جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
موسوعةشعراءالعربية
المجلدالثامن \ شعراءالنهضةالعربية
الشاعر حليم دموس
بقلم فالح الكيلاني
.
حليم دموس أديب وكاتب وشاعر من الرعيل الأول، نادى بالنهضة العربية، ورفع لواء الضاد عالياً، وأدى رسالة الشعر الوطنية على أكمل وجه، فذاع صيته وطبقت شهرته العالم العربي ولا تزال النوادي الأدبية تذكر مواقفه الرائعة وجولاته في دنيا الشعر والنثر وهو أحد مؤسسي (الرابطة الأدبية) في دمشق عام 1921.
.
ولد حليم دموس في عام \1888ميلادية بمدينة ( زحلة )زحلة من اعمال ( لبنان )، وكان والده ( إبراهيم جرجس) شاعرا ووالدته السيدة ( نعمة عبود ) راوية للشعر والأناشيد القومية.
.
تلقى دراسته الاولية في المدرسة الأمريكية، ثم مدرسة الروم الأرثوذكس وتابع دراسته الثانوية في الكلية الشرقية في( زحلة )حتى عام 1904، وتتلمذ على كبار الأساتذة منهم المؤرخ ( عيسى اسكندر ) (وجرجيس همام )، و( ابراهيم غزالة ) و( بولس كفوري )
.
هاجر عام 1905 إلى( البرازيل ) وهو في السابعة عشرة من عمره وعمل في التجارة مع أخوته في مدينة ( نورومبا ) عاصمة بولاية ( ماتا كروسو) ودرس ودرس ( اللغة البرتغالية ) وأتقنها جيدا وترجم بعض القصائد ن اللغة البرتغالية الى العربية ونشرها في الصحف العربية في المهجر وكذلك اسس جمعية ادبية في (كورومبا). الا انه لم تستهوه الحياة في ( البرازيل) وكان كثير الحنين إلى وطنه وإلى مسقط رأسهمدينة ( زحلة ) وإلى أهله وأصدقا ئه فشدَّ الرحال عام \ 1908 وقفل راجعا الى ( زحلة ) بعد غياب دام ثلاث سنوات ونشر قصيدته (من وراء البحار) التي تدل على وطنيته الخالصة ومشاعره العاطفية قال:
أرض الأحبة ما أبهى مغانيها وما أحيلى زماناً لي مضى فيها
حيث المسرة لا بؤس يمازجها ولا بلاد بطيب العيش تحكيها
.
وفي عام 1909 عين أستاذاً للغة العربية في( الكلية العلمانية) في ( بيروت ) حين تأسيسها، ثم عاد إلى ( زحلة) وعمل في الصحافة محرراً في جريدة (المهذب) التي أنشأها المؤرخ( عيسى اسكندر المعلوف) لمدة ست سنوات ولمع فيها شاعراً مرموقاً، ثم سافر إلى مدينة ( دمشق )عام \ 1919 حيث عيِّن موظفا في إدارة سكة حديد الحجاز نائبا لرئيس المحاسبة فيها لمدة سنتين.
.
وفي عام 1919 تزوج من (هيفا سليم التبشراني) في ( الشوير)، وكان عضواً عاملاً في العديد من الجمعيات (النهضة الأدبية)، و(بزوغ شمس الإحسان) و(مأوى العجزة) و (الرابطة الأدبية ) حيث كان احد مؤسسيسيها في ( دمشق) عام 1921 مع عدد من الادباء منهم محمد الشريقي وخليل مردم وسليم الجندي واحمد شاكر الكرمي وغيرهم وكان قد احب اللغة العربية وتغنى بها كثيرا
ومن قصائده فيها :
لـو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى
لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنا
كانتْ لنا برداً على الأكبادِ
سـتظلُّ رابطـةًتؤلّـفُ بيننا
فهيَ الرجـاءُ لناطـقٍ بالضّادِ
وتقاربُ الأرواحِ ليـسَ يضـيرهُ
بينَ الديارِ تباعـدُ الأجسـادِ
أفما رأيـتَ الشمسَ وهيَ بعيدةٌ
تُهـدي الشُّعاعَ لأنجُدٍ و وَهادِ
أنا كيفَ سرتُ أرى الأنامَ أحبّتي
والقـومَ قومي والبلادَ بلادي
. ويقول في قصيدة اخرى في اللغة العربية ايضا
لا تلمني في هواها ...أنا لا أهوى سوا ها
لست وحدي أفتديها .. .كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس ... وتمشّت في دماها
فبِها الأم تغنّت ... وبها الوالد فاها
وبها الفن تجلى ... وبها العلمُ تباهى
كلما مرّ زمان ... زادها مدحا وجاها
لغة الأجداد هذي رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها .. .نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى في هواها واصطفاها
وكانت قصائده قد نشرت في الصحف والمجلات في ( زحلة) و(بيروت )و (دمشق ) وانتشرت في البلاد العربية وطبع ديوانه الأول مرتين مرة في( القدس ) 1921 والاخرى في مطبعة (دار الأيتام السورية) ونال عدة جوائز في مسابقات شعرية.
انشأ في عام \1933 جريدة (الأقلام) في ( بيروت) وكانت أسبوعية واستمرت في الصدور مدة ثلاث سنوات. وفي عام \1935 انضم إلى جريدة (الاتحاد اللبناني) التي كان يصدرها ( انطوان عقل )
.
.لقب ( حسان ) تيمنًا باسم شاعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وقد أقيم له مهرجان تكريمي في ( زحلة ) عام \ 1966 تكلم فيه كبار شعراء ومثقفي لبنان
.
توفي في عام 1957 بمدينة (بيروت ) ودفن في مقبرة العائلة في ( جونية )
.
له العديد من المؤلفات المطـبوعـة نذكر منها :
«ديـوان حلـيم» طبعة 1919 و1921،
«المثالث والمثاني» الجزء الأول صيدا 1926، والجزء الثاني 1930،
«قاموس العوام» (1923)،
«في سبيل التاج»، رواية تمثيلية للكاتب الفرنسي فرانسوا كوبيه (1926)،
«رباعيات وتأملات» (جزءان) 1952،
«ديوان يقظة الروح» أو «ترانيم حليم» (القاهرة 1949)
«فاجعة بيروت»، رواية.
.
يتميز شعره بسلاسته وسهولته ونلاحظ فيه ميل الشاعر الى التفكير الفلسفي الروحي والتأملي، وقد اتجه في السنوات الأخيرة من حياته إلى عالم الروح ووحدة الأديان وكان به اشتياق إلى عالم الحق والخير والجمال والعدل. والطبيعة ومن جميل شعره نشيد عذب ارتسم في ذاكرة اللبنانيين من تلحين الأخوين فليفل :
عليك منّي السلام يا أرض اجدادي
ففيك طاب المُقام وطاب إنشادي
أهوى عُيون العسل – أهوى سواقيها
أهوى ثلوج الْجبل – ذابت لآليها
هذي مجاري الامل - سبحان مجريها
ذابت كدمع المُقل – في أرض أجدادي
ياقومُ هذا الوطن نفسي تناجيهِا
فعالجوا في المِحَن جراحَ أهليهاِ
.
عاصر حليم دموس عصر أركان نهضة الشعر العربي في القرن العشرين ، كما كان شاهدًا على مجريات هذا العصر يتفتح دومًا على جديد، فكان شعره يزاوج بين هدفين: أن يؤكد ذاته الفنية مستخدمًا أساليب الشعراء المعاصرين له، يتجاوب مع بشائر التجديد ومظاهر التحديث التي تستهل بين الحين والآخر. فكتب القصيدة، والموشحة، والملحمة، والشعر المنثور، وكتب في الأغراض التقليديةى منث المديح والوصف و الرثاء والغزل وانشد شعر الوطنية الحقة ووصف الحياة الاجتماعية، وفي شعره نظرة الى معطيات الحضارة المادية الجديدة، في سياق معاكس ليقظة الروح.
...وا ذا لم تذدعن حوضها أنداك طورها
وعلمت أن الظلم في الناس شيمة ..
أن كؤوس المجد حلو مريرها
وعلمت أن الشر بالشر يتقى
.. ذا الفتنة العمياء عمت شرورها
وعلمت أن المال في الأرض قوة .
. أن المنى لا يلتقيها فقيرها
وأن صغار الطير يسهل قنصها .
. أن أسود الغاب يخشى زئيرها
وحدثت عن ذل الضعيف بأمة
. خاذل أهلها وعاث غدورها
وعلمتها صبر الكريم وحلمه
.. ذا ما الرياح الهوج سح طيرها
.. ذا لم تذدعن حوضها أنداك طورها
وعلمت أن الظلم في الناس شيمة ..
أن كؤوس المجد حلو مريرها
وعلمت أن الشر بالشر يتقى
.. ذا الفتنة العمياء عمت شرورها
وعلمت أن المال في الأرض قوة .
. أن المنى لا يلتقيها فقيرها
وأن صغار الطير يسهل قنصها .
. أن أسود الغاب يخشى زئيرها
وحدثت عن ذل الضعيف بأمة
. خاذل أهلها وعاث غدورها
وعلمتها صبر الكريم وحلمه
.. ذا ما الرياح الهوج سح طيرها
واختم بحثي بهذه القصيدة الرائعة التي القاها الشاعر حليم دموس في مهرجان لتكريم الشاعرالمتنبي القام في دمشق يقول فيها :
طلعت على الضحى فحيتك حورها
. وخضت قوافيها فدانت بحورها
فتحت فتوحات تراءت حدودها .
. وألهبت أرواحاً تظلى سعيرها
وأضرمتها في عالم الشعر ثورة .
.. على ربوات الخلد دق نفيرها
خلت حلب الشهباء من سيف الدولة ..
. ودولتك العصماء باق سريرها
فملك ولا تاج وفتح ولا دم
ولارايات نصر للنشور نشورها
هي الحكمة الغراء جاءتك تزدهي
وليس سوى تلك القوافي خدورها
سلام على ام اللغات فوحيها .
.. أغان على الأسماع يحلو مرورها
هي العروة الوثقى هي المنية التي
. يهز قلوب المخلصين بشيرها
تركنا ربى لبنان والشام قصدنا
وفي النفس من أشواقها نا يثيرها
حملنا إليها الشعر والشوق والهوى
.. وذكرى ليال ليس ينسى سرورها
وفي ميسلون كان للركب وقفة
على تربة من هالة العين سورها
إذا رفعوا لإسم البطولة قبة
. مشينا إليها خاشعين نزورها
وهبت لنا من جانب الشام نفحة
كأن ربى الفردوس فاح عبيرها
حللنا مغانيها وفي كل دارة
على بردى من جو مصر طيورها
مواكب أقطاب البلاد تزاحمت
فطابت لياليها ولاحت بدورها
إلى المجمع العلمي خفت
وبالمعرض السوري حفت صقورها
وحيّت صلاح الدين حول ضريحه
ففاضت مآقيها وجاشت صدورها
إلى الخلفاء ..
وقد بسمت للخالدين ثغورها
مفاخر سفيان ومجد أمية
. وآثار مروان حوتها قصورها
غدة حيرة النعمان حيرى كأنم
خورنقها هذا وهذا سيرها
دقائق نقش في فنون صناعة
فأولها يسبي النهى وأخيرها
يمر عليها الدهر وهي جديدة
وتبقى بقاء الزهر زهراء دورها
وأكبر رمز من رموز حديد
مصانع عمران يعج هديرها
فحدث عن صلب الحديد ترابها
وحدث عن لطف النسيم حريرها
إذا ذكروا للجاهلية منبرا
أطل فتى ذبيان وهو مشيرها
وناجى عكاظ الشعر ربع أمية
. أخطلها يشدو ويشدو جريرها
وإن خطبوا غر المعالي رنت إلى .
بي الطيب الجبار تيها مهورها
وهللت الفصحى لآيات محمد
. سار إلى رب البيان سفيرها
إلى شاغل الدنيا ومالئ سمعها
. لى الطائر المحكي تعنو نسورها
تغلغل في قلب الحياة ولبها
لم تلهه أعراضها وقشورها
إذا امتشق الأسياف صل صليلها ..
و امتشق الأقلام صر صريرها
صريع العلى والخيل والليل لفتة .
. لى أمم في الشرق صرعى أمورها
ويا شاعر الإعجاز صيحة ثائر .
سى من وراء الغيب ما يستثيرها
ويا طالما استصرختها فتنبهت
... لى زأرات لا ينام هصورها
فعلمتها معنى الحياة وإنها
... ذا لم تذدعن حوضها أنداك طورها
وعلمت أن الظلم في الناس شيمة ..
أن كؤوس المجد حلو مريرها
وعلمت أن الشر بالشر يتقى
.. ذا الفتنة العمياء عمت شرورها
وعلمت أن المال في الأرض قوة .
. أن المنى لا يلتقيها فقيرها
وأن صغار الطير يسهل قنصها .
. أن أسود الغاب يخشى زئيرها
صريع العلى والخيل والليل لفتة .
. لى أمم في الشرق صرعى أمورها
ويا شاعر الإعجاز صيحة ثائر .
سى من وراء الغيب ما يستثيرها
ويا طالما استصرختها فتنبهت
... لى زأرات لا ينام هصورها
فعلمتها معنى الحياة وإنها
...وا ذا لم تذدعن حوضها أنداك طورها
وعلمت أن الظلم في الناس شيمة ..
أن كؤوس المجد حلو مريرها
وعلمت أن الشر بالشر يتقى
.. ذا الفتنة العمياء عمت شرورها
وعلمت أن المال في الأرض قوة .
. أن المنى لا يلتقيها فقيرها
وأن صغار الطير يسهل قنصها .
. أن أسود الغاب يخشى زئيرها
وحدثت عن ذل الضعيف بأمة
. خاذل أهلها وعاث غدورها
وعلمتها صبر الكريم وحلمه
.. ذا ما الرياح الهوج سح طيرها
وعلمت أن الظلم في الناس شيمة ..
أن كؤوس المجد حلو مريرها
وعلمت أن الشر بالشر يتقى
.. ذا الفتنة العمياء عمت شرورها
وعلمت أن المال في الأرض قوة .
. أن المنى لا يلتقيها فقيرها
وأن صغار الطير يسهل قنصها .
. أن أسود الغاب يخشى زئيرها
وحدثت عن ذل الضعيف بأمة
. خاذل أهلها وعاث غدورها
وعلمتها صبر الكريم وحلمه
.. ذا ما الرياح الهوج سح طيرها
.اميرالبيــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى- بلدروز
*******************************************
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية