جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اللهُ .. ياقمراً بهِ الأكوانُ
فاضتْ جمالاً وانتشت أزمانُ
الوجهُ بدرٌ في تمامِ كمالِهِ
والروحُ نورٌ ما لذا نكرانُ
هذا الذي طابَ الزمانُ بذكرِهِ
وشذا بطيبٍ من شذاهُ مكانُ
لو أنَّ ما في الكونِ كلّ فضيلةٍ
وُزِنتْ بكفٍ ما استوتْ أوزانُ
في يومِ مولدِه الهَنيْ نورٌ بدا
فتنكستْ بقدومهِ ... الاوثان
ولقد تهاوى كل عرش شامخ
وتصدّعتْ أركانُهُ ... الإيوانُ
نيرانُ فارسَ قد خبَتْ وترمَّدتْ
رغمَ الأنوفِ ... فأُذْهِلَ الكهّانُ
بضيائهِ فاضَ الوجودُ ... تألقاً
فامتازَ من غيظ به الشيطانُ
وضعتهُ آمنةٌ يتيماً معدماً
واللهُ آوى عبدَهُ الحنّانُ
وحليمةٌ قد أرضعتهُ لبانَها
شهدَ الرضابِ فبوركتْ ألبانُ
جبريلُ شقَّ الصدْرَ يغسل قلبَهُ
فغدا جميلاً خُلْقُهُ .... الفتّانُ
ورعى الشياهَ فتىً صغيراً أهيفاً
ما كانَ يرضى ما أتى الصبيانُ
وغمامةٌ قد ظللتهُ بظلها
وسمُ النبوّةِ شاهدٌ وعَيانُ
واشتدّ ساعدُهُ الفتيُّ فأقبلتْ
ستُّ النساءِ وصيتُها رنّانُ
لشريفةٌ بنتُ الأكارمِ حرّةٌ
باهتْ نساء العالمينَ حَصانُ
كان الأمينُ محمداً وممجّداً
شهدتْ بذا عَجَمٌ كما عُربانِ
كانتْ له الزوجَ الرؤومَ بعطفها
أمُّ البنينِ حِضنُها لأمانُ
حينَ ارتقتْ لله خالقها بكى
واستوطنت في قلبه الأحزانُ
ماكان فظاً بل رحيماً مُشفقاً
والقلبُ مجبولا به التَّحنانُ
قد سبّحتْ في كفّهِ بُكُمُ الحصى
وتعطرتْ كفٌّ .... ومادَ بنانُ
طيبٌ على طيبٍ يضوعُ فتنتشي
من طيبهِ الزاكي شذاً أردانُ
والماءُ قدْ فاضتْ عيونُهُ فاستقى
منهُ الصحابةُ وارتوتْ كُثبانُ
وتباركَ الضَّرعُ الجديبُ بمسحةٍ
والعودُ جادَ وأينعتْ أفنانُ
قدْ أمَّ بالرّسُلِ الكرامِ كرامةً
صلى بهم وتصافح الإخوانُ
عرج السماءَ بقلبهِ وبجسمِهِ
فدنا كقاب القوسِ عزَّ مكانُ
فأراهُ علّامُ الغيوبِ وما أرى
عبداً سواهُ فإنّهُ العدنانُ
ياسدرةً شهدتْ على ذاكَ اللّقا
لله درُّكِ حينَ آنَ أوانُ
سبحانَ ربي كيفَ أهدى رحمةً
للعالمينَ فَزُلْزِلَ الطغيانُ
فهو الذي نالَ العلا بكماله
في نطقهِ الإفصاحِ والتبيانُ
أُحدٌ تماوَجَ من عظيمِ مكانَةٍ
إذْ قالَ اثبتْ ، ثابَتِ الأركانُ
والجذعُ حنَّ وقدْ بكى متشجّناً
فأتاهُ منهُ سكينةٌ وأمانُ
يارحمةَ الباري وسيّدَ منْ دعا
ياسيّدَ الثقلينِ أنتَ ضمانُ
منّاكَ ربي في الجنانِ بكوثرٍ
وشفاعةٍ بَعُدَتْ بها النيرانُ
ربي حباكَ من السجايا درّها
ماكانَ قولاً شابَهُ الهذيانُ
ماذا أقولُ وكلُّ أحرُفُ ضادنا
ما كانَ يكفي حرفُها الفتّانُ
وصفاً يليقُ بوصفكم ياسيدي
ياخيرَ من أهدى لنا الرحمنُ
ياخيرَ من وطيء الثّرى فتشرفت
وتفاخرتْ بمرورهِ الأركانُ
أنتَ النبي قد اصطفاكَ مبلغاً
أركانَ دينِهِ في العلا الدّيانُ
فمضيتَ في عزمٍ رسولاً هادياً
نوراً تجلّى زانَهُ الإيمانُ
وزرعتَ مابينَ القلوبِ مودّةً
آخيتَ بين المسلمين فكانوا
في دينِ ربِّ العالمينَ أحبّةً
بسماحةٍ دانتْ لها الأديانُ
وطفِقْتَ تُهدي للخلائقِ جنةً
برسالةٍ قد صاغها القرآنُ
وأقمتَ بالشرعِ العظيمِ خلافةً
ديناً قويماً زادُهُ الإحسانُ
بالعدلِ بالإحسانِ قد نلتَ المنى
ُفقتَ الدنا ما زاركَ الخِذلانُ
والنفسُ منك عزيزةٌ تهوى الإبا
ماكانَ فيها ذِلّةٌ وهوانُ
ياعروةً وثقى لدين إلهنا
من نالَ حبَّكَ ضمّهُ الرضوانُ
يكفيهِ فخراً أن يفوزَ بشربَةٍ
روِيَ الزمانَ بمائها الظمآنُ
قد قصَّ ربي في كتابهِ مُخبِراً
كمُلَتْ صفاتُكَ ما بها نُقصانُ
أسكنتُ منهجكَ القويمَ مداركي
مذ كنْتُ طفلاً فاستقامَ جَنانُ
فبأحمدَ الهادي أُزيلَ ظلامُنا
فهو الثُّريّا والسماءُ مكانُ
يحَمي حِمى الإسلامِ سيل عزيمة
بيضُ الصفائحِ ،حِنكَةٌ ، وسِنانُ
واجتثَّ قلبَ الشرِّ سادَ عوالِماً
أرسى دعائمَ عزِّهِ المنانُ
هو من بَراهُ اللهُ نوراً سرمدا
وبصفوةِ الباري تسامى الشانُ
الشعرُ فيهِ بدائعٌ وتحايلٌ
وهو العظيمُ ولا يفيهِ لسانُ
أوليسَ خيرَ العالمينَ محمدٌ
هذا الأمينُ الصادقُ الإنسانُ
حسبي حبيبي أنَّ حبّكَ شاغلي
صلى عليك اللهُ إنسُهُ والجانُ
عائدة قباني .
٢.١٨/١١/١٤
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب