أنشأ مركز الرسالة لحرية الإعلام المحلى كشركة مدنية غير هادفة للربح عام 2007م, وتم إشهار المركز وفقا لأحكام القانون المدني المصري لتدعيم حرية تداول المعلومات وتدعيم حرية الإعلام المحلى من أجل نشر الثقافة المجتمعية في مصر والتوعية الشاملة من خلال مختلف جوانب الإعلام والمعرفة والثقافة لترسيخ دور وقدرات الإعلام المحلى
فالمركز يجمع بين النشاط الإعلامي والثقافة, وبين النشاط كمؤسسة إعلامية شاملة وبين كونه أحد منظمات المجتمع المدني الفعال في مصر.
من أهداف المركز:
- تنمية القدرات الإعلامية للطلاب والعاملين بالصحافة المدرسية .
-اكساب الشباب مهارات العمل الإعلامي الصحفي والإذاعي .
- الاهتمام بإدراج ذوى الاحتياجات الخاصة , بتدريبهم على مهن تناسب إعاقتهم للاستفادة القصوى من إمكانياتهم .
- تدعيم القدرات الثقافية وترسيخ مفاهيم القراءة عند طلاب المدارس الابتدائية .
- تطوير القدرات الإبداعية عند الأطفال والشباب.
مشروع الشباب والكاميرا لضعافي السمع من ذوي الاحتياجات الخاصة:
وانطلاقا من الأهداف السابقة كان مشروع الشباب والكاميرا لضعافي السمع من ذوي الاحتياجات الخاصة:
وهو أحد المشروعات الرائدة لمركز الرسالة لحرية الإعلام المحلى ، وهو يهدف إلى استغلال مهارات ذوى الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم ومن ضعافي السمع ، وهى استغلال المهارات التي لا تعتمد على حاسة السمع والكلام من خلال المجالات الإعلامية المتعددة ..
ولما كان التصوير يحتاج إلى حاسة النظر أكثر من احتياجه لأي حاسة أخرى ، ولما كان التصوير يحتاج لمهارة وقدره ويؤدى إلى اكتساب مهنة ناجحة ، لذا كان مشروع الشباب والكاميرا يهدف إلى تدريب متحدى الإعاقة " الصم والبكم " على فنون التصوير المختلفة والمتنوعة، وهي :
ـ تصوير صحفي ..
ـ تصوير فوتوغرافي ...
ـ تصوير رياضي ..
ـ تصوير سياحي...
ـ تصوير تجمعات ...
ـ تصويرشخصي..
ومن خلال هذا المشروع يسعى المركز إلى جعل التصوير بادرة طيبة للقضاء على البطالة وتوفير فرصة عمل لهذه الفئة من متحدى الإعاقة.
وكان المشروع وفكرته نابع من تجربة ناجحة قام بها مركز الرسالة مع أحد الشباب الذي يعانى من ضعف السمع، واستطاع بمساعدة المركز أن ينجح في دخول عالم التصوير الصحفي ...
بل واستطاع بعد نجاحه المحلى وإجادته فيه أن يصبح من المبدعين المهرة في مجال التصوير الصحفي ... واستطاع بعد نجاحه المحلي أن ينتقل بمساعدة المركز للعمل في صحيفة كبرى، مما دعا المركز لأن يسارع إلى البدء في المشروع
وبدأ المشروع في شهر يناير 2013 حيث بدأت الورش التدريبية للتصوير الفوتوغرافي والصحفي .
وتم المشروع خلال الستة شهور الأولى من عام 2013 م من خلال ثلاث مراحل على النحو التالي:
المرحلة الأولى :
وضمت نحو 25 شاب من خلال مجموعتين :
ـ المجموعة الأولى : من ضعاف السمع من حلوان .
ـ المجموعة الثانية : من ضعاف السمع من شبين الكوم .
ووصل عدد المتدربين إلى 25 شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم، وكان المدرب هو صلاح الرشيدى بمصاحبة إحدى أخصائيات التخاطب والتي تم التعاقد معها من أجل تواصل المعلومات والمواد التدريبية للمتدربين عن طريق الإشارة وأساليب التخاطب .
وضم التدريب المواد التالية في المرحلة الأولى :
- التعريف المبدئي للتصوير الصحفي وأهميته .
- التعريف بالمصور الصحفي وخصائصه التي يجب أن تتوافر به .
- التعريف بمادة التصوير الأساسية وهى الكاميرا أو مكوناتها وخصائصها وكيفية التعامل معها .
- الحديث عن معرفة العدسة وسرعة الشطر وحساسية الفيلم.
- التركيز على العامل الأساسي في التدريب وهى الكاميرا ، حيث ركز على كيفية التقاط الصورة ومواصفات الصورة الجيدة ووحدة الموضوع.
- الحديث عن أهم الثوابت الرئيسية في التصوير .
- التدريب في المعمل الرئيسي للتصوير وهو الشارع، لأنه الميدان الحقيقي للتدريب على التصوير ويساعد على تطور أداء المصور .
- تم التدريب الميداني والعملي في الحدائق وإسطبلات الخيول والشوارع والأسواق والحقول.
- التدريب على الحركة السريعة القادرة على التقاط الصورة بطريقة سليمة، حيث يساعد ذلك على عدم التقاط الصورة مهتزة.
- التدريب على اختيار موقع جيد من أجل التقاط الصورة سليمة متكاملة معبرة عن الحقيقة .
المرحلة الثانية :
خاصة بالتصوير الاحترافي :
وهى مرحلة التدريب على التصور الفوتوغرافي الاحترافي ، وفى هذه المرحلة تم تدريب المجموعات على بواسطة المصور الفوتوغرافي محمد ملهط وتم التدريب على هذا التصوير الاحترافي الفوتوغرافي كالآتي :
ـ تم تجهيز أستوديو تصوير خاص للمشروع متكامل، تم إنشاؤه خصيصاً للمشروع.
- تم تدريب الشباب على التصوير داخل الأستوديو .
- تم تعريف الشباب بكافة محتويات الأستوديو من :
* أجهزة إضاءة .
* كاميرا تصوير خاصة .
* خلفيات .
- تم الشرح للشباب عن كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يقومون بالتقاط الصورة لهم .
- كما حرص المدرب على الاهتمام بشرح عملية ضبط المسافة والإضاءة وتعريف الشباب على نوعيات الصور التي يتم التقاطها .
- تم تدريب الشباب على الاختلافات الواضحة بين الصور المتعددة حسب الجهات المطلوبة لهذه النوعيات.
- كما تم التدريب على كيفية اختيار زوايا التصوير المختلفة للحصول على صورة جيدة .
ونظراً لأهمية هذا المشروع فقد تم مايلي :
- التدريب عليه بإتقان شديد من ذوي الاحتياجات الخاصة ..
- ظهور مهارات خاصة للمتدربين من ضعاف السمع والنطق ..
- وقد ظهرت قدرات فائقة بالفعل من الصم والبكم ، على التحكم في الكاميرا أو الإضاءة وفى الزوايا والخلفيات...
- وأدى دقة التدريب وحيويته وحماس المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم إلى حصول المتدربين على مستوى متميز في التدريب، مما يؤهلهم لفتح مشروعات للتصوير الفوتوغرافي، وأعطاهم مهارة خاصة للحصول على فرص عمل جيدة .
المرحلة الثالثة :
وقد تم فيها تدريب شباب الصم والبكم على إجادة استخدام برنامج الفوتوشوب على أجهزة الكمبيوتر ، حيث يُعد برنامج الفوتوشوب من أهم البرامج التي تدخل كعنصر هام في فن التصوير وإعادة إنتاج الصور وتركيبها ولذلك كانت هذه المرحلة مُهمة للغاية حيث أشرف عليها كل من المدرب هشام جمال حسنى وعبدالعظيم جمال الدين من خلال تخصيص عدد من الورش التدريبية على هذا البرنامج.
الحفل الختامي للمشروع :
وتم إعداد هذا الحفل بعد أن أدى وأتم المتدربون تدريباتهم من خلال :
ـ 17 يوم تدريبي كامل .
ـ 51 ورشة فنية .
ـ وتم تنفيذ البرنامج التدريبي خلال ثلاثة شهور .
وتم خلال الحفل الختامي ما يلي :
- منح أربع كاميرات لأربعة من الشباب ، تدعيما من مركز الرسالة لهؤلاء الشباب، وإيمانا من المركز أن هذه الكاميرات سوف تساعدهم فى حياتهم المستقبلية .
- وعد المركز بالسعي لتقديم الأوائل إلى أقسام التصوير في عدد من الصحف المصرية، وخاصة أن الكاميرا هي رأس مال المصور .
- تم تنظيم مسابقة أظهرت قدرات المتدربين ومهاراتهم التصويرية.
- تم الوعد بتوفير معدات وتجهيزات لاستديو خاص لكل ثلاثة من المتدربين، حتى يحقق المشروع الهدف المنشود منه وهو فتح أُفق جديدة للمتدربين بسوق العمل .
هذا ..
ويحاول المركز أن يُوجد آلية للمتابعة والتواصل مع المتدربين بعد نهاية التدريب، كما يحاول أن يقوم بعمل وكالة إعلانيه للتصوير الفوتوغرافي وتوزيع الصور عن طريق وكالات الأنباء والصحف العالمية.
ولذا كان هذا المشروع من أهم المشروعات التي تبناها مركز الرسالة لحرية الصحافة المحلية لأنه :
- أنه فتح مجال التدريب المهاري والفني والعملي .
- أنه فتح المجال لتغذية سوق العمل بمتدربين على كفاءة عالية .
- أنه جعل التصوير الفوتوغرافي الاحترافي - على أسس علمية – وسيلة لكسب لقمة العيش ، ووسيلة لتحويل جزء من البطالة إلى قيمة منتجه مضافة للمجتمع .
- أنه فتح آفاق التدريب التحويلي والعملي والعلمي لبعض الفئات المختلفة داخل المجتمع .
وبهذا المشروع استطاع مركز الرسالة لحرية الإعلام المحلى أن يواصل تحقيق أهدافه لخدمة كافة مجالات الإعلام المحلى .
وتمت الاستفادة من جهود هؤلاء المصورين المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبُكم في قسم التصوير بجريدة الرسالة .
كما تمت الاستفادة من جهود بعض هؤلاء المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم في صحف أخرى مثل جريدة التحرير المستقلة ، وتم مساعدة بعضهم في إقامة مشروعات خاصة بافتتاح محلات تصوير فوتوغرافي وفيديو ، في بعض الأندية وفي بعض المدن من أجل تمكينهم من أداء دورهم المجتمعي وممارسة حياتهم الطبيعية والإنتاجية ، ليكونوا مواطنين صالحين منتجين ، مثل أقرانهم العاديين ، يكسبون قوتهم من عملهم وإبداعهم ، مما يمكنهم من حياتهم العامة والخاصة والمجتمعية ، ويصبحوا قوة اجتماعية هائلة تفيد المجتمع بأسره.
ولذا ، يعتزم المركز أن يواصل رسالته في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم وضعاف البصر والمعاقين عقلياً وجسديا ، من أجل تأهليهم المجتمعي ، وتمكينهم من أداء دورهم الوطني .
المرجع : أبحاث المؤتمر الثقافي الخامس لذوي الاحتياجات الخاصة 9-10 ديسمبر 2013 بقلم سليمان عبد العظيم القلشي
ونحن إذ نحيي هذه التجربة الرائدة ونحيي فريق العمل الذي قام بها بمركز الرسالة ، فأننا نلحظ عليها ما يلي:
<!--أنها قد طرقت مجالا جديدا وإبداعيا من المجالات التي يحتاج إليها الصم والبكم وضعاف السمع ويحتاج إليها المجتمع أيضا.
- كذلك فإن نجاح التجربة قد أغرى مركز الرسالة بتعميمها على فئات أخرى من ذوي الإعاقة وهي دعوة لأجهزة الدولة ورجال الأعمال والمستثمرين لعدم التهيب من دخول هذا الميدان وإنما الانطلاق بثقة والإفادة من طاقات وامكانات هذا المجال الواعد:
مع أطيب أمنياتنا بكل الازدهار والتوفيق.
ساحة النقاش