جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سبحان مقلب القلوب
...
قلبيْ مَعَ الأشجانِ موثوقُ العُرَى ..
متأرجحٌ بين الثُّرَيَّا والثَّرَى
فيجوبُ آفاقَ السعادةِ تارةً ..
وبموردِ الآلامِ أحياناً سَرَى
يقتاتُ حيناً من سنابلِ بهجةٍ ..
ويذوقُ آخَرَ كلَّ أحزانِ الوَرَى
متحيراً خَلَدِي بإشفاقٍ بَدَا ..
يشقى بما اجتاحَ الفؤادَ وما اعتَرَى
والقلبُ كالسُّحُبِ الهَتُون بليلةٍ ..
شتويةٍ بشغافِهِ دمعٌ جَرَى
لكنَّ إقبالُ الربيعِ يسرُّهُ ..
عجباً لهَمٍّ كيفَ زالَ وأدبَرَا
فتراهُ مبتهجاً يحلِّقُ في المَدَى ..
ياليتَ شعري كيف يسلو ما جَرَى
أَوَ تعجبَنَّ .. أرَى القلوبَ لآيةً ..
وبها تجلَّى شأنُ ربي للوَرَى
بيديهِ جَلَّ عُرَى القلوبِ مقلبٌ ..
فانظُر إلى آياتِهِ مُتَدَبِّرَا
أَبْكَى وأَضحَكَ من يشاءُ بقدرةٍ ..
ويُميتُ أو يُحيي النفوسَ كما تَرَى
وله الثناءُ من الأنامِ بصبحةٍ ..
إذ بالعناية لم يُمِتْهَا في الكَرَى
في كلِّ حينٍ سبِّحوهُ وحمِّدوا ..
أَمعِنْ بتقديسِ الكريمِ تَشَكُّرَا
...
محمد جلال السيد
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب