نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه


ربما يتفق معظمنا أننا نعيش في أعقاب الثورة شيئا اسمه هوس الفرح , فهانحن بين مصدق وغير مصدق لما حدث فترانا  مثل  معازيم الفرح  أو مشاهدة مباراة في الكرة  وهتاف وصراخ ونداءات ومطالبات عدة أدناها طلب المال  من زيادة في الرواتب وتحطيم الغلاء تحطيما وسد عطشنا وشكاوانا وتلبية  حاجاتنا المتعطلة بشكل تراكمي وقديم وكأنا واقفون أمام عفريت الفانوس الشهير في الأساطير والحكايات حيث أصابه منا الملل هاتفا وسط صراخنا الذي لاينتهي  :

شبيك لبيكم أنا عبدكم وبين أيديكم ماذا تريدون ؟ بينما نحن نعاني من الصخب وطلباتنا التي  لاتنتهي , حتى ضاق العفريت ذرعا  صارخا  مرة أخرى فينــا : ـ

سوف أعود الى الفانوس من جديد  ولن ألبي لكم شيئا !, وهذا مثل درامي  ساخرلكنه ووصف لايكاد  تغيب عنه الدقة في حالتنا المصرية , والتي يجب أن نتحلى جادين بالصبر والاتزان حتى لايفلت الزمام , ولعله  أمام هذا الواقع نقف مع سيكولوجية الجماهير ونتعرض لتعريفها وما المطلوب من الحلول لكبح جماح المطالبين والمنددين وما الى ذلك فنقول أنه  :

في نهاية القرن التاسع عشر كتب " جوستاف لوبون " كتابه الشهير " سيكولوجية الجماهير " ليصف فيه الطرف الآخر المقابل للسلطة وهو الجماهير فقال عنها : " إن الجماهير أبعد ما تكون عن التفكير العقلانى المنطقى , وكما أن روح الفرد تخضع لتحريضات المنوم المغناطيسى فإن روح الجماهير تخضع لتحريضات وإيعازات أحد المحركين أو القادة الذى يعرف كيف يفرض إرادته عليها , وفى مثل هذه الحالة من الإرتعاد والذعر فإن كل شخص منخرط فى الجمهور يبتدئ فى تنفيذ الأعمال الإستثنائية التى ماكان مستعدا إطلاقا لتنفيذها لوكان فى حالته الفردية الواعية والمتعقلة . فالقائد أو الزعيم إذ يستخدم الصور الموحية والشعارات البهيجة بدلا من الأفكار المنطقية والواقعية يستملك روح الجماهير " ( سيكولوجية الجماهير – ترجمة هاشم صالح , دار الساقى , بيروت ) .

قد نستنتج  مما سبق أن الجماهير بحاجة الى قائد ثابت وملهم يقود حركتها ويهدهد من انفعالاتها الجارفة  والزعيم  الملهم  لابد وأن يتوافر فيه عدد من الصفات التي تقبلها الجماهير أو ما يعرف بالكاريزما ,  لكن (غالبا ما يقع الزعيم الملهم فى الفخ خاصة وأن سماته الشخصية تكون أقرب للنمط البارانوى ( المتعالى – المستبد ) فتتضخم ذاته أكثر وأكثر ويحكم قبضته على عجلة القيادة ويتخلص من كل من يعارض توجهه أو توجه رعيته ( خاصة أنه شكّاك ضمن طبيعته البارانوية ) , ويتواصل تضخم الذات لدى الزعيم الملهم حتى تبتلع الوطن بأكمله ويصبح هو والوطن شيئا واحدا) ( د. محمد المهدي )

وحتى لايقع الزعيم الملهم في العجب والغرور بسماته الشخصية  ومن ثم الجنوح بها الى ما لايحمد عقباه الى أن تنقلب صفاته المتوفرة عليه رأسا على عقب كما نرى في حالة القذافي  إذن لابد وأن تتوافر فيه سمات خلقية مثل الشجاعة والإخلاص والحب الشديد للوطن والإيمان العميق بقدراته الشخصية وقدرات وطنه وقدرات شعبه وحبه الأصيل لكل هؤلاء ,

وأن يكون نظيف اليد واللسان وتلك أهم متطلباتنا الفعلية بعد 25 يناير , وبعيدا عن أية اعتبارات أيا كانت فإن شيخ المسجد وشخصيته بيننا ومن وحي التجربة الاجتماعية هي الأشد التصاقا بالجماهير من قديم , لذلك حاربت هذه الشخصية الجماهيرية كافة الانظمة والتي تمثلت  بداية في  الشيخ كشك رحمه الله الى الشيخ المحلاوي الى وجدي غنيم والأمثلة كثيرة لاحصر لها كما ونذكر العلماء أمثال الشيخ الغزالي حتى الشعراوي وإن كان لم يصبه الاعتقال غير انه انسحب من الوزارة بعدما تبدى له ما تبدى فآثر الدعوة لكنه تدخل في قليل لرأب الصدع بين الطلاب أو الشباب والحكومة والمناظرات التي قادها والغزالي أمام متطرفو الجماعات الاسلامية في أوائل الثمانينات

خلاصة القول أن الزعيم الذي آثره شعبنا تحديدا بغير شيوخ المساجد كان جمال عبدالناصر والذي أجمع المحللون على أنه يتسم بكاريزما القائد كاملة  الى ذلك فان الحاجة الى الزعيم هو الفراغ بعينه والذي تقع فيه الجماهير آلان وهو الذي أفرز  هذه القلاقل التي غدت شبه يومية في الوقت الذي يلح علينا طلب جمعة للصبر لتخفف من حمل التوتر الذي نعانيه الى الاهتمام بمزيد من الانتاج وترك الأمر في ايد زعامات أمينة  يتفق فيما بينها الى مابعد على من هو الزعيم الملهم بحق وبالاختيار الحر المباشر .

 

 

المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 34/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 480 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2011 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

atefvenous

الاستاذ الفاضل العزيز ا/ محمد السلام عليكم

لا عجب فى يتسم شخصكم الكريم بالروح الكاريكاتيرية الجميلة فى الاعلان الجميل لفينوس والاهتمام بالاراء القضايا المعاصرة فى تأكيد الدعوة للاجتماع وهذ ما اتحدث عنه فى رغبتى بالاجتماع مع اعضاء كنانة حيتى يستفيد الجميع من الخبرات الطويلة لشخص عظيم مثل سيادتكم ادام الله عليكم الصحة والستر عاطف احمد

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

645,672

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه