دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

موسوعة شعراء العربية
المجلد التاسع \ شعراء الحداثة - الجزء الاول
.
بقلم فالح الكيلاني
.
مصطفى إبراهيم الطرابلسي
.
هو مصطفى بن محمد بن براهيم بن زكري الطرابلسي الليبي 
ولد في مدينة (طرابلس الغرب) في ليبيا .
تلقى تعليمه المبكر في مدرسة( عثمان باشا) و(جامع شائب العين) وبعد ان اكتملت دراسته تثقف بالثقافتين العربية الدينية والتركية الوافدة ثم تعلم على عدد من شيوخ عصره من امثال السراجي سراج و محمد كامل مصطفى اللذين تثقفا بثقافة الداعية الاسلامي جمال الدين الأفغاني وقال الشعر في شبابه غزلا يقول:

برانـي الضنى حتى خـفـيـت عـن الـــــورى 
وأمسـيـتُ فـي طـيّ الـوجـود مقــــــــدّرا
كأنـي ضمـيرٌ يستحـــــــــــــــيل بروزُهُ 
أقـدّر فـي الأوهـام شــــــــيئًا ولا أُرى
وقـد كـنـت أشكـو قـلة النـــــوم والضنى 
فـمـن لـي بأن ألقى السّقـام وأسهــــــرا
وأنكرنـي مـن لست أعـرف غــــــــــــيره 
وقـال متى رقّ الفتى وتغـــــــــــــيّرا؟
فـوا حـرقـي ممـا ألاقـيـه فـي الهــــوى 
وشـوقـي إلى مـن لا يرى فـيـه مــــا أرى
أعـلِّلُ نفسـي بـاللقـاء وأجتـنــــــــــي 
ثـمـارَ الأمـانـي فـي الغرام تصــــــبّرا
ثم عمل بالتدريس في جامع ( شائب العين )، الا انه لم يفلح في عمله لذا ترك التدريس وعمل في مجال التجارة في بلاده ثم قام برحلة تجارية إلى ( الحجاز) \1891، حيث أدى فريضة الحج، وفي أثناء عودته عرّج الى (مصر) وبقي بمدينة ( القاهرة ) مدة من الزمن طبع فيها ديوانه الاول فيها سنة \ 1892، وأعقبها برحلة إلى أوروبا.
وبعد عودته من اوربا أسهم في تحرير جريدة ( الترقي ) سنة \1898،فكان محللاً الأحداث الليبية اجتماعيّاً وسياسيًا. ثم اختير ليكون عضوًا بمجلس إدارة الولاية سنة\ 1903 في عهد الوالي( حسن حسني باشا).
ثم عين رئيسًا لمكتب الفنون والصنائع في عام\ 1906 وكان يجمع إلى ذلك مهمة مستشار الولاية في عهد الفريق( رجب باشا).
يتسم شعره بالسلاسة والمرونة و اشتهر بغزله الذي غلب عليه الطابع الوصفي وتجلّى في قدرته الفائقة على رسم الصور الشعرية بما أوتي من صدق عاطفة وحرارتها، وهذا جعله متميزا عن غيره في اسلوبه الشعري يقول :
إذا لـم تطقْ ذلّ الهـوى وهـــــــــــوانه
فدع عـنك أمـرًا لا يـقـوم بــــــه الصَّبْرُ
وسل أن يعـافـيك الإلهُ مـن الهــــــــوى
إذا شئت عَيْشًا لا يـنغِّصُهُ الهجـــــــــــر
اما شخصيته الشعرية فكانت مستقلة، مما جعله احد رواد الارتقاء بالشعر الليبي، وحلقة من حلقات تطوره.مما جعله يلقب ب(شاعر ليبيا الأول) .
ونلاحظ في أسلوبه أثر البلاغة القديمة، وبخاصة فنون البديع، وقصائده يغلب عليها طابع القصر فأكثر قصائد ه متوسطة الطول أو قصيرة. 
يقول في احداها :
تقنّعَ بـالـورد مــــــــــــــــــن لطفه 
لـيـخـفـي الجـمـالَ فلـم يـخــــــــــفهِ
وراقبنـي مقبـلاً فـــــــــــــــــاختفى لا 
فـنمّ عـلـيـــــــــــــــــــه شذا عَرْفه
وحـيّا فأحـيـا قتـيلَ الأســــــــــــــى 
وفزت بقبضـي عــــــــــــــــــــلى كفّه
وأدهق كأس الـوداد وطــــــــــــــــــا 
فبـه دعج السحـر فـــــــــــــــي طرفه
ومـال بخـصر رقـيـق الـبنــــــــــــــا 
أرق وألطف مـن وصـــــــــــــــــــــفه
واختم بحثي بهذه الابيات من قصيدته ( قوت روحي ) :
هـواك بـل قـوت ذاتـــــــــي 
وحـيـاتـي وهل سـواك حـيـاتـــــــــــي؟
إن عـلـمـي بآي حسنك يـتلــــــــــــــو 
كلَّ حـيـنٍ عـلى الـورى معجزاتـــــــــــي
يـا نـبـيَّ الجـمـال أصـبح دمعــــــــــي 
مـرسلاً فـي هـواك بـالـبـيّنـــــــــــات
يـنذر العـاشقـيـن نــــــــــــارًا تلظّى 
فـي فؤادي وقـودهـا عبراتــــــــــــــي
عبس الصـبر معـرضًا وتــــــــــــــــولّى 
مـنذ عـامـلـتـنـي بحسن الـتفـــــــــات
أفبعـد الهـوى أضلّ عـلى عـلـــــــــــــ 
ـمٍ بآيـات حسنك الـبـاهـــــــــــــرات؟
مـرحـبًا مـرحـبًا بطـيفك يـا مــــــــــن 
لا يُحـل اللقـاء فـي الـيـقــــــــــظات
وكأن الأرواح غارت مـن الأجـــــــــــــ 
ـسـادِ فـاختـارت اللقـا فـي السنــــــات
غـير أنـي كـالطـيف فـي الضعف لـو أنْــــ 
ـعـمت يـومًا بـالـوصل لـم تـر ذاتــــــي
كـنـت فـي النـاس ظاهـرًا فطـوى حـبــــــ 
ـبك جسمـي فصـار فـي الـمضمــــــــــرات
نسبتـي فـي هـواك مـنذ أضــــــــــــيفتْ 
عـرفت بـيـن مشعـري نكراتــــــــــــــي
مفردٌ جلّ فـي الـورى عـن مــــــــــــثنّى 
لـيـته خـصّنـي بجـمع شـتـاتــــــــــــي
أمـره فـي القـلـوب مـاضٍ ولكـــــــــــن 
مـا له مـن مضـارعٍ فـي الصِّفـــــــــــات 
.
امير البيــــــــــــان العربي
فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــــــد روز
********************

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,405