دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

أنا ..واسكندرية
المدينة التي صرخت في وجهي 
لكنني لا أبرأ من حبها
.........
ليل يهز أغصان الفؤاد
أرجوحة ذكريات
حصان يخب ّ الخطو
فنجان قهوتها ..لم يغتسل
صوت رشفتها ..كغروب شمس
إختصار المسافات يؤرقني كما تباعدها
شاطىء المدينة يسري كطيف أحلامي
كم يعذبني هذا السهاد؟
ضجيج الموج 
رمل الشاطىء...كرمل ذاكرتي
يخلّد الاشياء..يرسمها على وجع
وجع نسيم البحر ...أعرفه
بحّة الشجن ...
أصوات الطريق ..نقر الحمام حبات قمح
تورّد مصباح في افتقار الضوء
باعة السجاد في قواميس الفولكلور
هواجس المقاهي
قعقعة الصمت في أبراج ليل
على أي شاطىء أعلق أحلام دمي وعشقي؟
يعلق البحر هزائمنا على الأسوار
تنزفني المدينة ..شوارعا ..موشّحات
حدائق من قصب
المنشية تلتفع رداء ذ كراها 
ينتشر باعة التبغ كمزهرية ..ذبل الورد على جدرانها
أحياء تتناثر كالغبار وطمي الملاحات ..ولا حصاد
أطفال يجمعون الصدى
خال هواء البحر إلا من توجّسي ..ورطوبة معفّرة بالجوع والخذلان
يجمعون فتات حلم مضى على الرمل واندثر
صخب المدينة لا يفرز إلا الدخان ..
المدينة تستريح ...مخيلة طفل 
يبحث في افتئات الذاكرة
عن وردة ...أو طفلة يناغجها بهمس
تصتك أسنان الهواء
الهمس بحار عجوز
يمسك المجداف في كلل
ضجِرٌ هو ..والبحر
كلٌّ يشيح الوجه عن شطر المدينة 
الرمل وشم 
البحر ينجب ذات أنين 
تارة شمسا ..وتارة أخرى دخان
وتارة بحرا لا نعرف ملامحه
مرّ هذا الزمان 
ترمقه أحداق شارع الكورنيش
البحر يلعن الملح 
الذي لا يشفي من وجع
والسامقات ..لهو 
عبث تبحث عن رغيف خبزك اليومي
نهارات المقابر لا تقيم جنائز للجوع 
أو للخوف
بل للجائعين ..الخائفين من تجهّمها
أناوالمدينة بحر آخر
لكنّه الميناء..حمحم 
لا يمكنه الوصول
لا يبني سفينة للموتى
لست وحدك في دمي
المدينة تنتقي لون طلاء أظافرها
الأحمر ...الوردي
ميناء المدينة لا يحتمل أسراب حمام

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,254