جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قراءة في قصيدة " العباءة الحمقاء" للشاعرة السورية / نفن مردم .
بقلم: ثروت مكايد
(2-؟)
تجمل الشاعرة في السطر الأول من قصيدتها القضية ..
قضية المرأة العربية وهي بعد قضية كل امرأة في الوجود مادام في الوجود رجل وامرأة :
" سأخرج من تحت تلك العباءة الحمقاء " ..
وكأنما هي ظلمات بعضها من فوق بعض تلك المحيطة بالمرأة العربية ..
والشاعرة في سطرها الأول تضعنا أمام الهول الفاجع ..
وهي في هذا الهول لا تسد المنافذ لأمل فثمة أمل يتمثل في تلك السين : " سأخرج " ...
وحسنا أن استخدمت السين بدلا من سوف فسوف فيها بعض إطالة ..
سأخرج لكنها لم تخرج بعد ..
ومن أين ستخرج ؟ ..
من تحت ..
وكأنما ثمة أنقاض ..
والتحتية تقتضي الخضوع والاستكانة والذل وإلا لم تكن لتحلم بالخروج من تحت ..
نعم ثمة أناس لا يلذ لهم العيش إلا تحت الأقدام فإذا مددت لهم يدك بصقوا في وجه من يمد لهم يدا لكنه شذوذ في الفطرة فالإنسان خلق سيدا ..
ولعل الذل يجيء عن إلف له حتى إنه ليعشق الخضوع والذل والاستكانة ..
قلت لامرأة مستذلة مهانة من زوجها :
لم صبرك على الخنوع ! ، فردت : الأولاد ..
رد خائب والمرأة تتعلق بحجة ولو كانت أوهى من بيت العنكبوت كي تبعد عن نفسها وصمة الذل ، وعار الاستكانة لكن هذا لا يروج في أي منطق كان ..
إن ساعة عيش في كرامة لا تقدر بثمن ، كما لا تستحق لحظة واحدة من خنوع الدنيا كلها لو قدمت كعطية لخانع مستذل جزاء خنوعه وذله ..
وتأتي المفارقة العجيبة :
" من تحت تلك العباءة الحمقاء " ..
إنها مجرد عباءة لا غير لكنه العبء النفسي الذي يفوق في ثقله الجبال ..
وانظر إلى مدى الثقل وهوله تجده مسطورا في تلك ...
حرف يفيد البعد رغم قرب العباءة من الجسد ..
حرف يوحي بالبرودة :
البرودة العاطفية والفكرية والجسدية جميعا ..
برودة الوحدة أو التوحد تحت ركام من أنقاض بعضها من فوق بعض ..
وانظر إلى النظم البديع :
تلك العباءة الحمقاء ..
فالعباءة هنا بين برودة التخلي وحمق التجلي ...
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في عالم نفن مردم الشعري .
"
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية