جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
النهايــــــــــــات
ـــــــــــــــــــــــــ
في غفلة ٍ عما يفعلُ الحلمُ بنا
كانت لنا نهاياتٌ رائقة
إرتمينا كالمجاذيب ِ بأحضانها
لا نفقهُ أمن ماءٍ كانت أم من ترابْ
لا شيءَ أنهى للكآبة ِ
من نهايةٍ تجّبُ أشواكَ الظن ِ عن نفسها
وترخي حبيساتُ الشجر ِ المهوم ِ في الانحاء ِ
تلبسُ الرياحَ العواتي قمصانَ فاقعة ِ الالوان ِ
ثم تنثالُ رخيّةَ الأعطاف ِ كبراعم ِ الزهور ِ
كنا نتحسبُ لها
نرقبها بعين ٍ لا تبرحها الفطنةُ
تسرنا شمائلها المغردةُ
لكن النهايات تلك لا تشبهُ نهاياتنا هذه
أصبحت نائيةً غريبةً كمجنون ٍ في صحراءْ
وأمسيتُ منبوذا ً يحيطني ألمُ الفراق ِ
لا أجدُ ثانيةً من وقتي تخلو منك ِ
وصوتُ بلبل ٍ حزين ٍ
يذكرُ مشاويرَ قطعناها
وأماكنَ زرناها
العالمُ كان لا يعدو غصنَ ورد ٍ
صارَ هديرُ الطائرات ِ يقطعُ صمته
هرجُ المطارات ِ يغتالُ إلفته
وضجيجُ قطارات ٍ يشغلُ وقته
راحَ زمنُ تحاورنا بلغة ِ الصمت ِ
كنا لماما ً نرسم شموسا ً باسمةَ المحيّا
نرممُ أوقاتنا بحوار ِ أجساد ٍ
ماتلبثُ أن تذوبَ في فراغ ٍ صامت ٍ
أقول : كأنك ِ لست ٍ معي
وكأنَّ رسمك ِ الحاضرُ في عينيّ محضُ سرابْ
أنا اشتاقك ِ بالحضور ِ كيف بي بالغياب ِ ..؟
تقولين : معكَ حتى منتهى العمرَ
انتَ المساقُ من الاقدار ِ السخية ِ لمربضي الحزين ِ
ولا أقولُ ولا تقولينَ بعدها شيءٌ
كأنَّ ما بيننا خارجٌ من نطاق ِ الكون ِ
كأنَّ الايامَ تجري سراعا ً وتعودُ
كنت ِ عطوفةً كالتهر ِ
حنونةً كالبستان ِ
وكنتُ أنا
عاشقك ِ الكبيرْ
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
12/8/2018
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية