جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( لا تَحزَني )
والشَوقُ في مهجَتي وفي الحَنايا يُرسَلُ
مُفعَماً بالحَنان ... مِثلَما غَيثُنا يَهطِلُ
هَل تُغمِضُ جَفنَكِ الأحزان ... أم أنٌَهُ غافِلُ ؟
نادَيتها يا غادَتي ... جَفنكِ صارِمُُ حينَما يُسدَلُ
هَل تَحزَنُ مَن تُشهِر السَيفان ... حينَما تَغفَلُ ؟
يا لَلسِلاح ... في غِمدِهِ يَقتُلُ
ياغادَتي ... لا تَحزَني ... ويَبهَتُ الخَدٌَان ... ودَمعَةُُ تَنزُلُ
مَن أحزَنَ ذاكَ المَلاك ؟ ... لِنَفسِها تَعزِلُ ؟
بَل كَيفَ لِلأحزانِ أن تَرتَقي حُصونَها وتوغِلُ ؟
فَلِلجَمالِ ألفُ حارِسٍ لَهُ من دونِهِ يُقاتِلُ
حَتٌَى النُسور إذ تَرتَقيهِ تَجفَلُ
فلِلجَمالِ هَيبَةً لِلشِغافِ تَدخُلُ
ما بالكُم إن رَفرَفَت من فَوقِهِ البَلابِلُ ؟
تُغَرٌِدُ من فَوقِها أُنشودَةً وتَرحَلُ
والنَسيم ...كَم يَلينُ إن لامَسَ وَجهَها
أو داعَبَ شَعرَها ...
أو وَشوَشَ أُذنَها ... دَندَناتُُ لِلجَمال ... يُرَتٌِلُ
أتَحزَنين ؟ ... يَبكي الحَمام ... والسُنونُ يَرحَلُ
أتَحزَنين ؟ ... والبَهاءُ في جِسمِكِ يُذهِلُ ؟
هَل تَذبُلُ الوُرودُ في أحقاقِها ؟
تُسقى منَ النَعيم ... أبَداً لا تَذبلُ
فَرَفرَفَت غادَتي في رِمشِها ...
فَتَحَت جَفنَها ... يالَلعُيون ... أوراقُ لَيمون إذا تَنظُرُ
مَرجُُ منَ الخَصارِ زاهِياً ... كالرَبيعِ يُزهِرُ
والعَوسَجُ ... والزَيزَفونُ رِمشها الأكحَلُ
والشِفاه كَأسُُ منَ الخَمرَةِ يُسكِرُ
هَمَستُ في أُذنِها ... بِئساً لَها أحزانَكِ حينَما تَعبُرُ
تَبَسٌَمَت ... عادَ البَريقُ في العُيونِ يَسحَرُ
يا لهُ الغَزَلُ ... حينَما في الغادَةِ يُثمِرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية