دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

على مشارف فَوْقِيَ التحْتيّ
اقْـفي خُـطايَ حثيثة ً ،
ومتى احْـتَفَى التّطْـوافُ بي
في غمرة التّيهِ العريضِ
توقّـفِي..
لم أنْـتبِهْ لحماقتي..
لم أنْـتبِهْ لتفلْسُفي..
لأكادُ أبلُغُها المسافة َ..
سوف تَحْدِفُـني بوحْشتِها النّزيفةِ..
سوفَ أعْوي إذا أصْغِي
لصوتِ افتراعِ الرّوحِ
بين خطيئتيْنْ:
وجَعِ التّخلّـقِ، واحتمالِ هُـويِّـها..
في الروح فلسفة يُفلْسِفْها
انخطافٌ غامضٌ ،
سرٌّ يُعشّشُ في الفجيعة والبهاءْ..
في الرّوحِ مَرْقىً مُرْبِكٌ
تتلوهُ هاويةٌ حضيضْ..
وأنا أصمّمُ رقْـصتيْنْ:
إحداهما محضٌ، تملِّسني إلاهاً طيّبَا..
وأكونُ بالأخرَى المشوبة،
في الزّمانِ، نفاية َ..
ما بين صمتيْن التقيْنا راقصيْنْ..
اقْـفِي خُـطايَ حثيثة ً،
وإذا انتفيْتُ على شفيرِ الرّقصِ،
فامْتَتِحِي، مِنْ سَكْرتي، شَغَـَفِي..
لأكادُ أبلُغُ ذبْحَةَ الخمْسينَ
في رقصةٍ سَكْرى على نَحْوٍ
مِن العُرْيِ الفصيحْ..
تترنّحُ الأحلامُ والأحزانُ- لا الأعطافُ -
عند أُوارِها ودُوارِها ..
فتريّثي في الانعطافِ حبيبتي..
وتَعطّفِي..
سأجسُّ أزمنة ً خَبتْ.. وتخبّأتْ
فيها تفاصيلُ السوادْ..
ماذا وراءك يا فَـتَى؟
- لا شيْءَ.. بلْ مُتَـلاشياتْ
وطفولةٌ عذراءُ،
طامِثُها لهيبُ صبابةٍ
ومحيضُها الدّامي، رَمادْ..
طفولةٌ عوْراءُ مُبْصرةٌ.. عجفاء مزهرةٌ
لذيذٌ حزنُها المَرْشوشُ بالرُّؤْيا..
دميمٌ سِحرُها المنقوشُ بالأوجاعِ
والخيْباتِ والمتشابهاتْ..
- ماذا وراءكَ يا غلامُ؟
- هو الوراءُ.. هُوَ الأمَامُ.
الرّوحُ خيَّمَ عطرُها
( مستخْلصاتُ العنفوانِ: 
حماسةٌ تغلِي لتغلِيِ..
شهوة شوْهاء نحو الانفراج..
شبَقُ من الأحلام يُرْغي..
وانفعالٌ فائضٌ بِـغدٍ رغيدْ..
يدٌ تُمسِّحُ ما تَـضبّـبَ* في المدَى..
قلبٌ تصبّبَ ، مِنْ تَـصبّيهِ،
احتراقًا أوْ نشيدْ..
وبَـصيرةٌ حُبْـلـَى بحكمتِها وفنّ جُـنونِها... ) 
اقْفي خطاهُ إلى البدايةِ
حين ينزو الحكيُ في شفتيْه عِرْبيداً بلا نَزَفِ
وإذا اشتكََى.. أصْغي إلى هلَعِ الفؤادِ ..
وأرْهفِي..
- مَنْ أنتَ في دنياكَ، يا رجُلُ؟
- سُكونُ الطّعنةِ السُّلْكَى* 
ومخلوجُ ارتداد السّيفِ ريّانَا..
أنا أجلٌ ،إنْ شئْـتِ، أوْ وَجَلُ..
لي سيرةُ الأسرارِ
في مَسْرَى الحشا المكنونْ
تَنْبحُّ - لا تَـنْبَاحُ – لا تصِلُ.
لي همسةُ الشلاّلِ للأنْهارِ في المجرى:
حتّام يتّسعُ المَصَبُّ لسطوتي شبقا..
وبَـرْوَى الماءُ مِنْ نَزَقِ انهياري؟
لأكادُ أبلُغُها المسافةَ..
في مَهَبِّ السافياتِ، خُطايَ تضلَعُ
في الضباب..
وأنا أرى عند الذّرَى ... 
----------------
سيف الدّين العلوي -

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

560,570