دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

مَولدُ النُور…
صلوات ربي وسلامه عليه
وَهَجٌ مِن النورِ عمَّ الكونُ مُؤتَلِقَا
أحَالَ مِن نورهِ كُلَ الدُجَى فَلَقَا
نُورٌ تَبدى مَعَ الأَنسَامِ عَاطِرهُ
حتَى استَحَالَ لنَا مِنْ فيضِهِ أُفُقَا
مُسَافِرٌ في الفضَاءِ التيهِ مِن أَزَلٍ
نورٌ مِن النور ِ يَسرِي حَامِلاً عَبَقَا
يمرُ عبرَ خيَالَاتٍ وَ أسئِلةٍ
محجوبةٍ لجوابٍ بعدُ مَا نُطِقَا
هَا قدْ بَدا مِنْ سنَاه ُ وَمْضُ بَارقةٍ
فَاهتَزتِ الأَرضُ إِجلَالاً لِمَنْ بَرَقَا
وَ ارتَجَ إِيوَانُ كِسرى فَرطَ رَهبَتِهِ
وَ صَاحَ رَعدٌ بِرومَا مُشعِلاً قَلَقَا
وَ مَاردٌ رَاحَ سِراً يَجتَدي خبَراً 
فَكَانَ أسرَعُ مِنهُ الشُهبُ فَاحتَرَقَا
تَحكي الرُوَايَاتُ أنَ الأرضَ مُجهدَةٌ
تَرنو إِلى الأُفقِ عَطْشَى وَ الحيَاةُ شَقَا
وَ الظُلمُ سَيدُ عَصرِ البَغيّ يحكُمُهُ
وَ اللَيلُ دَاجِيهِ طَاغٍ زَادهُ رَهَقَا
وَ النَاسُ مَا بينَ مزهُوٍ وَ مُنكسِرٍ
وَ سَيدٍ فِي بُحورِ الجَهلِ قَد غَرِقَا
حتَى تَعَالى صُراخٌ هزَّ سَادِرَهم
فَاستَنفَرَ الصَمْتَ مَذْعُورَ الخُطى فَرِقَا
وَ رَاحَ يَستَكشِفُ الأنحَاءَ يَسألُ عَنْ 
مَاكَانَ مِنْ ذَلِكَ الصَوتُ الذي صَعَقَا
مَاكَانَ ذَاكَ..؟! وَ فِي جَنبَيهِ مُعتَرَكٌ 
وَ جَيشُ أسئِلةٍ حَيرَى… بِهَا عَلِقَا
الصبحُ يَنشرُ مَا يُطوى بِذي غَسَقٍ
وَ اللَيلُ يَحْجُبُ عَنْ سَارِي الدُجَى الطُرُقَا
*****
تَنَقلَ النُورُ مِنْ صُلبٍ إِلى رَحِمٍ
إِلى الحيَاةِ كَشَمسٍ شعَ مُؤتَنقَا
يَا أيُّما امرَأةٍ قد أنجَبَتْ وَلَداً
كَمِثلِ آمِنَةٍ إِذْ أنجَبَتْ ألَقَا
مُحمَدٌ فَاضَ مِنهُ النُورُ مُنتَشِراً
يُضِيئُ مَكَةَ وَ البَطحَاءَ وَ الأُفُقَا
تَهَلَلَ الكَونُ وَضَاءا ًبِمَولِدِهِ
وَ فَاحَ مِسكاً شَذَاهُ فِي الدُنَا عَبِقَا
وَ الأَرضُ قَد بَسُمتْ فِي يَومِ مَقدَمِهِ
وَ استَبشَرتْ بِهنَاءٍ بَعدَ طولِ شَقَا
فِي المَهدِ وَعدٌ إلهيٌّ لهُ هَتَفتْ
كلُ المَلائكِ تَرحيباً لِمَنْ خُلِقَا
جَاءتْ حليمَةُ مِنْ بَدوٍ إِلى حَضَرٍ
يَحدو بِهَا فَقرُهَا وَ الصَبرُ قَد نَفَقَا
وَ كَانَ مَوعدُ خَيرٍ إِذْ بِهِ اجتَمَعتْ
فَاخضَرَ عُشب ٌ وَ ضِرعٌ أخرَسٌ نَطَقَا
تَجري البِشَارَاتُ وَ الأحدَاثُ فِي نَسَقٍ
كَالعِقدِ فِي الخَيطِ مَنظُوماً وَ مُتَسِقَا
*** 
يَامَكَةَ الخَيرِ يَا مَن فِيكِ قَد وَ طَأتْ
أقدَامُ خَيرِ البرَايَا حِكمَةً وَ تُقَى
يَمْشي فَتَخضَرُ آكَامٌ وَ أودِيَةٌ
كَأنَهُ المَاءَ يَروي كُلَ مَن لَحِقَا
أَزَجُ أَبلَجُ أَقنَى أَكحَلٌ حَورُ
مِن حُسنِهِ حُسن كُلُ الكونِ قَد خُلقَا
هَذَا الأمينُ وَ كلُ الناسِ تَعرِفُهُ
وَ افِي العُهُودِ وَ مَن في قَولِهِ صَدَقَا
هَذَا الأمينُ لهُ في المُكرَماتِ يدٌ
نديّةٌ مثلُ غيمٍ ممطراً غدقَا
يمضي إلى الغارِ لا شيءً سواهُ مضى
وخلفهُ عابدُ الأوثانِ قدْ نعَقَا
يمضي إلى الغارِ يستقصي غياهبُهُ
والكون من حوله بالصمتِ قد شرقا
فارتد صوتٌ يشقُ الغارَ مُبعِثهُ
جبريلُ (إقرأْ) فشعَ الوحيُ و انطَلَقَا
وانسَابتِ الآيُّ تلوَ الآيِ يقرأُها
مُرتلاً فيهزُ الأرضَ مُندفِقَا
يا خيرَ مُعجزةٍ في الأرضِ قدْ نزَلت
وخيرَ مَن في الدُنا نحوَ السماءِ رقَى
رقَى سمواً على ذاكْ البُراقِ وقدْ
صلى إمَاماً بأسيادِ الدُنى العُتَقَا
الأنبياءُ مصابيحُ الهُدى اتَقَدوا
ووحدهُ الشمسُ ملءُ الأرضِ مُنفتِقَا
دنا من العرش إذ لم يدنه أحدٌ
مِن النبيينَ حيثُ المُنتهى سَمَقَا
وعادَ يغرسُ في الأرواحِ بذرُ سناً
خمساً من اللهِ تجلو الهمَّ والأرَقَا
دعا قريشاً إلى التوحيد في ثقةٍ
لم يخشَ في الله بخساً قطُ أو رهقَا
اللهُ لا الآتُ لا عُزى ولا هُبلٌ
اللهُ من رتقَ الدنيا ومن فتقَا
اللهُ -ياعابدَ الأوثانِ لا حجرٌ -
البارئُ المبدعُ المُحصي لِمَا خَلَقَا
الرافعُ الخافضُ العزُ السلامُ ومَن 
أرسى الرواسي ومَن أعطى ومَن رَزَقَا
صَمّتْ قُريشٌ عَنِ الإِصغَا مَسَامِعَها
وبَاتَ جَاهِلهُمْ مُستنفراً حَرِقَا
يُألبُ القومَ يَسْتَجدي حميتَهُمْ
ويُشعِلُ النارَ حقداً فوقَ مَا نَزَقا
يا مُشعِلَ النارِ مِن حقدٍ ومِن سفهٍ
حَاذِر فشرُ الوَرى في نارهِ احترقا
شمسُ الحقيقةِ تمحوْ ليلَ باطِلهمْ 
والليلُ مِن صُلبهِ بدرُ الدُجى أفَقا
***
إثنانِ في الغَارِ وعد الله درعهما
يَافَوزَ مُعتَصِمٍ بِاللهِ قدْ وثِقَا
يايثربَ النصرِ خيلُ المُصطَفَى قَدُمتْ
فلتفرُشي الهُدبَ كي يستُوطِنِ الحَدَقَا
و لتحضُنِيهِ ولُمّي شعثَ فُرقَتِهِ
ولتمسحي الهمَّ عنهُ وامسحي الأَرقَا
مهاجرونَ وأنصارٌ بكِ إأتلَفوا
أخاهمُ المُصطفى والدينُ قدْ وثَقَا
وأسسَ الدولةَ العُظمى -التي اتحدتْ 
فيها القلوبُ- على اسمِ اللهِ خيرُ لِقَا
بدرٌ تلألأَ فيهِ الحقُ مُنتصِباً 
والظلمُ أدبرَ مهزُوماً ومُنسحِقَا
في يومِ بدرٍ أعزَ اللهُ طائفةً 
مُستضعفينَ وأخزى كُلَ مَن أبَقَا
مضى إلى الفتحِ يحدُوهُ تواضُعهُ
وحولهُ مَعشَرٌ مِن صحبهِ انتطَقَا
كواكبٌ قَبَسوا مِن نُورِ غُرتِهِ 
وَ صَيروَا خلفَهُم خِدرَ الدُجَى مِزَقَا
كَانوا رُعَاةَ الشياهِ قبلَ بِعثَتِِهِ
وَ حينمٍا جاءهُمْ سادوا الورى خُلُقَا
اللهُ أكبَرُ كَمْ دَوَّتْ مُزَلزِلةً
أرضَ الجهَالةِ وَ الظُلمِ الذي نفَقَا
اللهُ أكبَرُ جَيشُ الحَقِ مُكتَسُحٌ
وَ بَيرَقُ الحقِ عَالٍ فَوقَهُمْ خَفَقَا
يَامُرشِداً قَلَمَ التَاريخِ...كَيفَ؟ مَتى؟
يَستَلهِمُ الحَدَثَ الأَسمَى إِذَا امتُشِقَا
****
يَا مَن بُعِثتَ إِليِنَا رحمَةً وَ هُدىَ
كَمْ مِنْ أسِيرِ هْوَىً بِالهديِ قَدْ عُتِقَا
قَدْ جِئتَنَا بِكِتَابٍ جلَّ نَاطِقُهُ
فصَاحَةً فَاقَ مََنْ فِي القَولِ قَدْ حَذَقَا
نِبْرَاسُ هَديٍ وَ مَاحِي كُلَ غِاشِيةٍ
و َمَنهَجُ الحَقِ يَهدِي مَنْ لهُ اعتَنَقَا
مُحَمَّدٌ (لَاءُهُ) مَرضَاةُ خَالِقِهِ
مِن حِكمَةِ اللهِ مِن إِبدَاعِهِ اختُلِقَا
مُحَمَّدُ المُصْطَفَى الأُمِيُّ مُعجِزةً
مِن هَدِيِ شِرعَتِهِ -جَدبَ العُلُومِ - سَقَى
تَهَافَتَت نَحوَهُ الأَروَاحُ وَ التَأمَتْ
كَالنَحلِ يَجذِبُهَا الزَهرُ الذي عَبَقَا
حَسْبُ اليَتَامَى افتِخَاراً فِي أُبُوَتِهِ
حُضناً رَحِيمًا لَهُم.. فيأً و َمُغتَبَقَا
(يُعطِي كَمَنْ لَيسَ يَخشَى الفَقرَ مِن كَرَمٍ)
مِن وَحيِّ كَفَيهِ مَعنَى الجُودُ قَدْ نَطَقَا
تَزَاحَمَتْ أَحرُفِي تَرجُو بِهِ شَرَفَاً
فِي مَدحِهِ وَ يَرَاعِي حَائِرَاً قَلِقَا
يَا صَاحبَ الفَضلِ بعدَ اللهِ مَعذِرَةً
إنْ قَصَرَ الحَرفُ أوْ مِن نُورِكَ انصَعَقَا
حَاوَلتُ بوحاً بِمَا فِي القَلبِ مِنْ شَغَفٍ
قَدْ يَعجَزُ القلبُ في وَصَفِ الذي عَشِقَا
وَ كيف يُوصَفُ مَوصُوفاً بهِ اتَصَفتْ
خيرُ الشمَائلِ مَن فَاقَ الورى خُلُقَا
مَنْ زَانَهُ اللهُ تَعظِيماً وَ تَكرُمَةً
وَ زَادَهُ شَرَفاً عَن كُلِ مَن خَلَقَا
يَا أيها المُجتَبَى بِاللهِ مَعذِرَةً
مِن عَاشقٍ ذَابَ حِبراً وَ انطَوى وَرَقَا
يَاسَيّدِي العَرَبيَّ الهَاشِمِيَّ أنَا
مِن نَسلِ حسَانَ مَن في مدحِكُمْ سَبَقَا
*****
صلِ عليهِ إلهي كُلَ ثَانيةٍ
مَا طَارَ طيرٌ وَ مَا غَيثُ السمَا غَدَقَا
وَ اْشمَلْ صَلاتُك ربي آلَهُ النُجَبَا
وَ كُلُ أصحَابهِ الأَخيَارَ وَ العُتَقَا
هَذي صلاةُ حُروفي اليومَ أرفَعُهَا
إلى مقَامِك شِعراً مِنْ دَمِي انبَثَقَا
تمت بحمدالله… .
صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيبي يامحمد
اللهم ارزقنا شفاعته
#خالد_قايد_الشرعبي

المصدر: أكاديمية المثقفين العرب
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

576,849