جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
شكوى لمولدِكَ العظيم
..........................
وُلِدَ الذي ازدانَتْ بِه الغبراءُ
فَتَضوّعَتْ مِنْ نَشْرِهِ الأرجاءُ
هُوَ أحْمَدٌ سَمّاهُ مَنْ بَرَأَ الورى
فَتَبارَكتْ مِنْ رَبِّك الأسماءُ
وَتَقَشَّبَتْ أرضُ الجزيرَةِ زينَةً
وَاسْتَأنَسَتْ بضِيائِهِ الظّلْماءُ
فَتَجَلْبَبَ التاريخُ ثَوْبَ فَخارِهِ
وتَحَصَّنَتْ عِزّاً بِهِ الفيحاءٌ
هوَ مَنْ أشاعَ العَدْلَ عِنْدَ قدومِهِ
فَاسْتَسْلَمَتْ لِثَباتِهِ الأعْداءُ
الشِّرْكُ أيْقَنَ أنَّ في عَلْيائِهِ
صِدْقاً بِهِ تَتَكَلّمُ العَلْياءُ
فَأماطَ عنْ طُرُقاتِهِ إيذاءَهُ
وَلَطالَما أزْرى بِهِ ألإيذاءُ
نَزَلَتْ بِهِ الآياتُ تَمْدَحُ شَخْصَهُ
وَبِيَوْمِهِ تَتَباركُ ألآلاءُ
مِنْ وَجْهِهِ اسْتَرَقَ النَّهارُ ضِياءَهُ
والفرقَدانِ عَلاهُما لَألاءُ
المُصْطَفى المُخْتارُ مُنذُ نشوئِهِ
مِنْ قَبْلِ أنْ تَتَكَوَّنَ ألأشْياءُ
نِعْمَ السُّلالَةُ والأُرومَةُ أصْلُهُ
فَبِمِثْلِها تَتَفاخَرُ ألأَبْناءُ
هوَ مَنْ أتى جِبْريلُ يَحْمِلُ وَحْيَهُ
والمُرْسلاتُ لِشَخْصِهِ أنْباءُ
رَسَمَ الإلهُ آلدَّرْبَ فيهِ مُعَبداً
فَلِكُلِّ عَبْدٍ دَعْوَةٌ سَمْحاءُ
طوبى لِمَنْ في النَّهْجِ كانَ مُحَمَّدا
كَمُحَمَّدٍ تَحْيى بِهِ البيْداءُ
مِنْ أيْنَ والضَّعْفُ المَقيتُ يقودُنا
وَزمانُنا شَحَّتْ بِهِ النُّبَلاءُ
وَمَسارُنا أضْحى التَشَرْذُمُ دَأبَهُ
والفِتْنَةُ إسْتَشْرَتْ بِنا الحَمْقاءُ
مُتَحَزِّبينَ لِكُلِّ حِزْبٍ رَأْيُهُ
وَلِكُلّ طائِفَةٍ بنا آراءُ
مُتَقاتلينَ لِكُلِّ رأيٍ جَيْشُهُ
قدْ أنكروا التوحيدَ فيما جاءوا
وَاسْتَقْدَموا الأعْداءَ بُغْيَةَ نَصْرِهِمْ
يابِئْسَ نَصْرٌ أُمُّهُ الشّوْهاءُ
أمّا الدِّيارُ وَأهْلُها فَمَصارِعٌ
وبِسوحِها كمْ غودِرَتْ أشْلاءُ
ياسيدي نَشْكُوا إلَيْكَ مصائِباً
قدْ أتْأمَتْ وبِصَدْرِها أثْداءُ
فالكُلُّ يَرْفَعُ رايَةً لِمُحَمَّدٍ
فَمَنِ التي أسْرى بِها الإسْراءُ
واضَيْعَةَ الإنسانِ بَعْدَكَ سَيِّدي
فالْكُل في خُسْرانِهِ شُرَكاءُ
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب