زوجة رومانسية

                  ـــــــــ

جلست الى الطبيب ولاتعلم من أين تبدأ الحديث , غير أن صمت الطبيب ونظراته الهادئة وهو ينتظر حديثها دفع بها الى الكلام  فقالت :

أنا أمرأة متزوجة منذ 3سنوات ولدي طفلان ولكن منذ إنجابي أول طفل أصبح بيني أنا وزوجي تباعد شديد اشعر أحيانا باني اكرهه كره شديد وأتمنى موته واشعر أحيانا باني أحبه حب شديد ولا احتمل فراقه أنا شخصيتي رومانسيه جدا وهو شخصيته تميل للكوميديا دائما يحاول إغضابي ونرفزتي علما بأنه لا يحب أن تكون في حياتنا لحظات رومانسيه أو كلام رومانسي أو هدايا ويعتبر أن هذه أشياء تافهة وهي للمراهقين والأطفال وكلما حاولت عمل شي رومانسي يحرجني دائما واشعر بتعب شديد من هذه الحياة ولا ارغب  في قضاء بقية حياتي هكذا علما باني أصبحت أنام بمفردي ولا أحبذ النوم معه ، علما باني جميله والحمد لله لا يوجد بي عيب يجعله ينفر مني

قام الطبيب بعدما أنصت للغاية ووقف متبسما بادىء الحديث فأجاب :

بارك الله فيك وأسعدك في الدنيا والآخرة وبارك لك في زوجك واعلمي  أن الزوجة هي رفيقة الدرب، وشريكة الحياة، والمؤنس في الوحدة، وقد خلقت ليسكن الرجل إليها والمرآة مخلوق وديع، وجنس لطيف تحبه النفس وتتعلق به، وتأنس إليه لكونه مخلوقاً راقياً يحمل كم هائل من المشاعر الحانية

ولكن عندما لا يجد هذا المخلوق معاملة تسعده يتحول إلي كائن حزين ليست لديه قدرة علي الحب أو العطاء وهذا ما حدث لك فعدم تجاوب زوجك مع رومانسيتك واستخفافه بمشاعرك هو ما أوصلك لتلك الحالة لكن يجب سيدتي أن أنبهك إلي نقطة هامة وهي أن اغلب الرجال شخصيتهم تتسم بالطابع العملي أكثر علي عكس غالبية النساء اللاتي تتسم شخصياتهم بالرومانسية  الشديدة وليس هذا عيب في النساء وأيضا ليس عيب في الرجال ولكنها شخصيات من وجهة نظري تتنافر لتتكامل

نعم سيدتي فيجب أن يكون هو أكثر في الجانب العقلي العملي ليحتويك ويكون مصدر حماية وقوة لك و لكن في نفس الوقت يجب أن يتفهم مشاعرك ويحتويك وبالرغم من آن زوجك يفتقد لتلك النقطة إلا انه قابل للتغيير وكل ما يحتاجه زوجة صالحة مثلك تحتويه بذكاء تشاركه اهتماماته ليشاركها بعد ذلك اهتماماتها لا تسمعه سوي أطيب الكلمات وتطيعه فيما لا يغضب الله نعم فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر والاهم هو الدعاء لله عز وجل بان يقربه منك وان يوفقكما لتربيا طفليكما تربية صالحة وان يبعد عنكما شياطين الجن والإنس انه علي كل شيء قدير.