ثانيا ، مكانة شهر شعبان وبعض فضائله:
<!--تم فيه تحويل القبلة من التوجه شطر المسجد الأقصى إلى التوجه شطر المسجد الحرام –على المشهور- وفي ذلك يقول القرآن الكريم : (قد نرى تقلب وجهتك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ...) (البقرة، 144)
<!-- وفي السنة النبوية الشريفة : قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان. رواه البخاري ومسلم.
3- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة أما تخصيص يوم النصف منه بالصوم ظناً أن له فضيلة على غيره فهو أمر لم يقم عليه دليل صحيح. والله تعالى أعلم.
(موقع اسلام ويب).
كذلك أخبرنا سيدنا أسامة بن زيد [رضي الله عنهما ] أنه كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ وإلا صامهما ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ وإلا صُمتهما قال أيُّ يوميْنِ قال قلتُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ قال ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ قال قلتُ ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ قال ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّأن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ
(إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 4/103 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وإذن فإن لشهر شعبان مكانة خاصة حيث:
- تم فيه تحويل القبلة من المسجد لأقصى إلى المسجد الحرام.
- كذلك كان النبي [صلى الله عليه وسلم] يصوم معظمه.
- أيضا فيه ترفع الأعمال إلى الله كما ذكر المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وكأنه ختام لعام تعبدي تبدأ بعده انطلاقة تعبدية جديدة مع بداية شهر رمضان –كما سنشير إلى ذلك لاحقا
ويشكو بعض الناس من فتور مع بداية شهر رمضان وأنه لم يشعر بتغير يذكر في نفسيته وربما يحدث ذلك لأنه لم يعايش فاعليات شهري رجب وشعبان ،أو أنه أخذته دوامة الدنيا بمشاغلها ومشاكلها التي لا تنتهي ولن تنتهي فحصر تفكيره فيها وربنا أيضا لأنه لم يتعرض بمرآة قلبه إلى إشراقات شهر رمضان ، وهو ما يرشدنا إليه الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم حيث يقول: [ ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها) (رواه التبراني وقال العراقي مختلف في إسناده)
ولا شك أن من يتذكر ويعايش الأحداث العظيمة التي حدثت في شهري رجب وشعبان مثل رحلة الإسراء والمعراج وحادثة تحويل القبلة –على المشهور وغيرهما ، كذلك يكون له حظ فيهما من الأعمال الصالحة وصيام التطوع ، ويستحضر أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله ويوجه مرآة قلبه إلى استقبال إشراقات شهر رمضان ، لا شك أن ذلك وغيره يكون فيه نوع من التهيئة النفسية والروحية والاجتماعية لاستقبال هذا الشهر الكريم
- ويكون شهر شعبان وشهر رجب (إلى جانب أهميتهما ومنزلتهما ) تدريبا جسميا وصحيا على الصيام وتمهيدا وتهيئة لاستقبال شهر رمضان المبارك ...
نسأل الله أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان ويجعلنا فيهم من الفائزين برحمته وفضله إنه هو الجواد الكريم .
ساحة النقاش