التي تنشأ عن سلوكيات تؤدي إلي الإضرار بالصحة سواء بقصد أو بدون قصد- مثل الإيدز، والإدمان، وإساءة استخدام العقاقير، وسوء التغذية، وإهمال ممارسة التمرينات الرياضة، وانتشار الأمراض المتوطنة والأمراض المعدية، بالإضافة إلـي مشكلات صحية تمثل أولوية من أولويات العصر (التطور العلمي) وهي قضية التلوث ومالها من أبعاد صحية خطيرة تتمثل في: وجود الملوثات بأنواعها المختلفة في الهواء الذي يتنفسه الإنسان، وفي المياه التي يشربها، وفي الغذاء الذي يتناوله وجانب هذه المشكلات والقضايا الصحية العالمية هناك قضايا و مشكلات صحية أخري تمثل تحدياً لبعض المجتمعات خصوصاً النامية ومن هذه المشكلات: نقص الغذاء وأمراض سوء التغذية، ونقـص الرعاية الصحية والتجهيزات الطبية الأساسية، ونقص عديد من الأدوية الضرورية. (كلوب Kolbe b, 1993، طلعت إبراهيم الأعوج 1994 ، 5-6، هالة طه بخش 1998، باسم محمد أبو قمر 2002).
ويعاني المجتمع مشكلات وقضايا صحية كثيرة التي ترجع إلى أسلوب الحياة الذي اعتاد عليه الأفراد نتيجة الجهل والمفاهيم الخاطئة والخرافات. والتصدي لتلك المشكلات والقضايا الصحية لا يتم عن طريق توفير الرعاية الصحية فقط، بل يتطلب تنمية الوعي الصحي ، ويمكن أن يتحقق هذا من خلال التربية الصحية .
فالتربية الصحية يمكنها تزويد المتعلم بالمعلومات الصحية عن نفسه وعن بيئته، كما يمكنها ترجمة تلك المعلومات الصحية إلى أنماط سلوكية صحية سليمة، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الصحة و الوقاية من المرض، وكيفية التغلب على الأمراض، واتخاذ القرارات الواعية التي تسهم في رفع المستوي الصحي على مستوى الفرد والمجتمع، مما يؤهله لأن يصبح أداة تغيير فعالة للأوضاع الصحية والاجتماعية يهدف البحث إلى تقويم مناهج العلوم الحالية المقررة على تلاميذ المرحلة الابتدائية في ضوء جوانب التربية الصحية المناسبة لهم."
ساحة النقاش