نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 

                 

من منا لم يساوره الشك فى أننا نعيش هذه الأيام عصر جفاف ينابيع المحبة ، وتجمد عروق  المشاعر والأحاسيس ، وتصدع أعمدة العلاقات الإنسانية ، وتغير أنماط السلوك فى المعاملات اليومية ، فالشواهد كثيرة .. والدلائل والأمثلة لاتعد ولاتحصى على أن الناس فى مجتمعنا اليوم أصبحوا يبنون الحواجز فيما بينهم أكثر مما يبنون جسورا" للتواصل بينهم ..؟!

     تثور الأسئلة وتصرخ ..؟؟!! فهل من مجيب ...؟؟؟   

                  

لماذا لم تعد الصداقة كما كنا نعرفها بكاء" بعيون الاخرين ..؟؟ لقد كان الناس فيما مضى يمارسون الصداقة ، ويطبقون أبجدياتها ، ثم صاروا الآن يعرفونها فقط ..! وصارت صداقاتهم  صداقات طارئة غير معمرة ، تهرب عند أول منعطف ، تماما" مثل فقاعات المياة الغازية تفور لحظة ثم تتلاشى سريعا"  لأنها صداقات نفعية  سرعان ما تختفى وتسقط فى فخ النسيان...؟!

أين ذهبت العبارات المأثورة " صديق مساعد .. خير من عضد وساعد " ، و " الصديق ... قبل الطريق " ، و " الصديق ... وقت الضيق " ، وأين منا قول على بن أبى طالب ( رضى الله عنه ) : " خير الأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان عنك " وقول أحمد شوقى وإذا الزمان تنكرت أحداثه لأخيك .... فاذكره .. عسى أن تذكرا

لماذا صرنا قوالب جامدة تتحرك فى الشارع مثل " الروبوت " ...!! الوجوه متجهمة ، والإبتسامة باهتة بلاروح .. لانبدأ بالتحية ، ولانلقى السلام على أحد إلا إضطرارا" ..وضاعت منا وصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى إفشاء السلام على من نعرف ومن لانعرف ، فهل كذب الشاعر الذى قال :     إن البر شىء هين ..... وجه طليق ، ولسان لين ....؟؟؟؟!!

                    

لماذا تحجرت قلوبنا .. وتجمدت إنسانيتنا .. وماتت فينا النخوة فلم نعد نهرع لإعانة المكروب ، وتناسينا أن أفضل المعروف هو إغاثة الملهوف ، وأن صنائع المعروف .. تقى مصارع السوء . ووصل الشارع إلى حالة متردية من البلادة وعدم المبالاة .

ويستمر جمر التساؤل ...؟؟؟؟

لماذا تباعد الجيران ، وسكان البيت الواحد....؟؟!لماذا تقلصت العلاقة بينهم إلى تحيات تقريرية جافة ، ولسان حالهم يقول " صباح الخير ياجارى .. إنت فى حالك وأنا فى حالى ..؟؟! " لماذا أغفلنا وصية  رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن الجار حتى ظن الصحابة أنه سيورثه ، وقول المولى عز وجل فى سورة البقرة " والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب .... الآية " ، والأقوال المأثورة " الجار ... قبل الدار " ، " والجار جار ... وإن جار ..! "....إلخ

لماذا لم يعد أفراد الأسرة يحرصون على الإلتفاف حول مائدة طعام واحدة كما كان الحال فى الزمن الجميل ..؟؟! ولماذا إختفت " اللمة" حول أكواب الشاى وقت العصارى ..؟! لماذا قلت الزيارات العائلية ..؟؟ وتبخرت صلة الأرحام ..؟؟ وندرت لقاءات الأهل والأقارب فى الأعياد ..؟؟  

لماذا إزداد جحود الأبناء ..؟؟ وتعالت الصرخات المكتومة للأمهات " قلبى على ولدى إنفطر ... وقلب ولدى على حجر ..؟؟!! "

آه من زمن العولمة الذى تقاربت فيه المسافات ، وكثرت فيه الأسفار ، فانطفأت لوعة الفراق .. وخمدت جذوة الحنين ... وماتت لهفة اللقاء بعد إشتياق ..؟! وياحسرتاه على زمن النقاء حين كانت البلدة الصغيرة تخرج إلى رصيف القطار على رؤوس الأشهاد ، لتودع إبنا" لها مسافرا" إلى عاصمة البلاد ...؟؟؟!!

                            نعود لنتساءل ..؟؟

 لماذا أصبحت الرومانسية عذراء خجول فى مجتمع الواقعية الفجة ...؟؟!!  لماذا انقطعت مراسلاتنا وأصبحت حياتنا كلها SMS  ، وإيميلات ذات قوالب جاهزة وجامدة ..؟؟! لماذا لم يعد سن القلم يلامس ورقة زرقاء .. ودفء إحساس ..؟؟!! لماذا لم نعد نشعر بصهد الكلام الصادر من القلب لا من الأحبال الصوتية وعضلات الشفتين ..؟!!

لماذا المجتمع على سطح صفيح ساخن ..؟؟!! لماذا الغيرة والحسد ..؟ لماذا كل فرد متربص للآخر يعذبه تفوقه عليه ، وتسعده هزائمه وانكساراته ، ويتمنى زوال نعمته ، وينسى قول الحق تبارك فى سورة النساء " أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله " ..؟؟!

لماذا الكراهية قبل الحب دائما " ...؟! لماذا الود المشبوه .. والصدق الكاذب ..؟! والأنانية التى تعشعش فى الصدور ..؟! لماذا نصافح بحذر .. ونصادق بحذر .. ونثق بحذر ..؟؟!

لماذا ذاكرتنا ضعيفة أمام الحسنات .... ويقظة أمام السيئات ..؟؟ أين ذهبت قيم العتاب .. والتسامح والصفح الجميل .. وأخلاق الترفع ، والعفو عند المقدرة ..؟؟! لماذا أصبح الوفاء صفة حيوانية ..؟!

ولماذا ضاعت الأمانة وتوفيت فى ظروف غامضة....؟؟؟!!

وتظل الأسئلة محبوسة خلف الضلوع ..؟ رغم أن الإجابات على مرمى النظر ..؟! والمعالم واضحة على حافة الطريق ، ولكننا لاننظر أبعد من أنوفنا ..؟! فزوال ذلك كله مرده العودة إلى تعاليم الشريعة السمحة وتطبيقها قولا" ، وعملا"، والعودة إلى كتاب الله تعالى ، والتأسى بسنة رسوله

( صلى الله عليه وسلم ) الذى كانت تصفه زوجته عائشة ( رضى الله عنها ) بأن خلقه كان هو القرآن أو كما قالت " كان القرآن يمشى على قدمين " .. ففى ذلك صلاح الأمر كله ، وإعادة الإعتبار لأدب المعاملات فى مجتمع قد إنفلت ، وتقزم ، وانقلب فيه هرم الأخلاق .وصدق الشاعر حين قال :  

      صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوم النفس بالأخلاق تستقم 

                    

  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 1082 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

nazrat

وأرجو بأمل لله أن تثور المشاعر وتنتفض كما الصحوة على الظلم وبدى هلال الفجر الجديد لايحتاج مرصد فلكي لرؤيته بل تدركه الأبصار كافة ومن بعد 25 يناير أدعو الله ألا تجف المشاعر , مع تحياتي للكات والصديق نعمان البرديسي

ahmedkordy

والله الكلام ده كبير ,,, وأوعى يكون الأخير ,,, تسلم الأيادى والعقول المبتكرة المفكرة ...

Over-seas-group
<p>سيدى لقد تغيرت المسميات وتطورت للأسوأ فلم يعد فى معجم الحياة لفظ الصداقة لأنه إنحدر من جنة الصداقة إلى بركة الزمالة</p>
hanrashed
<p>كعادتكم سيدي دائما ما تلامسون بحكمة وبحنكة داءاتنا&nbsp;وأوجاعنا الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية. وإنه لمن نكد الدهر أن تكون ثورة الاتصالات عنوانا للمرحلة، بينما نحن قد فقدنا أو كدنا ما بيننا من دفء وتواصل واتصال. وبينما يجتهد الواحد منا في التعرف على&nbsp;أشخاص من وراء البحار والتواصل معهم عن طريق الإيميل والشات&nbsp;ظانا أن هذا سيحوله إلى إنسان عالمي، نجد نفس هذا الشخص يكاد&nbsp;لا يعرف شيئا عن جيرانه في الشارع، وربما في&nbsp;نفس المنزل أو الشقة المقابلة</p> <p>&nbsp;ولقد أهاج شجوني ما أتابعه أحيانا من حلقات المسلسل الأميريكي الشهير "زوجات يائسات" Disperate Housewives والذي تدور أحداثه حول مجموعة من الأسر التي تعيش في شارع واحد، ويستعرض المسلسل في الحلقة تلو الأخرى، كيف تتعاون السيدات في حل مشاكل&nbsp;الأسر والأزواج والأولاد، بروح تكاد تقارب أو تشابه أو تماثل ما كنا نسمع بوجوده&nbsp;في السابق من حميمية ومشاركة في المعاملات الإنسانية بين الأصدقاء&nbsp;والجيران في مدننا وقرانا المصرية. وهاهم رواد المادية والبراجماتية في العالم&nbsp;يعلموننا، ضمن ما يعلمون،&nbsp;أهمية&nbsp;التواصل الإنساني المباشر في صلاح وتقويم&nbsp;أحوال الأسر والمجتمعات والشعوب، بينما أصبحنا نحن&nbsp;نتبارى في الجفاف والجفاء والجفوة، التي تصل أحيانا إلى&nbsp;القطيعة وقطع الأرحام،&nbsp;بعدما كان&nbsp;شعبنا مشهورا بين شعوب الدنيا بكرم الضيافة ولطف المعاملة وحسن المعشر</p> <p>وإذا كان المقال يطول&nbsp;والمقام يقصر عن وصف وتشريح الحال، إلا أن استعادة ما كان على صعوبته، ليس من المحال. أما إذا&nbsp;استمر إصرارنا على إهمال هذه الظاهرة&nbsp;الأخلاقية والاجتماعية السلبية، فأبشروا سادتي والعياذ بالله، بشر منقلب وبسوء مآل</p> <p>تحياتي لقلمكم المبدع، وتقديري لشخصكم الكريم&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p>
shamit-osfan
<p><strong>ماشا الله يادكتور موضوع عظيم بمعنا الكلمة</strong></p> <p><strong>لك كل حبي وتقديري وحترامي</strong></p>
momnbrdisi@hotmail.com
<p><strong>لك حق يادكتور نعمان, ولقد أثرت قضية اجتماعية شائكة , شاعت بين الناس,, وفي الحقيقة أن المشاعر لم تجف ولم تمت .. لأن بها يحيا الإنسان ويتعايش ,, ويمكن أن نقول أنها تحولت من حب الآخر وحب الخير للآخرين ,, إلى حب الذات والأنانية المفرطة,, وليذهب الآخرون إلى الجحيم....!!</strong></p>

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

646,269

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه