رغم أن اليابانيين على حالهم لايشكون شيئا من حكامهم , وأنهم دوما مشغولون بصناعاتهم وإنتاجهم الذي غزوا به العالم من أقصاه الى أقصاه , إلا أن بحرهم له رأي آخر فربما كان يشكو الى حد كبير الأمر الذي دفعه الى هذه الغضبة المفزعة ولانعلم لما يشكو ؟ ! فاليابانيون على حد علمنا واخدين بالهم من كل حاجة , وعلى رأي أمثالنا المتواضعة : ( قايسنها بالمسطرة ) إلا أنه من المؤكد إن هناك شيئ
ففي عصر التظاهرات والاحتجاجات والمليونيات لم يأبى البحرإلا أن يتظاهر هو الآخر كبقية البشر أو الخلق ويعلن من بعيد مشاركته شعوب الأرض المظلومة , لكن هيهات هيهات من غضبة البحر
ويقول قائل : ربما كان احتجاج البحر الى كون اليابانيين وانشغالهم بانتاجهم الغزير لم يلتفتوا بالمرة الى تأييد ثورة هنا أو هناك , بالمعنى المصري ( شاريين دماغهم !) فكان تنبيه البحر لهم يعني : فوقوا هناك بشر أمثالكم يعانون بينما أنتم غرقى في غفلة من سعة الدنيا وأرباحها أو نذهب الى القول أن احتجاج البحر هو بمثابة إنذار من أقصى الشرق لغفلة البشر فأحوال البشر باتت تتقلب بشكل مثير بين الفتن الحياتية من جرم الحكام وشكاوى المظلومين وبؤس الفقراء والمعدمين الى فتن الطبيعة وبلاءاتها ليأتي نذير العلي القدير القوي الجبار الى البشر أن يستيقظوا ويعودوا الى مولاهم الحق وكفى غرقا في الغفلة وليتحقق قول الحق تبارك وتعالى : ( إن هو إلا نذير ) ـ
لعلنا مع تلك الوقفة الساخرة من حياتنا الدنيـا وما نعايشه ونراه من أحوال لنجزم القول بأن تظاهرات البشر هي أهون كثيرا إذا ما غضبت الطبيعة لغضب الله سبحانه وتعالى خاصة غضبة البحر أو الأرض
ودعاؤنا اللهم عفوك اللهم عفوك فأرفع غضبك ومقتك عنا وآمنا في أوطاننا وأنصر عبادك المؤمنين , اللهم إنا نعوذبك من مهلكات الفتن , وردنا اليك ردا جميـلا غير خزايا ولا مفتونين وتوفنا وأنت راض عنا , وأمتنا على كلمتي الحق والدين
ساحة النقاش