جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( الرِكاز )
مفهوم (الرِكاز ) في الشريعة الإسلامية.
لو إبتعدنا قليلاً عن الغوص في أعماق العواطف وشرح أنٌات المولهين ... وآهات المنكوين بنار عشقهم ... والتي ملأت صفحات التواصل الإجتماعية عند العرب ... والعرب فقط !!!
ولو خرجنا قليلاً عن نِطاق تلك العواطف التي لن تفيد الأمة في شيء ...سوى في زيادة تخلفها وبؤسها ... وكأنه لا ينقصها من أمور حياتِها سوى ذكر الحبيب ... والوقوف على الأطلال ... أو لعلٌَ تلك المبالغات ... هي المجال الوحيد المُتاح ... ليتبارى به المتبارون وليتنافس المتنافسون ... وإن غي إزدياد هذه الظاهرة وإنتشارها المريع من التأثيرات السلبية ما يوهن من شأن الأمة وما يُسَخٌِفُ من شأن أبنائها بين الأُمم .
نقول ... وبشكل موجز ... وموجز جداً أن مفهوم ( الركاز ) في الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي ... هو كل الثروات والمعادن ... وغيرها ... التي يتم إستخراجها من باطن الأرض ... أو التي لا تزال كامنة فيه ...
ما هو حكم هذه الثروات الباطنيٌَة في الشريعة الإسلامية ؟
إن حكم هذه الثروات أن يتم توزيع عائداتها كما يلي :
١ - أربعة أخماسها يتم توزيعها على أفراد الأمة بالعدل والتساوي فيما بينهم جميعاً بدون أي تمييز أو تفضيل
٢- الخمس الأخير يتم إعطائه ( لبيت المال ) أو لخزينة الدولة في المفهوم المعاصر ...
والبشر في الشرع الإسلامي متساوون في الحقوق والواجبات ولا تمييز بين أمير وحقير ... وقصة ( جَبَلَة بن الأيهم ) وهو أمير الغساسنة ... مع أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) معروفة وكيف أنه قاضاه وحكم لإعرابي داس بالخطأ على رداء ( جبلة بن االأيهم ) ... ولا مجال في هذا المقام لذكر تفاصيل تلك الحكاية ...
نقول ... لو تعتمد الدول هذا المبدأ ( الرِكاز ) ... لما بقي فقير يتسوٌَل في شوارع العالم العربي والإسلامي المكتظة بالمتسولين ... ولَما نَهَبَ الفاسِدون والمُفسِدون ثروات الأمة ليبددوها على ملذاتهم الشخصيٌَة ويتركوا بلدانهم متخلفة بلا أي نهضة علمية أو صناعة ولا (تكنولوجيا ) متطورة ولا بنية تحتيٌَة مدروسة تلبي حاجة الأجيال القادمة ...
إن حبنا لأوطاننا يجب أن يدفعنا للنقاش الفكري حول الأمور التي من شأنها النهوض بأوطاننا ... ودون الإساءة لأيٌَة دولة أو لأيٌَة شخصية عامة ... فالهدف هو البحث عن الأفكتر التي تنهض بأوطاننا وبأُمتنا إلى مصاف الدول الراقية ...
وعلى الجميع الإدلاء بآرائِهم
لكم كل التحية والتقدير .
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية