مَرُضَ الزَمَـــــــــــــــانُ
....
بقلمي
...
طَفقَ المدى باسمِ الحقيقةِ يكذِبُ
والصوتُ أبكمُ فالضمائِرُ خُلَّبُ
2.والماءُ فَرَّ مِنَ السواحِلِ عارِياً
والظِلُّ مِنْ حُرَقِ الفسائِلِ يهربُ
3.سقطَ الرخاءُ معَ الزغابِ على الأسى
جَرَّاءَ ماعبثَ البُغاثُ وأسهبوا
4.ولطالما التاعَ الرجاءُ وها همُ
جِيلُ الرصيفِ عنِ التطلُّعِ أضربوا
5.قد مالَ ميزانُ الحقائقِ خِفَّةً
إذْ شَابَهُ بالقاسطينَ تَذَبْذُبُ
6.فالشمسُ تلبسُ بالغمامِ ثِيابَها
لِيظلَّ في لُجَجِ الرِياءِ المغرِبُ
7.ضِدَّانِ ماالتقيا بأُفقٍ صادِقٍ
شَمسُ النهارِ صريحةً والكوكبُ
8.هذي مُعادلةٌ أشادَ قوامَها
عينٌ بِلا سِنَةٍ ونومٍ ترقَبُ
9.فالظِلُّ أضحى ليسَ بالظِلِّ الذي
يأوي إليهِ لدى العناءِ المُتعَبُ
10.هجرَ الهزارُ اللحنَ إذ ماتَ الصدى
صمتاً،وعازِفُ حَيِّنا لايُطرِبُ
11.شَجني خِضَمٌ تغتلي أضلاعهُ
وكأنني في بحرِ حُزنِيَ مركبُ
12.طوراً تزُجُّ بِيَ الرِياحُ لِحُفرةٍ
ضاقت عليَّ فعزَّ مِنها المهربُ
13.وتعودُ طوراً حيثُ يبلعني لها
حوتٌ ولاأدري لأينَ المذهبُ
14.لاالماءُ يدري أنني من طينةٍ
والطينُ عنّي بالحماقةِ يهربُ
15.ياليتَ شِعري مُذْ دُرِجتُ بِرَحمها
لَعَقِمتُ بيضاً لايُخَصُّبُهُ الأبُ
16.فوُلِدتُ(سيزيفاً)يدَحرِجُ هَمَّهُ
وكبرتُ(أيوباً)وصبري يُلهِبُ
17.أعفوكَ عنْ همّي وقل لي:هل أتى
زمنٌ على الآسادِ يرقى الثعلبُ؟
18.أمْ هلْ رأيتَ الرأسَ يتبعُ ذيلَهُ؟
وعلى عِتاقِ الخَيلِ قِردٌ يركبُ؟
19.هذا و(ناقَةُ صالِحٍ)تُردى أسىً
لِيَعِبَّ مِنْ بولِ الخنازِرِ(أشعَبُ)!!
20.شاخَ الندى واحدودبت أضلاعُهُ
فَيُغازِلُ الشمطاءَ غِرٌ أشيَبُ!!
21.مَرُضَ الزمانُ وصوّحتْ أدواؤهُ
حتّى يقومَ المُرجَئُ المُتَرَقَّبُ
22.فَيقيمها عدلاً ويحكمُ بالهُدى
فَيُذَلُّ مِنْ هولِ القصاصِ المُذنِبُ
....
حسين عوفي أبو ليث
العراق