(يوم النخيل)
تذكَّرتُ سلمى ويومَ النخيل.....وحسنَ الرياضِ بوقتِ الأصيل
ولم أنسَ وقعَ الحديثِ الطروب.....وثغرٍ كدُرٍّ وطرفٍ كحيل
وأُنسِ الفؤادِ قُبيلِ الغروب......بلهوٍ مُباحٍ وعشقٍ طويل 
هناكَ رأيتُ الورى كالهواء......ولم يبقَ صبرٌ لقلبي القتيل 
وحلَّتْ سُليمى بقلبٍ جريح.....ولم يبقَ في القلبِ غيرُ الجميل 
وكُنَّا نُبكِّرُ قبلَ العصور.....ونأتي المسارحَ دونَ ملول 
فنطعمُ أفواهَ عُجْماً هناكَ.....ونجري سراعاً وما من كسول 
فنلهو طويلاً بفنِ السباق..... تفنَّنا في الجري دونَ مثيل
وكدنا من الأُنسِ ننسى الديار...... وما من مُليمٍ لنا أو عذول 
وعُدنا مساءاً إلى دورنا......نسوقُ القطيعَ لأجلِ الوصول
فنأتي الديارَ على غفلةٍ...... وكم من مُعيبٍ لنا أو قؤول
شُغلتم بلهوٍ فجنَّ المساء.......نسيتم كثيراً قليلي العقول 
ننامُ ونرجو طلوعَ الصباح.....ونأملُ للعصرِ ثمَّ الأصيل 
فتلكَ عصاري الهوى الطيبات......وتبَّاً لكلِّ عذولٍ جهول
وكنا صغاراً وأربابَ ذوقٍ......كبيرٍ وقلبٍ حفيظٍ وصول
فعادي الورى بالحطامِ القليل.....وعدنا بإرثٍ نبيلٍ ثقيل 
بهذا مضينا فصرنا شباباً.. ..وما نبغي في الكونِ غيرَ الجميل 
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي