جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تقديم الفرح
عند "محمد دلة"
دائما النص الجميل يفرحنا، فعندما يتعمد الكاتب تقديم نصه بألفاظ بيضاء، متجنبا خدش مشاعرنا، فهذا يزيدنا تقدما من النص ومن الكاتب، "محمد دلة" يقدم ومضة مذهل، فنجده كالنبع المتدفق، الذي يثرنا بمشاهدته، ويمتعنا بجماله، ويدعونا لنرتوي منه، فنحصل على ماء عذب، ينعشنا، وعلى مشهد جميل، يمتعنا، وعلى احساس بالشبع، الشبع المادي من خلال الماء، والشبع الجمالي/الروحي من خلال مشاهد النبع.
فما هو هذا النبع الذي تحدث عنه "محمد دلة"؟:
"ليتني شجرة
يعالجني النجار
فأصبح بابا
يخرج الحزن منه"
الجميل في الومضة أن الشاعر قدم شيء جميل "الشجرة" وتعمد عدم ازعاجنا بمشهد النجار وهو يقطعها، فاستخدم "يعالجها" حافظا على صورة الشجرة الجميلة في مخيلتنا، وأيضا لكي لا نأخذ فكرة سلبية عن النجار، لهذا نجده يقدمنا من فكرة "باب" وهذا الباب يمكن أن يأتي بدلالة ايجابية أو سلبية، لكن "محمد دلة" يختصر الوقت علينا، ولا يجعلنا نفكر بطبيعة هذا الباب، فيجعل مهمته "يخرج الحزن منه" كتأكيد على الصورة الايجابية التي أرادنا أن نكون بها.
غالبا ما يأتي استخدام فعل المضارع ليقدمنا من الحياة، من الفرح، وهذا ما يضيف جمالية أخرى إلى الومضة، فالومضة تتحدث عن فعل مستقبلي، وهذا ما يجعلنا نتقدم من الحياة ببهجة وفرح، منها نقول لأن النص الجميل لا يخضع للطول أو القصر، بل عناصر أخرى، هي من تجعلنا نتقدم منه أو أن نحجم عنه.
الومضة منشور على صفحة الفنان الكاتب على الفيس.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية