تبكي الدواة علي والأشعار
الحب نار والقصيد أوار فمتى ستطفأ في الفؤاد النار
ومتى سيرتاح الفؤاد من الجوى ومتى تعود لخافقي الأنوار
في الفكر أسئلة تدك حصونه فكأنها من عنفها الإعصار
حواء كم دمرت آدم في الهوى فهوى صريعا والغرام دمار
ترمى الكواحل أسهما وأسنة وبرمشها سيف الهوى بتار
والغدر في عرف النساء شريعة والليل في لغة النساء نهار
شعري صدى لجراح قلبي في الهوى واللحن آه صدرها الأوتار
ودمى مداد قصائدي وحروفها جمر ودمع ساخن مدرار
جيش الكواحل ليس يوقف زحفه أي القلاع وجيشها الجرار
وتذر في عين المحب رمادها ويسير يملأ مقلتيه غبار
أرض النساء جديبة مهما همت ديم المحب وهلت الأمطار
وقلوبهن يباب حس يابس وصدورهن سباسب وقفار
وإذا ادعين بأنهن للآليء كرمت وضم جمالهن محار
وبحارهن تلاطمت أمواجها ما في شواطئ من نحب فنار 
كم قيل عن ليل المحب قصائد فمضى سوادا ما به أقمار
هن التراب وليس تبرا خالصا مهما ادعين بأنهن نضار
خدعوا المحب ببسمة برّاقة وخطى المحب تشتت وعثار
وقلوبهن خناجر مسنونة آبار غدر ما لهن قرار
أسكنت قلبي دار عشق مرة فإذا بها يا صحب بئس الدار
وحسبت من حمقي الحبيبة نحلة فإذا حقيقة أمرها زنبار 
فتصدعت أركان بيت سعادتي وبقلب قلبي زاغت الأبصار 
سخرت دواتي والحروف ودفتري وبكى علي الوزن والأشعار
الحب منقصة هتفت وزلة عار يجلل عمرنا وشنار
ما في الهوى لون الوفاء وطعمه إن الغرام بطبعه غدار
لكننا الشعراء نلدغ دائما من جحرهن وما لنا أعذار