صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

السلام عليكم .............

تلبية لطلب من العديد من ألإخوه الكرام ومعرفتي الأكيده بذلك الرجل كتبت هذا الموضوع  تكريماً بحق ألمرحوم النمشي المعروف ب – أحمد اللبدي – ولكوني على إطلاع على سيرته الذاتيه ومن خلال إلتصاقي به ومن خلال شهادات معظم رجالات سوم ومن مختلف العشائرومن رجالات من قرى محيط سوم  بحق ذلك الرجل  قررت الشروع ببناء هذا المقال ألتكريمي بحقه " لقد كان هذا الرجل الهمر العملاق سومياً طيباً تقياً نقياً عابداً فاضلاً تتوافر فيه كل مقومات الرجل النمشي كما وكان يحب أن يضهر بالمظهر  الحسن ؛

فكان أنيق الشخصيه وصاحب طلعة بهيه  ؛ لقد كان أبا محمود رحمه الله في أربعينيات القرن الماضي يعمل في – حيفا – وكان قد عُين آنذاك – شيف فورمان لميناء حيفا من قبل لأنجليز" لقد كان أبا محمود كما صورة لي البعض ممن كانوا رفقاءه بأنه عبارة عن هرم  متنقل - من أصل سومي لافرعوني وكان مهاباً بعين كل من رآه حتى ألإنجليز – ولقد كان الرجل محباً لأبناء سوم وقد دفعته محبته لاستقطاب  العشرات من رجالا سوم للعمل في ميناء حيفا ثم ألإشراف عليهم وتقديم كل ما كانوا

يحتاجونه من مساعدات ؛ لقد كان يتسم بالجرأه والحدة والقوه وعدم التراجع ؛ ولم يأبه بتعليمات ألإنجليز وعنجهيتهم ألمعروفه بالتعامل مع ألإنسان العربي بل كان يخالفها ويضرب بها قاع البحر ؛ ولقد سمعت بإحدى مضافات  سوم  ومن شهود موثوقين بأنه صار يتعرض للمضايقة من ألإنجليز لدرجة محاولتهم ترويضه ثم ضربه ولكنهم أساءوا التقدير؛ ولقد تفرد أحد هؤلاء الكلاب مستخفاً بذلك الرجل وقام بلكمه بال – بوكس القوي – ضناً منه بأنه سيطرحه أرضاً ؛ ولكن لم يقع الرجل ؛ فقال له ألإنجليزي ؛ سأطرحك أرضاً با لبوكس الثاني؛ فقال للإنجليزي بجملته المشهورة عنه - على شرط  تلكمني ..5..بكسات مقابل أن أجلدك - كف واحد – فوافق ألإنجليزي ولكمه 5 بوكسات ولم يتزحزح أصلاً  – وكون ألانجليز يوفون بوعودهم لم يحرم الرجل من فرصته  بتلنفيذ شرطه مما

حدى بالرجل للطم ألإنجليزي بكفه مما أدى بالأنجليزي ليفترش ألأسفلت ثم بقي - يزحط على وجهه لمسافة بحيث تم إخراج مالايقل عن - 15 حصاة من جبهته في المستشفى ؛  وكانت الضربة ألقاضيه وعبرة لغيره من المتغطرسين  ؛ لقد عاد ألرجل إلى سوم ليمارس حياته ألإعتياديه  ؛ فقام بشراء قطعة أرض وملأها بأشجار الزيتون والتين واللوز والعنب وكان يعمل كعمل المهندسين البارعين وبمفرده ؛ فكان يحرث ويزرع ويقلم ألأشجار وينتج ألحبوب وكان يعمل كالماكينات ألعملاقه ليل نهار ؛ لقد كنت أرسل له الماء للكرم أثناء موسم الحرث وفي أحدى الأيام كان يحرث على دابة هزله لم تقوى على جر المحراث أثنا مواجهتها للمنطقة الجبلية وشاهدته بأم عيني وهو يدفع بالدابة والمحراث مجتمعين وكانت الدابة تمشي على يديها - منظر يبعث الرهبة ؛

مشهدآخر لا يمكن أن أنساه وكان بحاجة – كاميرا خفيه – في موسم رجاد  القمح للبيادر كان أبو محمود قد ركب – القادم الضخم على الحمار وقام بتضمينه حمولة بك أب كبير؛ وكانت الطريق الموازية لعراق – عبده – ضيقة بسبب وجود سنسلة حجريه من جهة اليمين  وكنت أنا وأخي الأكبر برفقته ؛ لقد كانت الحمولة تصطدم بالسنسله وتسبب ذلك ألإصطدام بانحراف الحمولة للجانب ألأيسر( علطت ) فقام بمحاولة تعديلها  من خلال رفعها للأعلى ثم  ليعيدها لوضعها السليم ؛  ياللهول ويا للعجب – عمي يرفع الحماروالقادم والحمولة معاً " لقد كان عصبياً جداً وخطراً وكانت تبدو يديه كالمرازيب مهددة كل ماتطاله  ؛ وأنا أكاد أن انفجر ضحكاُ وكنت أخفي ضحكاتي  - بضخك عكسياً - خشية كارثة محققه ؛ ولكنه انتبه لي وقال - 

ولك لويش بتضحك فقلت له – يا عمي أنت لا ترفع القادم والحمولة  فقط " أنت ترفع الحمار مع لوازم الحمل كله لقد كانت قوائم الحمار تلوح في الهواء ...!! لقد كان الرجل يتمتع بقوة خارقه وكان يتهيأ لمن يعرفه على أنه يعمل بقوة الباوار- ولقد شهدته ولأكثر من مرة يقتلع بعض أسنانه بالكماشه  ومن خلال ربط سنه بعيارة الرطل بخيط قوي ؛ كما ولديه من الطاقات ما تمكنه ليرفع أي شيء مهما كان حجمه وثقله  ولقد رفع جسراً حديدياً كان يسمى ( ألأربعطعشري) عالياً أمام ألناس ويتطلب ألأمر لأربعة رجال لأتمام المهمه ؛ علماً بأن معظم وجبات إفطاره كانت لا تتعدى ستة وربما ثمانية  أرغفة طازجة من الفرن يصطادها مقلاع ألمرحومه - أخت لحد - إضافة – لزرف زيت ( فل ) ربما يصل وزنه للكيلوين وعندما كان يخلص الخبز كان يشرب باقي الزيت ليصبح الزرف أبيض لامع – كما وكان نهماً بأكل ألأرانب والزغاليل وكان يربيها في ساحة البيت ؛ لقد دعوته لسهرة ببيتي وكان والدي رحمهما الله

وكان ألمرحوم – لحد – محمد العيسى ألمعابره  وأبو عدنان ألقواسمه - حثرود - ضمن الموجودين ؛ وكانوا يتحدثون عن أيام حيفا وبطولات ألحاج النمشي أبو محمود وكانت أحاديثهم تحكي عن أموراً لاتصدق – فلاحظت أثر جرح بوجه عمي فقلت وما هذا الجرح الذي بوجهك يا عماه فقال " سولفله يا محمد الموسى – فقال والدي ؛ لقد تعارك أبو محمود مع أحد رجال ثورة 1936 وكان الرجل داهية وعنيداً - تبع خاوه - ولكن عمك قام بتدميره دماراً شاملاً وغير ملامح وجهه ؛ ولكن الرجل كان غادراً " لقد كان أبو محمود يشرب الماء من – حنفية الماء التي في الميناء وكان يشرب من خلال راحات  يديه مما جعل وضعه بشكل المنحني  مما دفع بالثورجي بالتسلل من جنبه ثم قام بعض أبو محمود في خده " مما دفع بأبو محمود للإمساك بأذن الرجل  ثم اقتلاعها من شروشها

وألقاها بعيداً..!! التعليق متروك لكم ؛ أيها ألإخوة لقد كان مثل هذا الرجل الكثيرفي سوم  فسموهم ماشئتم - نشامى - سباع - أصحاب نخوات عمالقه  هذا شأنكم  " وألئك الرجال لم  تربيهم أمهاتهم على حليب النيدو " ولم يأكلوا الشبس المقر مش ولا أكلوا - ماكنتوش  " ولم يركبوا سيارات المرسيدس " ولم يعرفوا المشروبات سوى الماء " لقد عاشوا وماتوا على ألفطره  والبساطة والطيبه  والسبحانيه " وقضوا أيام حياتهم في العمل الجاد فكانوا منتجين لا مستهلكين وكانت الخيرات بأيامهم وافره وكانت أصوات أدعيتهم نسمعها فجراً وهم

ذاهبون لتلبية نداء الحق واضحة وذات دلالات عديده منها أنهم كانوا موفقين وموقرين " لم يذهب أبو محمود يوماً لمراجعة أية جهة طبيه طيلة ثمانين عام ويزيد إلا بآخر أسبوع في حياته ؛ ولقد شهدت أيامه ألأخيره وكنت سألته من باب الفضول - هل زنيت ياعمي وهل سرقت وهل أكلت المال الحرام فقال " والله لم أزني بحياتي ولم اسرق ولم أرتكب أية معصيه وإني أصلي منذ صغري  ؛ لقد كان يصلي  ويسبح ويشكر الله على بلوته الذي إبتلاه بها وتوفي قوياً ومتشاهداً أثناء صعود روحه لبارئها  " ولم يكونوا من هم على شاكلته  يعرفون المنة ولا لغة ألمصلحه فلقد كانوا عملة نادره وهم من كانوا يجبرواها قبل الكسر " لقد كانت سوم من القرى التي تحدث فيها بكل عام كارثه " وكان المرحوم – أبو عصمان هومن كان  - يدب الصوت - عند حدوث مهلكه وكانت الرجال تترادف بالعشرات ملبية النداء مسلحة بسواعدها لا بالشفرات وألأمواس وكانت ترتج تحت أقدامهم الساحات  ؛ وقال عليه الصلاة والسلام - واذكروا محاسن موتاكم -  لقد كان أحد ألرجال وللتذكير هو المرحوم خلف العبدالله - ابو صبحي -  يقوم بهدم باب داره وأثناء

العمل وقع – الحنت المنصوب على بوابة داره والذي يصل طوله للمتر ونصف على رجل الرجل مما تسبب بكسر و ببروز عظم  الرجل الغليظ من  اللحم ؛ وقام ألمرحوم أبو محمود بحمل ذلك الرجل بحضنه وكأن وكأنه يحتضن طفلاً وذهب به للمستشفى " وعندما هم بالذهاب لمجمع السيارات ليعود لبيته تفاجأ بأنه قد حضر للمستشفى حافياً حافيا بين أربع أقواس..!! أليس من حقه علينا أن نكرمه على هذا الموقف ألإنساني ونلقبه بالنشمي  ..!! لم يتوانى أحمد اللبدي عن عمل الخير وقصة نزوله ليلاً لبئر ألمرحوم أبو

غازي لإنقاذ المرحوم غازي بليلة ماطرة مظلمة واستمر بالبحث عنه لساعات طوال في أقسى الظروف المرعبه داخل البئرولم يخرج من البئر إلا بعدما صعد حاملاً جثمان المرحوم غازي على كتفه وكان جسدهما مشبعان بالأوحال والمياه وهذه القصة ايضاً لهي شهادة للرجل يستحق عليها التكريم أيضاُ " أنا لم أذكر كل ما اعرفه عنه  علماً بأني أعرف ألكثير ؛ ولقد تركت لكم المجال ليضيف أي واحداً منكم ما يعرفه عن الرجل سواء كان لصالحه أو لغير صالحه  ؛ وللعلم لم يكن أبو محمود يجد بإربد حذاءً يتناسب مع مقاس قدمه نمره - 52 - مما كان يضطره لتفصيل ألأحذيه أو صيدها من الباله " كثر منهم مثل أبو محمود ولكنهم

غادروا ولن يعودوا ..!! وأصبحت كرومهم قاعاً صفصفا وتيبست شجيرات زيتونهم وأعنابهم وأصبح ما تبقى من بيوتهم أطلالاً خاوية على عروشها ؛ ولكن ذكراهم العاطرة ستبقى عالقة بأذهاننا ليوم وفاتنا ؛  إن مقبرة سوم لهي عبارة عن مستودع ذاخر بالنشامى والنشميات الذين يستحقون منا أن نذكر محاسنهم ونترحم على أرواحهم ونبجلهم أمواتاً " فألف ألف تحية واحترام لمن تبقى منهم بيننا ؛ وأما من أصبحوا بذمة الله  فألف ألف رحمة تنزل  على أرواحهم الطاهره وروائح أ ضرحتهم العاطره  " لقد غادرونا وغادرت معهم ألطيبه والنخوة  المروءة إلا مارحم ربي ......

 

المصدر: كتبه " نظمي محمد القواسمه ......
nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 176 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2013 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

190,856

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏