جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
العينية العمرية في سيرة خير البرية
نورٌ تألَّقَ فوق مكةَ يلمعُ
ذا نجمُ أحمدَ حين يولدُ يطلعُ
هشَّتْ لمولدِهِ السماواتُ العلى
والأرضُ تبسمُ والزمانُ تَطَلُّعُ
ومحمدٌ سمّاهُ جدٌّ ثاكلٌ
فَقَدَ الحبيبَ فقلبُهُ يَتَوجَّعُ
آلَتْ إليهِ كفالةُ الطفلِ الذي
فقَدَ الأبَ الغالي وأُمًّا تمنعُ
حتى إذا هلكَ الكفيلُ تحوَّلتْ
للعمِّ كَفْكَفَ أدْمعًا تَتَجمَّعُ
ومضى بعين الله يَنْشأُ راعيًا
أو تاجرًا زينُ الشبابِ الأرْوعُ
عرفتْهُ مكةُ بالأمانةِ والوفا
هذا محمدُ في المروءةِ يرتعُ
لمْ يعبدِ الأصنامَ حين تفرَّقَ(م)
الأعرابُ في كلِّ الضلالةِ أوضَعوا
جاءتْ خديجةُ سَرَّها بمحمدٍ
نسبٌ شريفٌ والسجايا الأرفعُ
فبنى بها بيتَ النبوّةِ والهدى
يغدو حنيفًا من حراءَ ويرجعُ
ولدتْ لهُ ثمَّ ابتلاهُ بفقْدِهم
ربٌّ حكيمٌ يستجيبُ ويسمعُ
حتى إذا بلغَ النهايةَ في الحجى
جاءتْهُ "إقْرأْ" للأنامِ تُشَرِّعُ
حملَ الرسالةَ لا يلينُ لكاشحٍ
أو ساخرٍ مُسْتكبرٍ يترفَّعُ
حتى إذا بلغوا النهايةَ في الأذى
قدْ بيَّتوا أنْ يقتُلوهُ وجمَّعوا
نادى على الصديقِ وجَّهَ وجهَهُ
لقبابِ يثربَ إذْ دعاهم أسرعوا
نصروهُ وانتصروا لدينِهمُ الذي
عمَّ المدينةَ للجهالةِ يردعُ
وأقامَ دولتَهُ وشدَّدَ ركنَها
برجالِ صدقٍ لم يَنُوا أو يخضعوا
خاضَ المعاركَ رافعًا راياتِهِ
حتى استكانتِ الجزيرةُ أجْمعُ
بعثَ الرسائلَ للملوكِ بدعوةٍ
لا ينثني رَهَبًا ولا يتزعزعُ
حتى إذا بلغتْ رسالتُه المدى
جاءتْ وفودُ الناسِ شِركًا تخلعُ
دخلوا بدين الله خلفَ نبيِّهم
سبحان ربِّي للضلالةِ يقمعُ
حجَّ الحبيبُ وقد حباهم خطبةً
ينعى إليهم نفسَهُ ويودِّعُ
أفضى إلى ربٍّ كريمٍ غافرٍ
تركَ العيونَ بكلِّ بيتٍ تدْمَعُ
لكنَّهُ أرسى دعائمَ دولةٍ
أبدًا لغيرِ الله لا لا تركعُ
***
يا صاحبَ الخلقِ العظيمِ ومنْ لهُ
يومَ القيامةِ ذا اللواءُ الأرفعُ
يا منْ له الفرقانُ والهديُ الذي
خَضَعتْ له البُلَغاءُ والمُتَنَطِّعُ
صلّى عليك اللهُ يامنْ ذِكْرُهُ
مع ذكرِ ربّي كلَّ حينٍ يُرْفَعُ
يا من يناديهِ المليكُ محبَّةً
سَلْ تُعْطَ واشْفَعْ يا حبيبُ تُشَفَّعُ
أُكْتبْ لنا أجرَ الصلاة ِ على النبي
هَبْني إلهي رحمةً لا تُنْزَعُ
واقْبلْ كُلَيماتي لديكَ تَقَرُّبًا
ما زلتُ أسعى في رِضاكَ وأطْمعُ
عمر هنداوي
19 تشرين الثاني 2018
12 ربيع الأول 1440
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب