دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

السواد الكامل عند
"هارون الصبيحي"
الأدب بالتأكيد يعبر عن الواقع، إن كان يعي الكاتب هذا الأمر أم لا، فنحن المتلقين يمكننا إيجاده، من خلال الفكرة أو من خلال الألفاظ المستخدمة أو من خلال شكل تقديم المادة الأدبية.
الومضات أكثر أشكال الأدب معبرة عن سخط الكاتب على واقعه، حيث أنها تأتي مختزلة ومختصرة، وكأن الكاتب يبدو (مشمئز/قرفان) من الواقع لهذا نجده يختزل كلامة بعدد محدود جدا، فنادرا ما نجد الومضة تأتي بفكرة جميلة أو ممتعة، خاصة عند الكتاب في المنطقة العربية، "هارون الصبيحي" يمثلأحد هؤلاء الكتاب الذين يعبرون عن سخطهم على الواقع من خلال كتابة الومضة.
جاءت الومضة بهذا الشكل:
"بعد منتصف الليل، تخرمش القطة السوداء
على باب بيتي و..
قصص رعب قصيرة جدا"
فهناك اللون السود استخدم مرتين، الليل والقطة، بمعنى أن الكون/الحالة الظلام، ومن يقوم بالحدث، أما على صعيد الأصوات فنجد "تخرمش"، وهنا يأتي العنصر الثاني، الذي يشير إلى الحالة غير السوية يمر بها الكاتب، والعنصر الثالث جاء عن طريق الذاكرة، الثقافة، التراث، فالقصص الرعب بالتأكيد لها حضورها في هكذا موقف، وهنا يكتمل الخناق على "هارون الصبيحي" بحيث (يتأمر عليه) الظرف/الحال والقط والثقافة/التراث، ونجد حالة الخوف وعدم الاتزان حاضرة من خلال الفصل بين المشهد الأول والذي ينتهي عند:
"بعد منتصف الليل، تخرمش القطة السوداء
على باب بيتي و.. "
والمشهد الثاني الذي يبدو لنا منفصلا عن الأول:
" قصص رعب قصيرة جدا"
فيبدو لنا وكأن المقطع جاء عن طريق العقل الباطن، لهذا نجده شبه منفصل عن الأول، وهذا يشير إلى حالة الاضطراب والسواد التي يعاني من الكاتب، وكما أنه غالبا ما يستخدم الحيوان أو لحشرات لتعبر عن حالة الاحتقان التي يمر بها الكاتب، وأكبر مثل على هذا رواية "حين تركنا الجسر" لعبد الرحمن منيف، ورواية مفتاح الباب المخلوع " لراشد عيسى.
من هنا يتوجب علينا أن نقف عند ما يقدم من مواد أدبية لنتأكد بأن واقعنا وواقع كتابنا ليس بالوضع السوي، وإنما وضع في أسوء ما يكون، إن كان على الصعيد الاجتماعي أم الاقتصادي أم الإنساني، أم الوطني/القومي، فهل يعقل أن يصل الكاتب إلى (أرذل العمر) وجميع ذكرياته عبار عن هزائم متلاحقة للعرب، وخنوع للغرب، واحتلال وخراب "القدس وبيروت وبغداد ودمشق وطرابلس وصنعاء، بالتأكد هكذا يجب أن نفهم الظرف/الحالة التي كتب بها "هارون الصبيحي" الومضة.
جاءت الومضة بهذا الشكل:
"بعد منتصف الليل، تخرمش القطة السوداء
على باب بيتي و..
قصص رعب قصيرة جدا"
فهناك اللون السود استخدم مرتين، الليل والقطة، بمعنى أن الكون/الحالة الظلام، ومن يقوم بالحدث، أما على صعيد الأصوات فنجد "تخرمش"، وهنا يأتي العنصر الثاني، الذي يشير إلى الحالة غير السوية يمر بها الكاتب، والعنصر الثالث جاء عن طريق الذاكرة، الثقافة، التراث، فالقصص الرعب بالتأكيد لها حضورها في هكذا موقف، وهنا يكتمل الخناق على "هارون الصبيحي" بحيث (يتأمر عليه) الظرف/الحال والقط والثقافة/التراث، ونجد حالة الخوف وعدم الاتزان حاضرة من خلال الفصل بين المشهد الأول والذي ينتهي عند:
"بعد منتصف الليل، تخرمش القطة السوداء
على باب بيتي و.. "
والمشهد الثاني الذي يبدو لنا منفصلا عن الأول:
" قصص رعب قصيرة جدا"
فيبدو لنا وكأن المقطع جاء عن طريق العقل الباطن، لهذا نجده شبه منفصل عن الأول، وهذا يشير إلى حالة الاضطراب والسواد التي يعاني من الكاتب، وكما أنه غالبا ما يستخدم الحيوان أو لحشرات لتعبر عن حالة الاحتقان التي يمر بها الكاتب، وأكبر مثل على هذا رواية "حين تركنا الجسر" لعبد الرحمن منيف، ورواية مفتاح الباب المخلوع " لراشد عيسى.
من هنا يتوجب علينا أن نقف عند ما يقدم من مواد أدبية لنتأكد بأن واقعنا وواقع كتابنا ليس بالوضع السوي، وإنما وضع في أسوء ما يكون، إن كان على الصعيد الاجتماعي أم الاقتصادي أم الإنساني، أم الوطني/القومي، فهل يعقل أن يصل الكاتب إلى (أرذل العمر) وجميع ذكرياته عبار عن هزائم متلاحقة للعرب، وخنوع للغرب، واحتلال وخراب "القدس وبيروت وبغداد ودمشق وطرابلس وصنعاء، بالتأكد هكذا يجب أن نفهم الظرف/الحالة التي كتب بها "هارون الصبيحي" الومضة.
بعد كتاب المقال، أرسل لي الصديق الكاتب "هارون الصبيحي" توضيحا جاء فيه: " رائد شطح بك الخيال بعيدا هذه المرة. المنشور ليس ومضة ولا نص أدبي. هو مقطع من خيالي ودعوة لكتابة قصة رعب قصيرة جد. وهي برأيي اصعب انواع القصة. من ناحية اخرى الكاتب لا يعبر عن سخطه ولا هو حانق بل هو يقص الواقع وما خلف الواقع باسلوبه الأدبي و احيانا هو لا يعبر عن رأيه بل عن رأي الشارع. تحيتي"
من باب الأمانة الأدبية اقتضى الأمر أن أشير إلى هذا الأمر، أننا نحن القراء ـ احيانا ـ يأخذنا خيالنا بعيدا، فنعكس ما نمر به من أزمات ونحملها/نسقطها على النص الأدبي وليس العكس.

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,726