من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: أ.د. نادية حجازى

من أجل تحقيق أحلامك عليك أن تلزمى الواقعية فى اتخاذ قراراتك، إذ تواجه الأمهات اللائى يشرعن فى تغيير عملهن أو حالتهن الإجتماعية الصدام بأمر غاية في الأهمية وهو عامل الشعور بالذنب، فالأمهات اللائى يسعين وراء الأعمال غير المجهدة أو زهيدة الراتب من أجل تخصيص المزيد من الوقت للأسرة، يعانين من الشعور بالذنب، وذلك لأن مثل هذا العمل يقلل من دخل الأم مما يدفعها لتغيير نمط حياتها ومستوى معيشتها، فيملاؤها الشعور بالذنب مع الأخذ فى الإعتبار تصورها عن المجتمع الذى قد يحط من قدرها. كما ينمو إلى علم الجميع أن عالمنا اليوم لا يسلم أحد من الظلم الطبقى أو الاجتماعى.


وعلى ذلك فإننا بحاجة ماسة إلى تحديد أولويات حياتنا بأنفسنا، فعلينا أن نتعلم ألا نشعر بالذنب، خاصة إذا ما قررنا عدم الإلتفات إلى معايير مجتمعنا بكسب المزيد من المال وإقتناء المزيد من الأشياء، فمن البديهى أننا لابد أن نغير نمط حياتنا بعد اتخاذ القرار بتخفيض العائد أو الدخل، وليس من الضرورى أن يؤدى تغيير نمط الحياة إلى تداعيات هادمة خاصة إذا ما كنا نتمتع بتوافق عقلى صحيح.
ومما لا شك فيه أننا يجب أن نتذكر دائما أن لكل سلعة ثمنها وأن أحدا لا يمكن أن يتمتع بكل شئ في الحياة، وأن الأم العصرية القادرة على فعل كل شىء ما هى إلا أسطورة غير محققة، فإذا كانت أولى أولوياتك الأمور المادية والصورة الوظيفية فليس من الحكمة أن تندهشى بوجود معاناة فى حياتك العائلية، أما إذا كانت الحياة الأسرية تحتل موقع الصدارة فى قائمة أولوياتك فلا ينبغى أن يصيبك الشعور بالإحباط إزاء عدم توفر الأشياء التى كنت تنتظرينها أو الصورة الوظيفية اللائقة، لهذا فعلى كل أم أن تحدد قائمة أولوياتها طبقا للحياة التي تريد أن تحياها.

تحديد الأهداف
يحكى أن أحد الأساتذة أحضر دورقا زجاجيا كبيرا فارغا ووضعه على المنضدة أمام تلاميذه فى قاعة الدرس ثم سألهم عما إذا كان الدورق فارغا، وكانت إجاباتهم واضحة "بالطبع نعم"، ثم شرع فى ملء الدورق بأحجار كبيرة الحجم، ثم عاد يسأل تلامذته عما إذا كان الدورق ممتلئا وقد أجابوا بالإيجاب: "نعم"، ثم أخذ في إضافة أحجار أصغر حجما إلى الدورق حتى إمتلأ عن آخره، ثم كرر سؤاله عما إذا كان الدورق ممتلئا فأجابوا: "نعم"، ثم راح يضيف إلى الدورق حفنا من الرمل، إذ تخللت ذرات الرمل الأحجار، وظن الحاضرون أن الدورق لن يتحمل المزيد من الإضافات، إلا أن الأستاذ صار يصب الماء فى الدورق، وما كان من الماء إلا أن تخلل ذرات الرمل والأحجار ليملأ الدورق.

والحكمة وراء الحكاية أن الأمور الأهم والأكبر يجب أن تحتل الصدارة في قائمة أولويات حياتنا. فإذا كان الأستاذ قد بدأ بالماء أولا فما كان لابد أن ينسكب فور وضع أول حفنة من ذرات الرمل، وبالتالى فلا مجال لوضع أية أحجار صغيرة ولا كبيرة، وبالمثل علينا أن نحدد أهداف حياتنا المالية، وبمجرد تحديد أهدافنا يكون بمقدورنا تشكيل الخطوات والإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، ولن نستطيع أن نحقق أهدافنا ما لم نحددها، وبالتالى نظل طوال حياتنا نعمل وننفق ذاهبين إلى لا شئ.

المصدر: أ.د. نادية حجازى - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول