نشر هذا المقال بجريدة الأهرام المصرية بتاريخ 24-8-2012 بملحق أهرام الجمعة وهو يتحدث عن خدمة ارشادية رأينا من المفيد التعرف عليها والتعامل معها، وإليك المقال
عندما تذكر الصحة النفسية يتبادر إلي ذهن العديد من الناس علاج الأمراض النفسية والعقلية, ولا شك أن هذا شق أساسي من الخدمات التي تقدمها الصحة النفسية تختص به أفرع منها كالطب النفسي والعلاج النفسي وغيرهما.
ولكن النطاق الأوسع من الخدمات يقدمها فريق الصحة النفسية للعاديين من الأصحاء ومنهم ذوو الإعاقة; إذ إن الهدف الأساسي للصحة النفسية أن يعيش الفرد معظم أوقات حياته في حالة من الطمأنينة والسلام مع النفس مما يمكنه من تعرف امكاناته واستثمار قدراته بأسلوب يجعله نافعا لنفسه مفيدا لأسرته ومواطنا صالحا في مجتمعه بل وربما مصدر عطاء لعالمه وقادرا علي مواجهة ما يعترضه من مشكلات وعقبات خلال رحلة حياته.
وأصحاب الإعاقات في عمومهم ليسوا بأي حال من الأحوال مرضي نفسيين أو عقليين, فهم مجموعات من البشر تعرضوا لظروف خاصة نتج عنها قصور في عضو أو أكثر من أعضاء الجسم, مما استلزم التدخل بإحدي الوسائل أو المعينات التربوية أو الاجتماعية لجبر هذا القصور بما يمكنهم من ممارسة حياتهم والقيام بواجباتهم وخدمة أوطانهم: فكفيف البصر مثلا حالت ظروف فقد البصر دون أن يقرأ ويكتب بالطريقة العادية فتعلم الكتابة والقراءة بطريقة برايل... وهكذا.
وتقدم الصحة النفسية العديد من الخدمات لأصحاب الإعاقات والعاديين منها: الإرشاد الزواجي لهم, ومتابعة الأسر المعرضة أكثر للإعاقة, والاكتشاف والتدخل المبكر عند حدوثها, وتوجيههم لنوع التعليم والتأهيل المناسب, واستثمار الحواس الأخري والطاقات الكامنة واكتشاف إبداعاتهم.
وهذه الخدمات وغيرها تكون أكثر فائدة مع الفئات الخاصة منها لدي الشخص العادي حيث يكون لها مردود أكبر في تشكيل أسلوب حياته وصنع مستقبله. إذن فالصحة النفسية تعمل خلال4 محاور رئيسية هي: محور علاجي للمصابين بالأمراض النفسية أو العقلية وأصحاب الاحتياجات الخاصة شأنهم شأن غيرهم من العاديين في هذا الأمر, ومحور إرشادي كلنا محتاجون إليه, ومحور تنموي يعتمد علي اكتشاف وتنمية الإمكانات والقدرات الموجودة لدي الشخص, ومحور يهتم بتقديم التوعية للأسرة والمجتمع حول القضايا المتصلة بالصحة النفسية لهم وكيفية التعامل مع صاحب الإعاقة وتقديم الخدمة له. هذه فكرة موجزة عن بعض ما تقدمه الصحة النفسية من خدمات للفئات الخاصة وللعاديين وبها العديد من الموضوعات المهمة التي نأمل أن نتناولها بشئ من التفصيل في مقالات تالية بإذن الله.. مع أطيب أمنياتنا بصحة نفسية جيدة وحياة هانئة.
<!--
ساحة النقاش