دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الفعل الأسود في قصيدة
"خلف هذا الوقت"
عمار خليل
عندما يكثر استخدام افعال القسوة والألم في العمل الأدبي فهذا يعطي اشارة إلى واقع مؤلم وقاس، ويعطينا فكرة الضيق وعدم الراحة التي يعاني مها الشاعر، فهناك عدد كبير من أفعال الضيق في القصيدة: "احتاج، تعتليها، فتفرق، يسرق، هده، يتلف، تضيق، تتوه، يضيع، وتداس، تقيده" كل هذا يجعلنا نقول أن القصيدة سوداء، وإذا ما أخذنا الأسماء والصفات والحروف سنجدها أيضا تخدم فكرة السواد: "نصف، النهاية، خلاف، لذع، عقرب، عجاف، مقفلا، الاتلاف، رقابنا، الجزار، السياف، الصحراء، داحس، غبراءها، نعالنا، الأطراف، الذئاب، خراف، بلا، لا" ضمن هذا الواقع الأسود والموجع، كيف يتقبل القارئ/المتلقي مثل هذه القصيدة التي تذكره بواقعه الأسود، واقعه الذي يهرب منه بكل السبل والطرق؟، اعتقد أنه على الشاعر أن يجد عناصر محفزة/جاذبة تجعل القارئ يتقدم/يتقبل مثل هذه المواضيع، وهذا ما وجدناه من خلال استخدم "عمار خليل" للفعل المضارع، وليس الفعال الماضي، فدائما الفعل المضارع متعلق بالمستقبل، على النقيض من الفعل الماضي الذي يعطي مدلول انتهاء الفعل، بحيث لا يعود هناك جدوى من القيام بأي فعل/عمل لتغير ما جري، أما في الفعل المضارع فيمكن لهذا التغير/التبديل أن يحدث، فمثلا يمكننا إيقاف فعل "يسرق" ونمنع حدوثه، وهذا الأمر ينطبق على افعال "يلتف، تضيق، وتتوه، ويضيع، وتداس" وهنا يكمن دور الشاعر، فهو يستحدثنا على إيقاف تلك الأفعال السوداء، من خلال جعلها تحدث أمامنا، فالفعل مازال يحدث ومستمر، فإذا كنا غير راضين/قابلين بهذه الافعال فعلينا أن نوقفها، لا أن نهرب من مواجهتها، وهنا يكم ابداع الشاعر "عمار دويكات"،.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 128 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,153